لقد حظي كتاب الشَّهاب بمكانة عالية لدى أهل العلم عامّةً و أهل الحديث خاصّةً، فتصدّى لشرحه كثير من علماء العامّة و الخاصّة منذ اشتهاره بين الناس. ثمّ إنّ بعضهم لخّص الكتاب، و ذيّل عليه آخرون، فقد استوفى ذلك صاحب كشف الظنون و غيره.۱ و طُبع كتاب الشهاب مرّات عديدة، بعضها لوحده، و بعضها مع شروحه.
و عنى أيضا مشايخنا العظام المحدّثون من الإماميّة بشهاب الأخبار عناية بليغة، و خصّوه بالإجازة و النقل و الشرح.
قال الشيخ منتجب الدين في فهرسته:
«السيّد فخر الدين شميلة بن محمّد بن هاشم الحسيني، عالم صالح، روى لنا كتاب الشهاب للقاضي أبي عبد اللّه محمّد بن سلامة بن جعفر القضاعي عنه».۲
وقال العلاّمة الحلّي رحمهالله في الإجازة الكبيرة لبني زهرة:
«ومن ذلك [أي ممّا اُجيزُ روايته لبني زهرة] جميع كتاب الشهاب للقاضي أبي عبد اللّه محمّد بن سلامة القضاعي المغربي، و باقي مصنّفاته و رواياته ؛ عنّي، عن والدي رحمهالله، عن السيّد فخّار بن مَعَدٍّ الموسوي، عن القاضي ابن الميداني، عن القاسم بن الحسين، عن القاضي أبي عبد اللّه المصنّف».۳
و ذكره المجلسي في بحار الأنوار بقوله:
«كتاب الشهاب و إن كان من مؤلّفات المخالفين، لكنّ أكثر فقراته مذكورة في الخطب و الأخبار المرويّة من طرقنا، و لذا اعتمد عليه علماؤا، و تصدّوا لشرحه».۴