غيرُ المكتوب إليه ؛ فالأولى و الأحسن أن يختمه۱ ضبطا لأمره، و صيانةً لسرّه، و أمنا من تبعةٍ ربّما يتعقّبه.
و فائدة الحديث: الأمر بختم الكتاب الّذي تكتبه إلى غيرك أخذا بالأحزم الأحوط۲، و كتمانا لما لا تريد۳ أن يطّلع عليه، و نفيا للتُّهَم عنه.
و راوي الحديث: ابن عبّاس، /۲۷/ قال: قال النبيُّ۴ عليهالسلام: كرم الكتاب ختمه، و هو قوله تعالى: «إِنِّي أُلْقِىَ إِلَىَّ كِتَابٌ كَرِيمٌ».
۲۸.قوله صلىاللهعليهوآله: خَشيَةُ اللّهِ رَأسُ كُلِّ حِكمَةٍ.۵
هذا الحديث لم يكن في نسخة القاضي، و «الخشية» هي الخوف، و حقيقة الخوف ظنّ يتعلّق بحصول مضرّة فيما يستقبل، أو فوت منفعة. و «الحكمة»: /۲۷/العلم، و أصلها من الإحكام، و حَكَمَة اللجام: الحديدة المحيطة بحبل الدابّة، تقول: حَكَمتُ الدابّةَ حَكْما و أحكمتها إحكاما، و كذلك حكمتُ السفيه و أحكمته أي أخذت على يده، و الحِكمة إذا عُبّر بها عن الفعل كان فعلاً حسنا واقعا من العالِم بحسنه.۶
يقول صلىاللهعليهوآله: خشية اللّه تعالى و مراقبة جانبه و الانتداب لأمره۷ و الاجتناب لنهيه أوّل حكمةٍ مِن حِكَمِ العبد العالم بمصالحه المُحكِم لاُموره و المحتاط لنفسه، و أفضل خُلّة مِن خلال الحكيم و خصاله الحميدة الّتي يتحلّى بها و لا يتخلّى منها.