161
ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الأوّل

واو و هي عين الفعل.

و هذا الحديث قريب المعنى /۲۸/ من الحديث الّذي قبله، و هو تمثيل و تقريب، كأنّه عليه‏السلام يقول: لو كان عمل الرجل من حيث التقدير أشخاصا محسوسةً لكان التورّع عن محارم اللّه‏ تعالى رأسَها و سيّدها.

و فائدة الحديث: الحثّ على التمسّك بالورع الّذي يصدّ عن المعاصي، و بيان أنّه أفضل العمل الّذي يَتقرّب به العبد إلى اللّه‏ تعالى.

و راوي الحديث: أنس بن مالك.

۳۰./۲۸/ قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: مَطْلُ الغَنِيِّ ظُلْمٌ،۱ وَ مَسأَلَةُ الغَنِيِّ نارٌ.۲

«المَطْل» أصله المَدّ، يقول: مَطَلتُ الحديدةَ إذا مددتها بالضرب لتَطول، و المِمطَل آلة للصانع۳ فيها ثُقَب كثيرة متفاوتة الضيق و السعة يَمدّ بها الذهب و الفضّة، و يقال لها الشفشاهَنج، و كلّ ممدود ممطول، و اشتقاق المماطلة في الدَّين منه. و «الظلم» أصله: وضع الشيء غير موضعه. و «الغنى»: اليسار، و يقال: غَنِيَ يَغنَى غِنىً فهو غنيٌّ، و أصله الاستغناء و قلّة الاحتياج.

يقول صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: مَن ماطَلَ غريمَه، و هو قادر على أداء حقّه، ممكَّنٌ من إيصال ماله إليه، لا غرض له إلاّ المُناكَدة و المُعاسَرة، فقد ظلمه ؛ و حقيقة الظلم الضرر الّذي لا نفع فيه و لا دَفْعَ ضررٍ علما أو ظنّا، و لا يكون مستحقّا، فإذا ماطله فقد أضرّ به، و أيّ عائدة له۴ أو

1.. مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۶۰ ، ح ۴۲ و ۴۳ ؛ كتاب الاُمّ ، ج ۳ ، ص ۲۰۶ ؛ مسند أحمد ، ج ۲ ، ص ۷۱ و ۲۶۰ و مواضعاُخرى ؛ سنن الدارمي ، ج ۲ ، ص ۲۶۱ ؛ صحيح البخاري ، ج ۳ ، ص ۵۵ ؛ الفقيه ، ج ۴ ، ص ۳۸۰ ، ح ۵۸۱۹ ؛ تحف العقول ، ص ۲۶۷ ، ح ۳۵ ؛ عوالي اللآلي ، ج ۴ ، ص ۷۲ ، ح ۴۵ .

2.. مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۶۰ ، ح ۴۳ ؛ المعجم الكبير ، ج ۱۸ ، ص ۱۷۵ ؛ الكامل لابن عدي ، ج ۵ ، ص ۱۰۹ ؛ تاريخ الإسلام للذهبي ، ج ۳۰ ، ص ۳۷۰ ؛ كنز العمّال ، ج ۶ ، ص ۵۰۴ ، ح ۱۶۷۳۲ .

3.. «ب» : للصائع .

4.. «ألف» : ـ له .


ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الأوّل
160

ثمّ إنّ الخشية من مبادئ أفعال العاقل الحازم، و أوائل۱ مراتب الناظر لنفسه، و ممّا۲ يقتضيه العقل السليم، و لا يكاد يخلو منه الفطِن الحكيم، فلذلك جعلها رأس الحكمة و أوّلها.

و فائدة الحديث: الأمر بالخوف من اللّه‏ تعالى و استشعاره، و مراقبة أوامره و نواهيه، و مجانبة محارمه۳ و معاصيه، و تقديم ذلك على كلّ طاعة مِن طاعاته و خير من خيراته.

و هذا الحديث و الّذي بعده حديث واحد.

۲۹.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: الوَرَعُ سَيِّدُ العَمَلِ.۴

«الوَرَع»: ظَلْف النفس عن المعاصي، و كفّها عن مواقعة المناهي. و «السيّد» هو الكبير الّذي يسود سواد الناس، و قد سادهم يسودهم۵ سيادةً و سُودَدا۶ و سَيدودةً فهو سيّد، و جمعُه سادة، و الدال الثانية في سودد۷ زائدة لإلحاق بناء ببناء، و سادة وزنه في الأصل فَعَلَة بالتحريك ؛ لأنّ تقدير سيّد فَعيل مثل سَرِيٍّ و سَراة، قالوا: و لا نظير لهما، و استدلّوا على ذلك بهمز سيائد۸ مثل أفيل و أفائل و أصيل و أصائل. و وزن سيّد عند البصريّين فَيعِل جُمع على فَعَلة كأنّه جمع سايد مثل قايد و قادة و بايع و باعة. قالوا: و جمع سيّد على سيايد بالهمز على غير قياس ؛ لأنّ ما بعد الألف في سيايد۹ ياء منقلبة عن

1.. «ألف» : أقلّ .

2.. «ألف» : ما .

3.. «ب» : مكارهه .

4.. مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۵۹ ، ح ۴۱ ؛ الورع لابن أبي الدنيا ، ص ۴۳ ؛ تاريخ مدينة دمشق ، ج ۵ ، ص ۳۹۵ ؛ الجامع الصغير ،ج ۱ ، ص ۶۰۳ ، ح ۳۹۰۹ ؛ كنز العمّال ، ج ۳ ، ص ۱۴۱ ، ح ۵۸۷۲ ؛ و ص ۴۳۰ ، ح ۷۲۹۹ .

5.. «ب» : ـ سواد الناس ، و قد سادهم يسودهم .

6.. «ألف» : سؤددا .
السُّودَد : الشرف ، معروف ، و قد يُهمز و تُضمُّ الدال . لسان العرب ، ج ۳ ، ص ۲۲۸ سود .

7.. «ألف» : سؤدد .

8.. «ألف» : سائد .

9.. «ألف» : سايد .

  • نام منبع :
    ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الأوّل
    سایر پدیدآورندگان :
    تالیف: الإمام السید ضیاء الدین أبو الرضا فضل الله بن علیّ بن عبید الله الحسنی الراوندی؛ تحقیق: مهدي سليماني آشتياني
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1397
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 1856
صفحه از 503
پرینت  ارسال به