135
ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الأوّل

من الشَّدّ و منه حِزام الرجل، و حُزْمة الحطب، و تحزَّمَ الرجُّلُ إذا تلبّب و هو أن يشدّ وسطه بحبل.

يقول صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: الحزم و الكياسة أن تُسيء الظنَّ بالأحوال، و تصوّر لنفسك أعسر الأمرين و أنكر الحالين ؛ فيكون أضبط لأمرك، و أربط لجأشك، و أوثق۱ لشأنك، و أحرى بك۲ أن لا تستوخم۳ عاقبة الإغفال و مغبّة الإهمال.

و روي /۱۷/ عن عمر بن الخطّاب: الثقة بكلّ /۱۵/ أحد عجز.۴

و «سوء الظنّ» إنّما يحمد على بعض الوجوه، و في الأمرين اللذَين يترجّح بينهما، و يشتبه خيرهما و صلاحهما بفسادهما، فعليك أن تتَثبّت۵ فيهما و تظنَّ الشرّ ؛ فإنّه إن أصاب ظنُّك فقد أخذتَ بالأحزم الأوثق، و كنت على ترصُّد و استعداد منه، و بمَعزِل۶ عن مبادهة۷ البغتة ؛ و إن لم يصب لم يضرّك التأهّب له ؛ فأمّا الأمر الواضح الّذي يَحظر عليك العرف و الشرع سوءَ الظنّ فيه فلا، مثاله أن تعثُر۸ على رجل يتحدّث إلى امرأة ؛ فإنّ الكرم يحظر عليك أن تظنّ بهما سوءا، بل يوجب حسنَ الظنّ بهما وأنّها أهله أو بنته أو اُخته۹

1.. «ب» : ـ لجأشك و أوثق .

2.. «ألف» : ـ بك .

3.. تَوَخَّمه و استَوخَمَه : لم يَستمرئه و لا حَمِدَ مَغَبَّته . لسان العرب ، ج ۱۲ ، ص ۶۳۱ وخم .

4.. تذكرة الموضوعات للفتني ، ص ۲۰۴ ؛ كشف الخفاء للعجلوني ، ج ۱ ، ص ۳۲۲ ، ح ۱۰۳۰ ؛ تاريخ مدينة دمشق ، ج ۲۴ ،ص ۳۳۳ ، و في الجميع عن بعض الحكماء ، و لم يُروَ عن عمر ، عوالي اللآلي ، ج ۲ ، ص ۱۶۳ / ۴۵۲ ، نقله عن علي .

5.. «ألف» : تثبَّت .

6.. عَزَل الشيءَ يَعزِله عَزلاً ، و عَزَّله فاعتَزَل و انعَزَل و تَعزَّل : نَحّاه جانبا فتَنحَّى . و العُزلة : الانعزال نفسُه . و كنتُ بمَعزِل عن كذا و كذا ؛ أي كنتُ بموضِع عُزلةٍ منه . و اعتَزلتُ القومَ أي فارقتُهم و تَنحَّيت عنهم . انظر : لسان العرب ، ج ۱۱ ، ص ۴۴۰ عزل .

7.. المبادهة : المفاجأة و المباغتة و إتيان الأمر بغتةً . انظر : العين ، ج ۴ ، ص ۳۰ بده .

8.. «ألف» : تعيّر .
عَثَرَ على الأمر يعثُر عَثْرا و عُثورا : اطّلع . انظر : لسان العرب ، ج ۴ ، ص ۵۴۰ عثر .

9.. «ب» : اُخته أو بنته .


ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الأوّل
134

و قد يثقَّل فيقال۱: عَسَّرَ، و قَد عَسُر الأمر يَعسُر عُسرا فَهو عسير. و «الشُّؤم»: ضدّ اليُمن، و هو عبارة عن النكد و قلّة الخير و البركة، يقال: شيمَ يُشأم فهو مشؤوم.

يقول صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: سَماح الرجل إطلاق يده بالخير و المعروف يؤدّي إلى الربح كالصِّيت۲ و الذِّكر الجميل و الشكر الحسن و كثرة الأعوان و الإخوان و الحمد و الإحماد۳ و الثناء ممّن لم يُحسِن إليه فضلاً عمّن أحسن عاجلاً، و كالثواب الجزيل و الدرجات الرفيعة و المنزلة الكريمة من اللّه‏ تعالى آجلاً ؛ فهو۴ و إن كان يُتراءى۵ له في ظاهر الصورة أنّه ينقص من المال، و يحطّ من الحال، و يلزم الغرامة و الخسران، فإنّه يجلب الربح التامّ و الفوائد الجسام. و الإشارة «بالعسر» إلى البخل و الإمساك، يقول عليه‏السلام: إنّه يؤدّي إلى قلّة الخير و رفع البركة واليمن بالعكس ممّا ذكر في السماح، ويجوز أن يعني بذلك المسامَحة والمساهلة والمعاسرة والمضايقة في البيع والشرى ؛ فيأمر بذلك، وينهى عن هذا.

و فائدة الحديث: الأمر بالجود و الترغيب فيه، و النهي عن البخل و الإمساك و المعاسرة و المناقشة في جميع الأحوال، و عدُّ ذلك غُنما و إن كان يُرى غُرما.

و راوي الحديث: عبد اللّه‏ بن عمر.

۱۴.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: الحَزمُ سُوءُ الظَّنّ.۶

«الحزم»: الضبط و أخذُ الرَّجل أمرَه بالثقة، و قد حزُم يحزُم حَزامةً فهو حازم، و أصله

1.. «ب» : ـ فيقال .

2.. «ألف» : و الصيت .
و الصِّيت : الذِّكر ـ يقال : ذَهَبَ صِيتُه في الناس أي ذِكره ـ و الذِّكر الحَسَن و الذكر الجميل . انظر : لسان العرب ، ج ۲ ، ص ۵۸ صوت .

3.. أحمَدَ الرجُلَ إذا رضي فعله و مذهبه و لم ينشره . . . و أحمَدَ الرجُلُ : فَعَلَ ما يُحمَد عليه . و أحمَدَ الرجُلُ : صار أمره إلى الحمد . و أحمدته : وجدته محمودا . لسان العرب ، ج ۳ ، ص ۱۵۶ حمد .

4.. «ب» : ـ فهو .

5.. «ألف» : يراءى أي .

6.. مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۴۸ ، ح ۲۴ ؛ نزهة الناظر للحلواني ، ص ۱۱۱ ، ح ۳۷ ؛ الجامع الصغير ، ج ۱ ، ص ۵۸۹ ، ح ۳۸۱۵ ؛كنز العمّال ، ج ۳ ، ص ۴۰۳ ، ح ۷۱۵۴ ؛ تحف العقول ، ص ۷۹ و فيه مع اختلاف يسير ؛ المناقب للخوارزمي ، ص ۲۵۵ ؛ بحار الأنوار ، ج ۷۴ ، ص ۲۲۷ .

  • نام منبع :
    ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الأوّل
    سایر پدیدآورندگان :
    تالیف: الإمام السید ضیاء الدین أبو الرضا فضل الله بن علیّ بن عبید الله الحسنی الراوندی؛ تحقیق: مهدي سليماني آشتياني
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1397
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 1789
صفحه از 503
پرینت  ارسال به