قال المحدّث النوري:
«و ربّما يُستأنس لتشيّعه۱ باُمور:
منها: توغّل الأصحاب على كتابه و الاعتناء به و الاعتماد عليه، و هذا غير معهود منهم بالنسبة إلى كتبهم الدينيّة، كما لا يخفى على المطّلع بسيرتهم.
و منها: أنّه قال في خطبة الكتاب بعد ذكر النبيّ صلىاللهعليهوآله: «أذهب اللّه عنهم الرجس، و طهّرهم تطهيراً»، ولم يعطف عليهم الأزواج و الصحابة، و هذا بعيد عن طريقة مؤلّفي العامّة غايته.
و منها: أنّه ليس في تمام هذا الكتاب من الأخبار في مدح الخلفاء ـ سيّما الشيخين و الصحابة ـ خبر واحد، مع كثرتها و حرصهم في نشرها و درجها في كتبهم بأدنى مناسبة، مع أنّه روى فيه قوله صلىاللهعليهوآله: مثل أهل بيتي كمثل سفينة نوح، من ركب فيها نجا، و من تخلّف عنها غرق.
و منها: أنّ جلّ ما فيه من الأخبار موجود في اُصول الأصحاب و مجاميعهم، كما أشار إليه المجلسي أيضاً، و ليس في باقيه ما ينكَر و يستغرب، و ما وجدنا في كتب العامّة له نظيراً و مشابهاً.
و بالإجمال، فهذا الكتاب في نظري القاصر في غاية الاعتبار، و إن كان مؤلّفه في الظاهر ـ أو واقعاً ـ غير معدود من الأخيار».۲
و جدير بالذكر أنّ القضاعيّ ذكر في مسند الشهاب، ۴۵ روايةً عن طرق أهل البيت عليهمالسلام عن رسول اللّه صلىاللهعليهوآله،۳ و أيضاً روى في الشهاب حديث رسول اللّه صلىاللهعليهوآله بقوله: «مَنْ كذَّب بالشِّفاعة لَمْ يَنلها يومَ القيامة»، وروى عنه صلىاللهعليهوآله: «إنَّ لكلِّ نبيٍّ دعوةً دعاها لاُمَّته، و إِنِّي اخْتبأتُ دعوتي شِفاعةً لاُمَّتي يَومَ القيامة»، و هذان الحديثان يدلّان على الشفاعة.