151
ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الأوّل

و قال صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: السلامُ تَحَيَّةٌ لِمِلَّتِنا، و أمانٌ لِذِمَّتِنا.۱

فكأنّه عليه‏السلام يَحُثّ على الكرم بتقديم السلام و استقبال المخاطب به تأنيسا له و استفتاحا بلفظ السلامة و تبرّكا به و تمهيدا لقواعد المودّة الّتي هي المؤلِّفة بين القلوب، و السلام يقتضي التعارفَ أوّلاً، ثمّ التَّحابَّ، ثمّ التواصل، ثمّ التعاون و التناصر.

و قال صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: /۲۴/ أ لا أدُلُّكم على أمر إن أنتم فعلتموه تَحاببتم؟ أفشوا السلامَ بينكم.۲

و روي أنّه قال عليه‏السلام ۳ لأنس بن مالك: إذا /۲۳/ خرجت من منزلك، فلا يَقَعنَّ۴ بصرُك على أحدٍ مِن أهلِ قبلتِك إلاّ سلّمتَ عليه، تَدخُلْ حلاوةُ الإيمانِ في قلبك ؛ و إذا دخلت بيتَك فسلِّمْ، تَكثُرْ بَرَكَتُك و بركةُ بيتك.۵

و قال عليه‏السلام: أفشوا السلامَ تَسلَموا.۶

و قال لقمان لابنه: يا بُنَيَّ، إذا أتيت نادي القومِ فَارْمِهم بسهمِ الإسلام يعني سلِّمْ عليهم، ثمّ اجلس و لا تنطق ما لم تَرَهم قد نطقوا، فإذا أفاضوا في خيرٍ فادخُلْ معهم، و إن أفاضوا في غير ذلك فتَحوَّلْ عنهم.۷

و روى ابن عمر عن النبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله أنّه قال: مَن بدأ بالكلامِ قَبلَ السلامِ فلا تُجيبوه.۸

1.. الجامع الصغير ، ج ۲ ، ص ۷۳ ، ح ۴۸۴۵ ؛ كنز العمّال ، ج ۹ ، ص ۱۱۴ ، ح ۲۵۲۴۲ ؛ تذكرة الموضوعات للفتني ، ص ۱۶۳ .

2.. روضة الواعظين ، ص ۴۱۸ ؛ مسند زيد بن عليّ عليه‏السلام ، ص ۳۹۰ ؛ المجموع للنووي ، ج ۴ ، ص ۵۹۳ ؛ المغني لابن قدامة ،ج ۱ ، ص ۲۳۲ مع اختلاف يسير في اللفظ بين المصادر .

3.. «ب» : صلّى اللّه‏ عليه .

4.. «أف» : فلا يقع .

5.. المعجم الأوسط ، ج ۶ ، ص ۱۲۵ ؛ المعجم الصغير ، ج ۲ ، ص ۳۳ ؛ الكامل لابن عدي ، ج ۶ ، ص ۶۶ مع اختلاف فياللفظ .

6.. مسند أحمد ، ج ۴ ، ص ۲۸۶ ؛ فتح الباري ، ج ۱۱ ، ص ۱۶ ؛ الأدب المفرد ، ص ۱۷۰ و ۲۷۰ ؛ مسند أبي يعلى ، ج ۳ ،ص ۲۴۷ ، ح ۱۶۸۷ .

7.. تفسير ابن كثير ، ج ۳ ، ص ۴۵۶ ؛ الدرّ المنثور ، ج ۵ ، ص ۱۶۵ ؛ البداية و النهاية ، ج ۲ ، ص ۱۵۰ .

8.. الكافي ، ج ۲ ، ص ۶۴۴ ، ح ۲ ؛ الخصال ، ص ۱۹ ، ح ۶۷ و فيهما عن أبي عبد اللّه‏ عن النبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله ؛ روضة الواعظين ،ص ۴۵۸ ؛ الجامع الصغير ، ج ۲ ، ص ۵۸۵ ؛ كنز العمّال ، ج ۹ ، ص ۱۲۶ ، ح ۲۵۳۲۰ (عن ابن عمر) .


ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الأوّل
150

يهديه إليه نِصفُه، و هذا۱ أيضا على التقريب و التشبيه.

و فائدة الحديث: الأمر بالتودّد إلى الناس، و حسن معاملتهم، و تلطيف الكلام لهم، و خفض أجنحة الأذى عنهم، و التفرّغ من الهمّ الّذي يُضني۲ البدنَ و يُسقط القوّة، و بيان أنّ قلّة العيال سبب لخفّة المؤونة، و أنّ حسن السؤال و مراقبة الأدب فيه و تنكّب۳ سبيل العَنَت۴ مكسبة للعلم.

و راوي الحديث الّذي هو «حسن السؤال نصف العلم»: عبد اللّه‏ بن عمر.

۲۲.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: السَّلامُ۵ قَبلَ الكَلاَمِ.۶

«السلام»: اسم من التسليم، و السلام: السلامة كاللَّذاذ و اللَّذاذة. و في التنزيل: «فَسَلاَمٌ لَكَ مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ»۷ أي فسلامة، و دار السلام: الجنّة أي دار۸ السلامة، و السلام: الاستسلام، و السلام: البراءة من العيوب، و السلم۹: الصلح، و كلّ۱۰ ذلك يؤول إلى معنى السلامة.

و «الكلام» اسم جنس يقع على القليل و الكثير، و معنى السلام الذي هو تحيّة الإسلام تقديم البشارة للمسلَّم عليه بأنّه سالم من شرّه، آمن من مكره.

1.. «ألف» : هو .

2.. أضناه المرضُ : أثقله . لسان العرب ، ج ۱۴ ، ص ۴۸۶ ضنو .

3.. تنكَّبَه : تَجَنَّبَه ، و تَنكَّبَ فلانٌ عنّا : مال عنّا . انظر : لسان العرب ، ج ۱ ، ص ۷۷۰ نكب .

4.. العَنَت : دخول المشقّة على الإنسان ، و لقاء الشدّة . لسان العرب ، ج ۲ ، ص ۶۱ عنت .

5.. و يجوزُ فيه النَّصب أيضا على الإغراء . عبد الستّار .

6.. مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۵۶ ، ح ۳۴ ؛ سنن الترمذي ، ج ۴ ، ص ۱۶۱ ، ح ۲۸۴۲ ؛ تحفة الأحوذي ، ج ۷ ، ص ۳۹۷ ؛ مسندأبي يعلى ، ج ۴ ، ص ۴۸ ، ح ۲۰۵۸ ؛ تحف العقول ، ص ۲۴۶ ؛ الدعوات للراوندي ، ص ۲۳ ، ح ۲۹ .

7.. الواقعة ۵۶ : ۹۱ .

8.. «ب» : ـ السلام الجنّة ، أي دار .

9.. «ألف» : السلام .

10.. «ب» : ـ كلّ .

  • نام منبع :
    ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الأوّل
    سایر پدیدآورندگان :
    تالیف: الإمام السید ضیاء الدین أبو الرضا فضل الله بن علیّ بن عبید الله الحسنی الراوندی؛ تحقیق: مهدي سليماني آشتياني
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1397
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 1580
صفحه از 503
پرینت  ارسال به