و قال النبيُّ صلىاللهعليهوآله: ما مِن خطيئةٍ أعظَمَ عندَ اللّه بعدَ الكبائرِ مِن أن يَموتَ الرَّجُلُ و عليه أموالُ الناس دَينا في عنقِه، لا يوجَد لها۱ قضاءٌ.۲
و يجوز أن يكون عليهالسلام قد۳ شبّه المظلمة بالدين، و كنّى به عنها، و جعلها شينا للدِّين، و هي لَعَمري كذلك.
و فائدة الحديث: النهي عن الاستدانة ما استطاع، و الأمر بقضائه إذا قدر عليه من دون إخلاد إلى التواني و التقصير، و عن التلطّخ بمظالم العباد.
و راوي الحديث: معاذ بن جبل.
۲۰.قوله صلىاللهعليهوآله: التَّدبيرُ نِصفُ العَيشِ.۴
«التدبير»: التأمّل في عاقبة الأمر و ما يؤول إليه، و اشتقاقه من الدُّبر لأنّه نظرٌ في أدبار الأمر و عواقبه. و «النصف» أحد جزأي الكمال. و «العيش»: الحياة، و قد عاش مَعاشا و معيشا.
يقول عليهالسلام: تدبير الإنسان أمرَه و ترتيبُه و استقباله من جهته و تأتّيه له من طريقه نصف تعيُّشه ؛ يعني أنّه ليس التعيُّش۵ موقوفا على كثرة المال و وفور ذات اليد، بل إصلاح المعاش و الترتيبُ الحَسَنُ له شطره و نصفه، فكم من موسِرٍ مُكثر آلت به الحال إلى الإعسار و التكفّف۶، و لم يؤتَ /۲۰/ إلاّ من جهة التقصير و التخلّف، و مِن معسر
1.. «ألف» : «له» خلافا للمصادر .
2.. راجع : تفسير الثعلبي ، ج ۲ ، ص ۲۸۹ .
3.. «ألف» : ـ قد .
4.. مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۵۴ ، ح ۳۲ ؛ الجامع الصغير ، ج ۱ ، ص ۵۲۱ ، ح ۳۳۹۹ ؛ كنز العمّال ، ج ۳ ، ص ۴۹ ، ح ۵۴۳۵ ؛تحف العقول ، ص ۴۰۳ ؛ و عنه في بحار الأنوار ، ج ۷۵ ، ص ۳۲۶ ، ح ۴ .
5.. «ألف» : العيش .
6.. استَكَفَّ و تكفَّفَ إذا أخذ ببطن كفّه ، أو سأل كفّا من الطعام أو ما يكفّ الجوعَ ، و تكفَّفَ الشيءَ : طلبه بكفّه و تَكَفَّفَه . انظر : لسان العرب ، ج ۹ ، ص ۳۰۳ كفف .