دفع ضرر في احتباس حقّه عنه و هو غنيّ موسر؟! و ما أبعَدَ تصوّر الاستحقاق فيه!
و «المسألة»: السؤال، يقال: سَأَلَه يسأله مسألةً و سؤالاً. و «نار» أي مُؤَدٍّ إلى دخول النار، فكأنّه صلىاللهعليهوآله ينهى الغنيّ عن أن يتعرّض للسؤال ؛ فإنّ السؤال عن ظَهر غنًى غَمْط۱ لنعمة اللّه تعالى، و تكثّر من غير وجهه، مع ما فيه من المذلّة و إراقة ماء الوجه و استبشاع۲ الناس له و كراهتهم إيّاه و إزرائهم به۳، ثمّ إنّه آخر كسب الرجل كما ورد في الحديث،۴ و لا يَحلّ إلاّ عن حاجة شديدة و ضرورة حافزة.
و قد روي في حدّ الغنى أنّه «ملك أربعين درهما فما فوقها».۵
و فائدة الحديث: النهي عن المماطلة بالدَّين إذا كان المُدان قادرا على أدائه غير عاجز عن قضائه، و عن مسألة الغنيّ الواجد طلبا للمكاثرة و المنافسة.
و راوي الحديث: عِمران بن حُصَين.
۳۱.قوله صلىاللهعليهوآله: التَّحَدُّثُ بِالنِّعَمِ شُكْرٌ.۶
«التحدّث» كالتحديث. و «الشكر»: اعتراف بالنعمة مع القصد إلى تعظيم المنعم، و ينقسم الشكر إلى القول و الفعل ؛ فأمّا الأوّل فقد يكون للّه تعالى /۲۹/ و للخلق أيضا، و أمّا الثاني فهو كالعبادة لا يكون إلاّ للّه تعالى.
1.. الغَمْط : الاحتقار و الاستصغار . انظر : لسان العرب ، ج ۷ ، ص ۳۶۴ غمط .
2.. البَشَع : تضايق الحلق بطعام خشن . البَشِع : الخشن من الطعام و اللباس و الكلام . استَبشَع الشيءَ أي عَدَّه بشِعا . لسان العرب ، ج ۷ ، ص ۱۱ بشع .
3.. أزرى به إزراءً : قَصّر به و حقَّره و هوَّنه . لسان العرب ، ج ۱۴ ، ص ۳۵۶ زرى .
4.. راجع : الأدب المفرد للبخاري ، ص ۸۴ ، ح ۳۶۶ ؛ الاستذكار لابن عبد البرّ ، ج ۷ ، ص ۳۵۱ ؛ التمهيد لابن عبد البرّ ، ج ۲۳ ، ص ۱۲۴ .
5.. شرح معاني الآثار لأحمد بن محمّد بن سلمة ، ج ۴ ، ص ۳۷۳ ؛ التمهيد لابن عبد البرّ ، ج ۴ ، ص ۹۷ ؛ تفسير الآلوسي ،ج ۱۰ ، ص ۱۲۰ .
6.. مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۶۱ ، ح ۴۴ و ۴۵ ؛ الشكر للّه لابن أبي الدنيا ، ص ۹۵ ، ح ۶۳ و فيه : «شكرها» بدل «شكر» ؛تفسير مجمع البيان ، ج ۱ ، ص ۱۸۴ ؛ تفسير القرطبي ، ج ۲۰ ، ص ۱۰۲ ؛ تفسير الثعالبي ، ج ۲ ، ص ۶ .