و قد غَرِم الرجُلُ كذا و كذا فهو «غارم»، و فلان مُغرَم بكذا أي لازم له مولَع به، و يقال لمن عليه الدَّين: غريم لأنّ الدَّين يلزمه، و لمن له الدَّين غريم لأنّه يلزم المُدان.
فمعنى الحديث: أنّ الكفيل تلزمه الغرامة إذا قصّر المكفول عنه۱ في التخلّص إلى صاحبه عن حقّه.
و قيل: الكفالة أوّلها غرامة، و أوسطها ندامة، و آخرها ملامة.۲
و يحتمل وجها آخر و هو أن يكون الزعيم۳ بمعنى السيّد و المقدّم و الرئيس، فيكون المعنى: أنّ من تصدّى لرئاسة قوم، و وُطِئَ عَقِبُه، و نُظر مكانُه، لزمته المؤونات، و وجبت عليه الغرامات. و قيل: «الغرام: الهلاك»۴، و فُسّر عليه قوله تعالى: «إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَاما»۵ أي هلاكا و هو قول أبي عبيدة،۶ فيكون المعنى على هذا أنّ رئيس القوم إذا فَتح بابَه لهم لزمه أن يراقبهم حقّ المراقبة، و يراعيهم حقّ المراعاة، و أن يُنصِف مظلومَهم، و يعطي محرومهم، و يوقِّر كبيرهم، و يرحم صغيرهم، و يقصّر الأيدي الغاشمة۷ عنهم، و ينظر لهم كما ينظر لنفسه ؛ لأنّهم الرعيّة و هو المسترعي، فإذا قَصّر في شيء من ذلك فقد هلك.
و فائدة الحديث: الحكم أنّ الكفيل قد۸ تلزمه الغرامة، و أنّ السيّد بعرض غرامات أصحابه، و حمل الأثقال عنهم، و الإنفاق عليهم، و الإحسان /۳۱/ إليهم، و المراعاة لهم.
و راوي الحديث: أبو أُمامة، قال: سمعت رسول اللّه صلىاللهعليهوآله يقول في خطبته عامَ حجّة
1.. «ب» : ـ عنه .
2.. المجموع للنووي ، ج ۱۴ ، ص ۲۲ .
3.. «ألف» : الغريم .
4.. اُنظر : مجمع البحرين ، ج ۳ ، ص ۴۲۳ فكه .
5.. الفرقان ۲۵ : ۶۵ .
6.. نقل عنه النحّاس في معاني القرآن ، ج ۵ ، ص ۴۷ .
7.. الغَشْم : الظلم و الغصب ، غَشَمَهم يَغشِمهم غَشْما . لسان العرب ، ج ۱۲ ، ص ۴۳۷ (غشم) .
8.. «ألف» : ـ قد .