139
ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الأوّل

امرأة بذيّة. و «الجَفاء» ضدّ البِرّ، و أصله من البعد.

يقول صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: إنّ الإفحاش و إسماع المكروه و الإجراء إلى أعراض الناس بقبيح المقال من الجفاء المؤلم، و ما كلّ جفاء بضمّ الجيوب و إيلام الجنوب، فربّما كان جفاء اللسان أوجع و مضضه۱ أفجع۲، و قد قيل:

«و لو عن نَثا۳ غيره جاءني

و جرح اللسان كجرح اليد»۴

و قيل:

«جراحات السيوف لها التيامُ

و لا يَلتام ما جَرَح اللسان»۵

و عن النبي صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: لو كان الفحش رجُلاً لكان رجلَ سَوء.۶

و قال عليه‏السلام: الحياء من الإيمان، و الإيمان في الجنّة ؛ و البذاء من الجفاء، و الجفاء في النار.۷

1.. المَضَض : وجع المصيبة . لسان العرب ، ج ۷ ، ص ۲۳۳ مضض .

2.. فَجَعَتْه المصيبةُ : أوجَعَته . لسان العرب ، ج ۸ ، ص ۲۴۵ فجع .

3.. «ألف» : ثناء . و النَّثا في الكلام يطلق على القبيح و الحسن ، يقال : ما أقبَحَ نَثاه و ما أحسن نثاه! يقال : «أنثى» إذا قال خيرا أو شرّا ، و أنثىإذا اغتاب . لسان العرب ، ج ۱۵ ، ص ۳۰۴ نثو .

4.. البيت لأمير الشعراء امرء القيس الكندي . الإعجاز و الإيجاز ، ص ۱۲۹ ؛ البيان و التبيين ، ج ۱ ، ص ۱۴۴ ؛ أشعار الشعراء الستة الجاهليين ، ج۱ ، ص۱۸ و۱۰۷ ؛ الأمثال لزيد بن رفاعي ، ص۱۱۴ ؛ الخصائص لابن جني ، ج۳ ، ص۲۴۲ ؛ سمط اللآلي ، ج۱ ، ص۵۳۱ ؛ شرح مقامات الحريري ، ج۳ ، ص۲۰۴ ؛ العمدة في صناعة الشعر و نقده ، ج۱ ، ص۱۱۵ ؛ نهاية الأرب في فنون الأدب ، ج۲ ، ص۶۹ .

5.. لم اعثر على الشاعر . ثمار القلوب في المضاف و المنسوب ، ص۱۱۵ ؛ نزهة الجليس و منية الأديب الأنيس ، ج۱ ، ص۷۵ ؛ محاضرة الأبرار ومسامرة الأخيار ، ج۲ ، ص۲۱۰ ؛ المحاسن و المساوي للبيهقي ، ص۲۸۰ ؛ المحاسن و الأضداد ، ص۴۱ ؛ اللطائف و الظرائف ، ص۱۰۴ ؛ فاكهة الخلفاء و مفاكهة الظرفاء ، ص۲۹۸ ؛ روض الأخيار المنتخب من ربيع الأبرار ، ص۲۰۱ ؛ التوسل إلى الترسل ، ص۲۰۵ ؛ تحفة الملوك ، ص۳۴ ؛ عمدة القاري ، ج ۱ ، ص ۱۳۲ ؛ تحفة الأحوذي ، ج ۷ ، ص ۱۷۳ ؛ تاج العروس ، ج ۱۴ ، ص ۲۴۴ .

6.. كتاب الصمت و آداب اللسان ، ص ۱۸۱ ، ح ۳۲۸ ؛ مكارم الأخلاق لابن أبي الدنيا ، ص ۳۹ ، ح ۸۹ ؛ المعجم الأوسط ، ج ۱ ،ص ۱۰۷ .

7.. صحيح ابن حبّان ، ج ۱۳ ، ص ۱۰ ؛ الغارات ، ج ۲ ، ص ۶۸۹ .


ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الأوّل
138

و قال الآخر:

«لقد زاد الحياة إليّ حبّا

بناتي إنّهنّ من الضِّعاف

مخافة أن يَرين البؤسَ بعدي

و أن يشربن رَنقا بعد صاف

و أن يعرين إن كُسي الجواري

فتَنبو العينُ عن كرم۱ عجاف»۲

و فائدة الحديث: بيان۳ أنّ الإنسان مجبول على حبّ الأولاد ؛ إن بخل فلهم، و إن جبن فعنهم ؛ فعليه أن يرجّح أمر اللّه‏ تعالى و نهيه، و يؤثر رضاه على حبّ الأولاد و النظر لهم.

و راوي الحديث: يعلى العامري، قال: جاء الحسن و الحسين عليهماالسلام يستبقان إلى رسول اللّه‏ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله، فضمّهما و قال ذلك.۴

۱۶.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: البَذاءُ مِنَ الجَفَاء.۵

«البَذاء»: الفحش و خبث اللسان، و قد بَذُوَ۶ الرجلُ يبذو بَذاءً، و أصله بذاوة۷ فحذفت الهاء كما قالوا: جمُل جَمالاً، و قياس مصدر هذا الباب الفَعالة۸، و فلان بَذيُّ اللسان، و

1.. «ألف» : «لذم» خلافا للمصادر .

2.. لعمران بن حطان .
محاضرات الأدباء و محاورات الشعراء و البلغاء ، ج۱ ، ص۳۹۲ ؛ كتاب ألف باء في أنواع الآداب و فنون المحاضرات و اللغة ،ج۱ ، ص۴۳۷ ؛ الكامل في اللغة و الأدب ، ج۲ ، ص۱۴۴ ؛ عيون الأخبار لابن قتيبه ، ج۳ ، ص۱۱۰ ؛ جمهرة رسائل العرب ، ج۲ ، ص۱۵۳ ؛ الأغاني ، ج۱۸ ، ص۳۲۹ و۳۳۴ ؛ بهجة المجالس و أنس المجالس ، ج۲ ، ص۷۶۳ ؛ الأغاني ، ج ۱۸ ، ص ۳۳۰ ؛ المغني لابن قدامة ، ج ۷ ، ص ۳۱۱ ؛ شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ، ج ۵ ، ص ۹۲ ؛ تفسير البحر المحيط ، ج ۳ ، ص ۱۸۵ ؛ تاريخ مدينة دمشق ، ج ۴۳ ، ص ۵۰۰ .

3.. «ألف» : ـ بيان .

4.. اُنظر المصادر المذكورة للحديث .

5.. مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۵۰ ، ح ۲۷ ؛ صحيح ابن حبّان ، ج ۱۳ ، ص ۱۰ ؛ موارد الظمآن ، ج ۱ ، ص ۱۲۶ . و في الكافي ،ج ۲ ، ص ۳۲۵ ، ح ۹ ؛ و الغارات ، ج ۲ ، ص ۶۸۹ عن الإمام الصادق عليه‏السلام .

6.. «ب» : بذؤ .

7.. ثمّ بذاءة ؛ راجع : لسان العرب ، ج ۱۴ ، ص ۶۹ بذو .

8.. «ألف» : المفعالة .

  • نام منبع :
    ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الأوّل
    سایر پدیدآورندگان :
    تالیف: الإمام السید ضیاء الدین أبو الرضا فضل الله بن علیّ بن عبید الله الحسنی الراوندی؛ تحقیق: مهدي سليماني آشتياني
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1397
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 1991
صفحه از 503
پرینت  ارسال به