155
ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الأوّل

الدعاء، و يُستدفع۱ البلاء، و تُستكشف۲ اللأواء۳، فلا غرو۴ أن يكثروا ببركتهم.

و جاز أن يكون سبب البركة إفضال المُفضِلين و إنعام المُنعِمين و معروف المتصدّقين ؛ فإنّ الصدقة تَردّ البلاء،۵ فإذا رُدّ عنهم البلاء بورك فيهم فكثروا، و لم يبعد۶ أن يبارك فيهم لكون العلماء فيما بين ظهرانَيهم ؛ لأنّهم ورثة الأنبياء ؛ بنور علمهم يُستضاء، و بروح۷ معرفتهم يُستفاء۸، و منهم يُقتبس ما فيه صلاح الدنيا و فلاح العُقبى ؛ فهُمُ الأحسنون طريقةً، و الأكابر حقيقةً ؛ الّذين تُستوفر۹ /۲۵/ الأرض بحياتهم، و تستنقص بمماتهم ؛ و كفاك دليلاً على ذلك قوله تعالى: «أَ وَ لَمْ يَرَوْا أَنَّا نَأْتِي الْأَرْضَ نَنْقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا»۱۰؟ قيل: بموت العلماء۱۱، و إلاّ فإنّ جرم الأرض كما هو بحالها.۱۲

و فائدة الحديث: التنبيه على رتبة أهل الفضل، و اتّصال الخير بوجودهم، و التبرّك

1.. «ألف» : يدفع .

2.. «ألف» : يستشف .

3.. اللأواء : المشقّة و الشدّة ، و ضيق المعيشة ، و البليّة ، و القحط . انظر : كتاب العين ، ج ۸ ، ص ۳۵۴ ؛ لسان العرب ، ج ۱۵ ،ص ۲۳۸ لأي .

4.. الغَرْو : العَجَب . لسان العرب ، ج ۱۵ ، ص ۱۲۳ غرو .

5.. اُنظر : عمدة القاري للعيني ، ج ۲۳ ، ص ۱۵۴ .

6.. «ألف» : فلم يبعد .

7.. «ألف» : بنور .

8.. «ألف» : يشتفاء .
الفَيء : الغَنيمة ، يقال : فِئتُ الغَنيمةَ ، واستَفَأتُ ، وأفاءها اللّه‏ُ تعالى عَلَيَّ . راجع : القاموس المحيط ، ج ۱ ، ص ۳۰ فيأ .
و قال الخليل : و سُمع مِن بعض العرب يقول : أخبرني فلان خبرا اشتفيتُ به أي انتفعتُ بصحَّته و صدقه . انظر : لسان العرب ، ج ۱۴ ، ص ۴۳۸ (شفي) .

9.. في هامش «ب» : أي تُستتمّ . صحّ .

10.. الرعد ۱۳ : ۴۱ .

11.. راجع : التبيان في تفسير القرآن ، ج ۷ ، ص ۲۵۲ ؛ مجمع البيان في تفسير القرآن ، ج ۷ ، ص ۲۸۹ .

12.. «ألف» : بحاله .


ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الأوّل
154

و راوي الحديث: /۲۵/ ابن عبّاس.

۲۴.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: البَرَكةُ مَعَ أكابِرِكُم.۱

«البَرَكة»: النَّماء و الزِّيادة، يقال: بارَك اللّه‏ُ له و فيه و عليه و باركه، و التبريك: الدعاء بالبركة.

و «الأكابر» قيل: المشايخ۲، و قيل: الفضلاء، و قيل: العلماء، و قد استُعمل الكبير في السنّ و الفضل و العلم، و قيل في تفسير۳ قوله تعالى «إِنَّهُ لَكَبِيرُكُمْ»۴: أي معلّمكم. و قيل في قوله تعالى «قَالَ كَبِيرُهُمْ»۵: أي۶ أكبرهم في العقل لا في السنّ، و قيل في الأكابر: إنّهم الّذين جمعوا بصيرة العقل إلى كبر۷ السنّ و وفور العلم، فالعقل۸ يَردعهم، و السنّ۹ يمنعهم، و العلم ينفعهم.

و لمّا كانت البركة هي النموّ و الزيادة و الاتّساع صحّ أن يكون اللّه‏ تعالى يبارك بمكان المشايخ الّذين ودعوا الدنيا و أقبلوا على الآخرة ؛ فقلوبهم متعلّقة بها، و أنفسهم مقصورة عليها، و هم مستيقظون من سِنة الأغمار، متنبِّهون۱۰ من غفلة الأغرار۱۱ ؛ بهم يُستجاب

1.. مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۵۷ ، ح ۳۶ و ۳۷ ؛ الكامل لابن عديّ ، ج ۲ ، ص ۷۷ ؛ و ج ۵ ، ص ۲۵۹ ؛ المستدرك للحاكم ، ج ۱ ،ص ۶۲ ؛ تاريخ بغداد ، ج ۱۱ ، ص ۱۶۵ ؛ جامع الأخبار ، ص ۹۲ ؛ بحار الأنوار ، ج ۷۲ ، ص ۱۳۷ ، ح ۴ .

2.. هذا هو التعبير الصحيح ؛ لأصالة الياء في هذه الكلمة ، و مَن هَمَزها و قال : «المشائخ» فقد أخطأ .

3.. «ب» : التفسير .

4.طه ۲۰ : ۷۱ .

5.. يوسف ۱۲ : ۸۰ .

6.«ب» : إنّه .

7.. «ألف» : كبير .

8.. «ألف» : و العقل .

9.. الوجه : «و السنُّ تمنعهم» ؛ لأنّ السنَّ في جميع استعمالاتها مؤنَّثة ، هذا هو الأصل ، و ربّما عُبِّر عن العُمر بالسنّ لكَونه في معناها ؛ لكنَّ الأصل ما سَمعتَ ، و الظاهر أنَّ الشارح رحمه‏اللهراعى «المشاكلة» في تذكير الفعل بعطف كلمة «يردعهم» عليه و عطفِه على كلمة «ينفعهم» . عبد الستّار .

10.. «ألف» : منتبهون .

11.. الغِرّ ج أغرار : الشابّ الّذي لا خبرة له . انظر : المنجد في اللغة غرر .
و الغِرّ و الغرير : الشابّ الذي لا تجربة له ، و الجمع أغِرَّاء و أغِرَّة ، و رجُل غِرٌّ بالكسر و غرير أي غير مجرّب . انظر : لسان العرب ، ج ۵ ، ص ۱۶ (غرر) .

  • نام منبع :
    ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الأوّل
    سایر پدیدآورندگان :
    تالیف: الإمام السید ضیاء الدین أبو الرضا فضل الله بن علیّ بن عبید الله الحسنی الراوندی؛ تحقیق: مهدي سليماني آشتياني
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1397
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 1605
صفحه از 503
پرینت  ارسال به