159
ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الأوّل

غيرُ المكتوب إليه ؛ فالأولى و الأحسن أن يختمه۱ ضبطا لأمره، و صيانةً لسرّه، و أمنا من تبعةٍ ربّما يتعقّبه.

و فائدة الحديث: الأمر بختم الكتاب الّذي تكتبه إلى غيرك أخذا بالأحزم الأحوط۲، و كتمانا لما لا تريد۳ أن يطّلع عليه، و نفيا للتُّهَم عنه.

و راوي الحديث: ابن عبّاس، /۲۷/ قال: قال النبيُّ۴ عليه‏السلام: كرم الكتاب ختمه، و هو قوله تعالى: «إِنِّي أُلْقِىَ إِلَىَّ كِتَابٌ كَرِيمٌ».

۲۸.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: خَشيَةُ اللّه‏ِ رَأسُ كُلِّ حِكمَةٍ.۵

هذا الحديث لم يكن في نسخة القاضي، و «الخشية» هي الخوف، و حقيقة الخوف ظنّ يتعلّق بحصول مضرّة فيما يستقبل، أو فوت منفعة. و «الحكمة»: /۲۷/العلم، و أصلها من الإحكام، و حَكَمَة اللجام: الحديدة المحيطة بحبل الدابّة، تقول: حَكَمتُ الدابّةَ حَكْما و أحكمتها إحكاما، و كذلك حكمتُ السفيه و أحكمته أي أخذت على يده، و الحِكمة إذا عُبّر بها عن الفعل كان فعلاً حسنا واقعا من العالِم بحسنه.۶

يقول صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: خشية اللّه‏ تعالى و مراقبة جانبه و الانتداب لأمره۷ و الاجتناب لنهيه أوّل حكمةٍ مِن حِكَمِ العبد العالم بمصالحه المُحكِم لاُموره و المحتاط لنفسه، و أفضل خُلّة مِن خلال الحكيم و خصاله الحميدة الّتي يتحلّى بها و لا يتخلّى منها.

1.. «ألف» : نختمه .

2.. «ب» : «و الأضبط» بدل «الأحوط» .

3.. «ألف» : يريد .

4.. «ألف» : ـ النبيّ .

5.. مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۵۹ ، ح ۴۱ ؛ الورع لابن أبي الدنيا ، ص ۴۳ ؛ الجامع الصغير ، ج ۱ ، ص ۶۰۳ ، ح ۳۹۰۹ ؛ كنزالعمّال ، ج ۳ ، ص ۱۴۱ ، ح ۵۸۷۲ .

6.. «ب» : يحسنه .

7.. «ألف» : لأوامره .


ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الأوّل
158

المحرّمات ؛ لأنّ الانهماك في اللذّات و إرخاء عنان النفس في ميدان الشهوات ممّا يفتّر عن الانبعاث للطاعة، و يثقِّل عن الخفوف في أعمال البرّ و الخير، و يشغل عمّا يعني بما لا يعني.

و فائدة الحديث: الأمر بضبط النفس و قمعها و كَبْح۱ لجامها و منعها و فطامها عن مَراضع الشهوات و أخذها بالمجاهدات.

و راوي الحديث: ابن عبّاس رضى‏الله‏عنه.

۲۷.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: كَرَمُ الكِتابِ خَتمُهُ.۲

«الكَرَم»: كثرة الخير، يقال: شاة كريمة أي غزيرة۳ اللبن، و نخلة كريمة: إذا كثر حملها أو طاب. و الكَرَم الحُسن، و في التنزيل: «كَمْ۴ أَنْبَتْنَا فِيهَا مِنْ كُلِّ زَوْجٍ كَرِيمٍ»۵ أي من كلّ جنس حَسَن، و الحُسن أشبه بما في الحديث. و قوله تعالى: «إِنِّي أُلْقِىَ إِلَىَّ كِتَابٌ كَرِيمٌ»۶ قيل: حَسَنٌ ما فيه، و قيل: مختوم، و قيل: جعلتُه كريما لكرم صاحبه.

و معنى الحديث: أنّ حسن الكتاب و استجماع الخير له ختمه الّذي يمنع من اطّلاع كلّ أحد عليه ؛ لأنّ الكتاب في الأكثر لا يخلو من أسرار و أُمور يَكره صاحبُه أن يَطّلع عليها

1.. كَبَحَ الدابَّةَ يَكبَحُها كَبْحا و أكبَحها ـ الأخيرة عن يعقوب ـ : جَذَبها إليه باللجام ، و ضرب فاها به كي تقف و لا تجري . لسان العرب ، ج ۲ ، ص ۵۶۸ كبح .

2.. مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۵۸ ، ح ۳۹ ؛ المعجم الأوسط ، ج ۴ ، ص ۱۶۲ و فيه : «كرامة» بدل «كرم» ؛ تخريج الأحاديث والآثار للزيعلي ، ج ۳ ، ص ۱۶ ؛ الجامع الصغير ، ج ۲ ، ص ۲۷۰ ، ح ۶۲۲۸ ؛ كنز العمّال ، ج ۱۰ ، ص ۲۴۳ ، ح ۲۹۲۹۵ (و في الأخيرين أيضا : «كرامة» بدل «كرم») . و رواه العلاّمة المجلسي رحمه‏الله في بحار الأنوار ، ج ۱۴ ، ص ۱۱۸ ، ح ۱۴ مجهولاً ، و فيه : «إكرام» بدل «كرم» .

3.. «ألف» : غريزة .

4.. «ألف» و «ب» : و .
و في سورة لقمان ۳۱ : ۱۰ : «فَأَنبَتْنَا فِيهَا مِن كُلِّ زَوْجٍ كَرِيمٍ» .

5.. الشعراء ۲۶ : ۷ .

6.. النمل ۲۷ : ۲۹ .

  • نام منبع :
    ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الأوّل
    سایر پدیدآورندگان :
    تالیف: الإمام السید ضیاء الدین أبو الرضا فضل الله بن علیّ بن عبید الله الحسنی الراوندی؛ تحقیق: مهدي سليماني آشتياني
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1397
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 1751
صفحه از 503
پرینت  ارسال به