143
ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الأوّل

العبارة۱ و اختيار الألفاظ، بل العبادة الّتي تؤدّي إلى الاستجابة، و كلّ ذلك حسن.

و في كلام بعض الصالحين۲: ادع اللّه‏ بإقامة طاعته يَستجب دُعاك، و اشكره بالمصير إلى أمره يُحسن جزاك۳، و اطلب مغفرته بلزوم أمره، و اهرب من عقوبته بتنكّب۴ نهيه و أداء الوظائف، و اجتنب المظالم، و ادخل الجنّة من أيّ الأبواب شئت.

و فائدة الحديث: الترغيب في الدعاء و التضرّع و التذلّل۵ للّه‏ تعالى و الفزع إليه و الاستعانة به و المجاهدة في عبادته الّتي هي غاية السعادة و نهاية التوفيق.

و راوي الحديث: النعمان بن بشير.

۱۹.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: الدَّينُ شَينُ الدِّينِ.۶

«الدَّين»: المال في ذمّة غيرك، تقول: دِنتُ الرجُلَ أي أقرضته، فهو مَدين و مَديون على الأصل، و دان فلانٌ يدين دَينا استقرض و صار عليه دَين، و هو دائن، و أدان باع إلى أجل، و ادَّان۷ استقرض.

و «الشَّين»: ضدّ الزَّين، و قد شانه يَشينُه.

يقول: إنّ المؤمن عزيز ؛ قد زيّنه إيمانه، و أكرمه إيقانه. و لا يخلو الدَّين من مَهانة و إذلال ؛ لأنّه يغضّ من الحرمة، و يحطّ من الرتبة، و ينقِّص من المنزلة، و المديون بعرض

1.. «ب» : العبادة .

2.. لم نعثر على قائله .

3.. ورد في المصادر : «أحسن اللّه‏ جزاك» . انظر : الخلاف للطوسي ، ج ۵ ، ص ۴۷ ، المبسوط للطوسي ، ج ۵ ، ص ۲۲۳ و ۲۳۱ ؛ الفرج بعد الشدة ، ج ۲ ، ص ۲۴۴ ؛ تاريخ مدينة دمشق ، ج ۸ ، ص ۱۴۴ ؛ أنساب الأشراف ، ص ۴۵۵ و . . . .

4.. تَنَكَّبَ فلانٌ عنّا تنكُّبا : مالَ عنَّا . انظر : لسان العرب ، ج ۱ ، ص ۷۷۰ نكب .

5.. «ب» : التذلُّل و التضرُّع .

6.. مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۵۳ ، ح ۳۱ ؛ ميزان الاعتدال ، ج ۲ ، ص ۴۳۹ ، ح ۴۳۷۶ ؛ الإصابة لابن حجر ، ج ۵ ، ص ۵۶۳ ،ح ۷۷۱۷ ؛ الجامع الصغير ، ج ۱ ، ص ۶۶۱ ، ح ۴۳۰۳ ؛ كنز العمّال ، ج ۶ ، ص ۲۳۱ ، ح ۱۵۴۷۶ . و في وسائل الشيعة ، ج ۱۸ ، ص ۳۱۵ ، ح ۲۳۷۴۹ : «إيّاكم و الدين ؛ فإنّه شين الدين» .

7.. ادّان و استدان و أدان : استقرض و أخذ بدَين ، و هو افتعل . لسان العرب ، ج ۱۳ ، ص ۱۶۷ دين .


ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الأوّل
142

و «الدعاء» هو الطلب بالتضرّع۱ و الابتهال. و «العبادة»: غاية ما يقدر العبد عليه من العبوديّة و التذلّل للمعبود.۲

يقول صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: /۱۸/ دعاء العبد و تضرّعه إلى اللّه‏ تعالى و فزعه إليه في السرّاء و الضرّاء۳ هو العبادة كلّها، فيكون من باب قوله عليه‏السلام: الدين النصيحة،۴ و الحجّ عرفة،۵ و المعنى أنّ معظم العبادة في الدعاء و التضرّع إليه و الخشوع له، و يجوز أن يكون المعنى: أنّ الدعاء من العبادة الّتي يثاب العبد عليها فليُخلص فيه، و لهذا نَدَبَ عبادَه إليه فقال: «ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ»۶، و قال: «أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضطَرَّ إِذَا دَعَاهُ»۷.۸

و في الحديث: إنّ اللّه‏ تعالى يحبّ المُلِحِّين في الدعاء.۹

و يحتمل أن يريد به أنّ۱۰ الدعاء الّذي يَستقضي العبدُ /۲۰/ به۱۱ حاجته، و يقدّمه أمام طلبته من اللّه‏ تعالى، هو العبادة الّتي يتحلّى بها و يتزيَّن۱۲ بمكانها، و يجعلها عماد أمره و شعار نفسه، حتّى إذا دعاه أجابه، و ليس بترفيق۱۳ حواشي الكلام، و لا بترشيق۱۴

1.. «ألف» : الطلب و التضرُّع .

2.. «ألف» : + و .

3.. «ألف» : ـ و فزعه إليه في السرّاء و الضرّاء .

4.. قد مضى تخريجه سابقا .

5.. غافر ۴۰ : ۶۰ .

6.. النمل ۲۷ : ۶۲ .

7.. الدعوات للراوندي ، ص ۲۰ ، ح ۱۵ ؛ عوالي اللآلي ، ج۲ ، ص ۲۲۳ ، ح ۳۵ ؛ المغني لابن قدامة ، ج ۲ ، ص ۲۹۶ ؛ كتابالدعاء للطبراني ، ص ۲۸ ، ح ۲۰ .

8.. «ألف» : يريد بذلك .

9.. «ألف» : به العبد .

10.. «ألف» : يرين .

11.. الرِّفق : ضدّ العنف ، ولين. انظر : الجانب و لَطافة الفعل . انظر : لسان العرب ، ج ۱۰ ، ص ۱۱۸ رفق .

12.. الرَّشق : الرَّمي ، و المُرشِق و الرَّشيق من الغلمان و الجواري : الخفيف الحسن القدّ اللطيفة . انظر : لسان العرب ، ج ۱۰ ، ص ۱۱۷ رشق .

  • نام منبع :
    ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الأوّل
    سایر پدیدآورندگان :
    تالیف: الإمام السید ضیاء الدین أبو الرضا فضل الله بن علیّ بن عبید الله الحسنی الراوندی؛ تحقیق: مهدي سليماني آشتياني
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1397
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 1865
صفحه از 503
پرینت  ارسال به