و «الدواء»: واحد الأدوية، و هو ما يتعالج به.
فيقول صلىاللهعليهوآله: إنّ القرآن هو الدواء من مرض القلوب و الشفاء من سقم النيّات، كما قال تعالى: «وَ نُنَزِّلُ مِنْ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَ رَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَ لاَ يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلاَّ خَسَارا»۱.
و يجوز أن يكون مورد الحديث على طريقة العرب و عادتهم ؛ فإنّهم يعتقدون في الرُّقى و العزائم لِما قد ألفوا الكهنة.
فيقول صلىاللهعليهوآله: إنّ القرآن هو الّذي يجوز أن يُستشفى به دون الرقى الباطلة و العزائم الّتي يعزم بها الكهنة و المبطلون، يلبّسون بها على الجهّال.
و روي: أنّ رجلاً من أصحاب النبيِّ صلىاللهعليهوآله اجتاز على قوم يستَرْقون، فخرج فرَقى مريضَهم بفاتحة الكتاب، فبرأ من ساعته كأنّما أُنشط مِن عِقال،۲ فأعطوه مالاً، فانصرف به إلى رسول اللّه۳ صلىاللهعليهوآله فأخبره بذلك، فقال عليهالسلام: أما لئن أكلوا برقيةٍ باطل ؛ لقد۴ أكلتَ برقية حقّ.۵
و فائدة الحديث: بيان أنّ القرآن هو العلاج الناجع و الدواء النافع دينا و دنيا.
و راوي الحديث: أمير المؤمنين عليهالسلام.۶
۱۸.قوله صلىاللهعليهوآله: الدُّعاءُ هُوَ العِبادَةُ.۷
هذا الحديث من المئتين المزيدة الملحَقة، و لم يكن في النسخة المقروءة على القضاعي رحمهالله.
1.. الإسراء ۱۷ : ۸۲ .
2.. كأنّما اُنشط من عقال و نَشِط أي حُلَّ . انظر : لسان العرب ، ج ۷ ، ص ۴۱۶ نشط .
3.. «ب» : النبيّ .
4.. «ألف» : «فقد» ، و كلاهما صحيح كما في المصادر ، و في بعضها : فلقد .
5.. المغني لابن قدامة ، ج ۶ ، ص ۱۴۰ ؛ المحلى لابن حزم ، ج ۹ ، ص ۴۹۹ ؛ نيل الأوطار للشوكاني ، ج ۶ ، ص ۳۱ معاختلاف يسير في اللفظ .
6.. «ب» : رضوان اللّه عليه .
7.. مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۵۱ ـ ۵۳ ، ح ۲۹ و ۳۰ ؛ مسند أحمد ، ج ۴ ، ص ۲۶۷ ؛ و ص ۲۷۱ و ص ۲۷۶ ؛ سنن أبي داود ،ج ۱ ، ص ۳۳۲ ، ح ۱۴۷۹ ؛ سنن الترمذي ، ج ۵ ، ص ۵۲ ، ح ۳۲۹۹ ؛ الكافي ، ج ۲ ، ص ۴۶۷ ، ح ۵ و ۷ ؛ و ج ۳ ، ص ۳۴۱ ، ح ۴ عن الإمام الصادق عليهالسلام ؛ الدعوات ، ص ۱۹ ، ح ۱۱ ؛ الخرائج و الجرائح ، ج ۳ ، ص ۱۰۴۵ .