15
ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الأوّل

لقد حظي كتاب الشَّهاب بمكانة عالية لدى أهل العلم عامّةً و أهل الحديث خاصّةً، فتصدّى لشرحه كثير من علماء العامّة و الخاصّة منذ اشتهاره بين الناس. ثمّ إنّ بعضهم لخّص الكتاب، و ذيّل عليه آخرون، فقد استوفى ذلك صاحب كشف الظنون و غيره.۱ و طُبع كتاب الشهاب مرّات عديدة، بعضها لوحده، و بعضها مع شروحه.

و عنى أيضا مشايخنا العظام المحدّثون من الإماميّة بشهاب الأخبار عناية بليغة، و خصّوه بالإجازة و النقل و الشرح.

قال الشيخ منتجب الدين في فهرسته:

«السيّد فخر الدين شميلة بن محمّد بن هاشم الحسيني، عالم صالح، روى لنا كتاب الشهاب للقاضي أبي عبد اللّه‏ محمّد بن سلامة بن جعفر القضاعي عنه».۲

وقال العلاّمة الحلّي رحمه‏الله في الإجازة الكبيرة لبني زهرة:

«ومن ذلك [أي ممّا اُجيزُ روايته لبني زهرة] جميع كتاب الشهاب للقاضي أبي عبد اللّه‏ محمّد بن سلامة القضاعي المغربي، و باقي مصنّفاته و رواياته ؛ عنّي، عن والدي رحمه‏الله، عن السيّد فخّار بن مَعَدٍّ الموسوي، عن القاضي ابن الميداني، عن القاسم بن الحسين، عن القاضي أبي عبد اللّه‏ المصنّف».۳

و ذكره المجلسي في بحار الأنوار بقوله:

«كتاب الشهاب و إن كان من مؤلّفات المخالفين، لكنّ أكثر فقراته مذكورة في الخطب و الأخبار المرويّة من طرقنا، و لذا اعتمد عليه علماؤا، و تصدّوا لشرحه».۴

1.. كشف الظنون ، ج ۲ ، ص ۱۰۶۷ ؛ جامع الشروح و الحواشي ، عبد اللّه‏ محمّد الحبشي ، ج ۲ ، ص ۱۱۲۷ ـ ۱۱۳۱ ؛ ضياء الشِّهاب [بالفارسية] ، مؤلف مجهول ، ص ۴۹ ـ ۷۸ .

2.. الفهرست ، لمنتجب الدّين ، ص ۷۱ ، الرقم ۱۹۲ .

3.. بحار الأنوار ، ج ۱۰۴ ، ص ۷۸ .

4.. بحار الأنوار ، ج ۱ ، ص ۴۲ .


ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الأوّل
14

إنَّ الشهابَ شهاب يستضاءُ بِه

في العلمِ و الحلم و الآداب و الحكم

سَقَى القُضاعيَّ غَيثٌ كلَّما لَمَعَتْ

هذي المصابيحُ في الأوراق و الكلم۱

و قد ألّفَ كتابه هذا أوّلاً بالأسانيدِ منهُ إلى رسول اللّه‏ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله، و نَوّعَ فيها و تفنَّنَ، و ذكر الطرق المتنوّعة لكلّ واحد من الأحاديث، لكن لمّا رأى أنّ ذلك يطول و يثقل على العموم، قام بتجريده من الأسانيد و سرد أحاديثه مُبوّبةً على الأبواب، مرتّبةً على الكلمات، من غير تقييد بحرف ؛ تسهيلاً لحفظها و تناولها. و هو كتاب لطيف جامع لأحاديث قصيرة حاوية لجوامع الكلم.

فقد قام القضاعيُّ بإفراد حديثِ رسول اللّه‏ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله في الجمع، مقتصراً على الحِكم و الوصايا و الآداب و المواعظ و الأمثال، و ذكر في مقدّمته كلمات يستظهر منها الغاية من تأليفه ؛ فقد قال:

«و قد جمعت في كتابي هذا ممّا سمعته من حديث رسول اللّه‏ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله ألف كلمةٍ من الحكمة في الوصايا و الآداب و المواعظ و الأمثال، قد سَلِمَتْ من التكلّف مبانيها، و بَعُدَت عن التعسّف معانيها، و بانت بالتأييد عن فصاحة الفصحاء، و تميّزت بهدى النبوّة عن بلاغة البلغاء، و جعلتُها مسرودةً يتلو بعضُها بعضاً، محذوفةَ الأسانيد، مبوَّبةً أبواباً على حسب تقارب الألفاظ ؛ ليقرب تناولها، و يسهل حفظها. ثمّ زدتُ مئتي كلمة، فصارت ألف كلمةٍ و مئتي كلمة،۲ و ختمتُ بأدعية مرويّة عنه عليه‏السلام، و أفردتُ الأسانيد جميعها كتاباً يُرجع في معرفتها إليه، و أنا أسأل اللّه‏ تعالى أن يجعل ما اعتمدته من ذلك خالصاً لوجهه و مقرِّباً من رحمته بحوله و قدرته».

1.. تاريخ مدينة دمشق ، ج ۵۳ ، ص ۱۶۹ .

2.. قال أبو الوفاء مصطفى المراغي في مقدّمة اللُّباب في شرح الشِّهاب : «و كنتُ على عزمٍ أن أُرَقِّمَ أحاديثَ الكتابِ ، و لكنّي عدلتُ عن هذا العزم ؛ . . . لأنَّ القضاعي ذَكَرَ أنّه جمع في الشِّهاب ألف كلمة و مئتي كلمة ، فظَنَنتُ أنّه عنى بالكلمة الحديث ، فأَحصيتُ الأَحاديث . . . فَوَجَدْتُ أَنَّها لا تبلغُ ألفا ، فقلتُ : لَعَلَّه أرادَ بالكلمةِ الجملة التامّة ، سواء كانت حديثاً مستقِلّاً ، أَم جُزء حديث ، فَوَجَدتُها تزيدُ عن العددِ الّذي ذَكَرَهُ المؤلّف ، فآثَرتُ تركَ التَّرقيم ؛ حتّى لا يختلفَ عدد الأرقام عمّا ذَكَرَهُ في خطبته» . مقدّمة اللُّباب في شرح الشِّهاب ، ص «ك» .

  • نام منبع :
    ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الأوّل
    سایر پدیدآورندگان :
    تالیف: الإمام السید ضیاء الدین أبو الرضا فضل الله بن علیّ بن عبید الله الحسنی الراوندی؛ تحقیق: مهدي سليماني آشتياني
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1397
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 2156
صفحه از 503
پرینت  ارسال به