131
ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الأوّل

فلَلموت خير مِن حياة يُرى لهاعلى الحُرّ بالإقلال وسمُ۱ هوان

متى يتكلّم يلغ حسن۲ كلامهو إن لم يقل قالوا غريم۳ بيان

كأنّ الغِني۴ في قومه۵ بورك الغنىبغير لسان ناطق بلسان۶

و يجوز أن يكون المعنى: أنّ سبب هذه المفاخرة المال ؛ لأنّه لا يتمشّى شيء منها إلاّ بالمال، فجعل المسبَّب هو السبب، و هو وجه دون الأوّل.

و «الكرم» يعبّر به تارةً۷ عن الجود، و اُخرى عن الحسن، /۱۳/و تارةً عن الإعراض و التغافل، و على الجملة فإنّه عبارة عن اجتماع الخصال /۱۵/ المحمودة.

و «التقوى» فَعْلَى مِن وَقيتُ، أصله وَقوى، قُلبت الواو تاءً، و الواو الثانية بدل من الياء كالواو في شَروى لأنّها من شريت، و هذا الياء يثبت في الصفة كقولك۸: رَيّا و خزيا، و تُقلب في الاسم كالتقوى و البقوى و الشروى.

يقول عليه‏السلام: جماع هذه الخصال المحمودة في التقوى. و مصداقه في الكتاب العزيز قوله تعالى: «إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللّه‏ِ أَتْقَاكُمْ»۹.

1.. «ألف» : «رسم» ، خلافا لشرح ابن أبي الحديد و «ب» .

2.. في شرح ابن أبي الحديد : حكم .

3.. «ألف» : «غريم» ، خلافا لشرح ابن أبي الحديد و«ب» .

4.. «ب» : العنى .

5.. في شرح ابن أبي الحديد : عن أهله .

6.. منسوب الى أعرابي من باهلة :
بهجة المجالس و أنس المجالس ، ج۲ ، ص۲۰۷ ؛ البيان و التبيين للجاحظ ، ج۱ ، ص۱۹۸ ؛ شرح مقامات الحريري ، ج۳ ،ص۹۴ ؛ الكامل في اللغة و الأدب ، ج۱ ، ص۲۵۹ ؛ نزهة الجليس و منية الأديب الأنيس ، ج۱ ، ص۱۴ ؛ عيون الأخبار ، ج۱ ، ص۳۴۴ ؛ زهر الآداب و ثمر الألباب ، ج۲ ، ص۲۹۳ : العقد الفريد ، ج ۲ ، ص ۳۴۵ ؛ شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ، ج ۱۸ ، ص ۸۸ .

7.. «ألف» : ـ تارةً .

8.. «ألف» : لقولك .

9.. الحجرات ۴۹ : ۱۳ .


ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الأوّل
130

«الحَسَب»: ما يَعدّ الإنسانُ من مفاخر آبائه، و اشتقاقه من الحساب، و يقال: الحسب:۱ الدين، و يقال: المال، و قد حَسَبَ حِسابةً فهو حسيب.

و قال ابن السكّيت: الحسب و الكرم يكونان في الرَّجل و إن لم يكن له آباء لهم شرف، و الشرف و المجد لا يكونان إلاّ بالآباء.۲

و عن النبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: كُلُّ حَسَبٍ و نسبٍ يَنقطعُ إلاّ حَسَبي و نسبي.۳

يقول عليه‏السلام: إنّ۴ الحَسَب الّذي هو ما يُحسَب و يعدّ من مفاخر آباء الرجُل هو ماله و ما ملكت يده ؛ لأنّ المال يغطّي على خمول الآباء و على كثير من الخصال المسترذلة و الأعمال۵ المستهجنة، و في أمثالهم: وجدان۶ الرَّقين۷ يغطّي أفْنَ الأفين۸.

و قال الشاعر:

سأعمل نصّ العِيس۹ حتّى يكفّني۱۰

غنى المال يوما أو غنى الحَدَثان

1.. «ب» : ـ الحسب .

2.. نقله الجوهري عنه في الصحاح ، ج ۱ ، ص ۱۱۰ حسب .
و لكن نقل عن رسول اللّه‏ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله أنّه قال : شرف المؤمن قيامه بالليل ، و عزّه استغناؤه عن الناس . انظر : مسند الشهاب ، ج ۱ ،ص ۱۲۱ ، ح ۱۵۱ ؛ الجامع الصغير ، ج ۱ ، ص ۱۸ ، ح ۸۹ ؛ كنز العمّال ، ج ۷ ، ص ۷۸۲ ، ح ۲۱۳۸۸ .

3.. اُنظر : شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ، ج ۱۸ ، ص ۸۸ مع اختلاف يسير في بعض الألفاظ ، شواهد التنزيل ، ج ۱ ،ص۵۳۰ ، تفسير مجمع البيان ، ج ۷ ص ۲۱۱ .

4.. «ألف» : ـ إنّ .

5.. «ب» : الأحوال .

6.«ألف» : ـ وجدان .

7.. «ألف» : «الرفين» أو «الدفين» ، خلافا للمصادر و «ب» .
و الرَّقين : الدرهم . لسان العرب ، ج ۱۳ ، ص ۱۸۵ رقن .
و في هامش النهاية في غريب الحديث لابن الأثير ، ج ۲ ، ص ۲۵۴ : «و في المثل : وجدان الرقين يغطِّي أفن الأفين ؛ أي الغنى وقاية للحمق ، قاله الهروي» . و في لسان العرب ، ج ۱۰ ، ص ۳۷۶ (ورق) : «و في المثل : إنّ الرقين تعفِّي على أفن الأفين . و قال ثعلب : وجدان الرقين يغطِّي أفن الأفين ، قيل : معناه أنّ المال يغطّي العيوب» .

8.. رجل مأفون : ضعيف العقل و الرأي ، و الأفين كالمأفون ، و منه قولهم في أمثال العرب : كثرة الرَّقين ـ أو وجدان الرَّقين ـ تعفِّي على أفْن الأفين أي تُغَطِّي حُمق الأحمق . انظر : لسان العرب ، ج ۱۳ ، ص ۱۹ أفن و ج ۱۳ ، ص ۱۸۵ (رقن) .

9.. أي استخراج أقصى ما عنده من سير .

10.. في «ألف» يقرأ : يلفّني .

  • نام منبع :
    ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الأوّل
    سایر پدیدآورندگان :
    تالیف: الإمام السید ضیاء الدین أبو الرضا فضل الله بن علیّ بن عبید الله الحسنی الراوندی؛ تحقیق: مهدي سليماني آشتياني
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1397
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 2144
صفحه از 503
پرینت  ارسال به