واو و هي عين الفعل.
و هذا الحديث قريب المعنى /۲۸/ من الحديث الّذي قبله، و هو تمثيل و تقريب، كأنّه عليهالسلام يقول: لو كان عمل الرجل من حيث التقدير أشخاصا محسوسةً لكان التورّع عن محارم اللّه تعالى رأسَها و سيّدها.
و فائدة الحديث: الحثّ على التمسّك بالورع الّذي يصدّ عن المعاصي، و بيان أنّه أفضل العمل الّذي يَتقرّب به العبد إلى اللّه تعالى.
و راوي الحديث: أنس بن مالك.
۳۰./۲۸/ قوله صلىاللهعليهوآله: مَطْلُ الغَنِيِّ ظُلْمٌ،۱ وَ مَسأَلَةُ الغَنِيِّ نارٌ.۲
«المَطْل» أصله المَدّ، يقول: مَطَلتُ الحديدةَ إذا مددتها بالضرب لتَطول، و المِمطَل آلة للصانع۳ فيها ثُقَب كثيرة متفاوتة الضيق و السعة يَمدّ بها الذهب و الفضّة، و يقال لها الشفشاهَنج، و كلّ ممدود ممطول، و اشتقاق المماطلة في الدَّين منه. و «الظلم» أصله: وضع الشيء غير موضعه. و «الغنى»: اليسار، و يقال: غَنِيَ يَغنَى غِنىً فهو غنيٌّ، و أصله الاستغناء و قلّة الاحتياج.
يقول صلىاللهعليهوآله: مَن ماطَلَ غريمَه، و هو قادر على أداء حقّه، ممكَّنٌ من إيصال ماله إليه، لا غرض له إلاّ المُناكَدة و المُعاسَرة، فقد ظلمه ؛ و حقيقة الظلم الضرر الّذي لا نفع فيه و لا دَفْعَ ضررٍ علما أو ظنّا، و لا يكون مستحقّا، فإذا ماطله فقد أضرّ به، و أيّ عائدة له۴ أو