و قيل: التقوى الفرار من المحرّمات، و التوقّف عند الشبهات.
و فائدة الحديث: أنّه۱ عليهالسلام ينبِّه۲ على أنّ الأحساب الّتي يُتفاخر بها تؤول إلى كثرة المال، فأينما وُجد المال حكم لصاحبه بالحسب الرفيع و الشرف الشامخ المنيع، و غُطّي على خسيسته أو على أنّ سبب الأحساب المال، و يبيِّن عليهالسلام على أنّ الكرم على الحقيقة هو التُّقى و مراقبة جانب اللّه تعالى، لا إنفاق الرجل ماله، و توفيره على المستحقّ و غير المستحقّ، و التبذير فيه على حسب ما يتعارفه العرب و يعدّه كرما.
و راوي الحديث: بُرَيدة رضىاللهعنه.
۱۲.قوله صلىاللهعليهوآله: الخَيرُ عَادَةٌ، و الشَّرُّ لَجاجَةٌ.۳
«الخير» عبارة عن أعمال البِرّ و المساعي المحمودة. و «اللَّجاجة»: اللجاج، و معناها: التَّمادي في الشيء المذموم المكروه و الإصرارُ عليه.
يقول عليهالسلام: يصير۴ الإنسان خيّرا بأن يتكلّف۵ الخير، و يروِّض نفسَه و يمرّنها عليه حتّى يتطبّع۶ ذلك فيها، فيصير أوّلاً عادةً و ثانيا۷ طبيعةً ؛ فإنّ العادة طبيعة ثانية، فإذا تطبّعت نفسُه على الخير، و صار الخير لها مَرِنا۸، قدَر عليها، و صار زمامها بيده، لا تستَعصي
1.. «ألف» : ـ أنّه .
2.. يقرأ في «ألف» : تنبّه .
3.. مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۴۷ ، ح ۲۲ ؛ سنن ابن ماجة ، ج ۱ ، ص ۸۰ ، ح ۲۲۱ ؛ صحيح ابن حبّان ، ج ۲ ، ص ۸ ، ح ۳۰۹ . وفي تحف العقول ، ص ۸۶ ؛ عيون الحكم ، ص ۲۰۲ : «الخير عادة» بدون الفقرة الثانية .
4.. «ب» : ـ يصير .
5.. «ألف» : إذا تكلَّف .
6.. «ب» : ينطبع .
7.. «ألف» : ثانيةً .
8.. في هامش «ب» : من المُرون أي عادةً .
المَرِنُ مصدر كالحَلِف و الكذب ، و الفعل منه مَرَنَ على الشيء إذا ألِفه فدرِب فيه و لانَ له ، و المَرِن أيضا : الحالُ و الخُلُق . انظر : لسان العرب ، ج ۱۳ ، ص ۴۰۳ و ۴۰۴ مرن .