129
ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الأوّل

و قال عليه‏السلام: يَدُ اللّه‏ على الجماعة.۱

و شبّه في حديث آخر المتخلّف عن الجماعة بالشاة الّتي تتخلّف و تنقطع عن۲ القطيع، فيكون الذئب /۱۴/ على افتراسها أقدر، كذلك الإنسان المنفرد المنقطع عن الجماعة يكون نُهزةً۳ للشيطان۴ و مستعدّا لغلبة الوسواس /۱۲/و الخيالات الفاسدة و الاعتقادات الباطلة المختلفة و الأهواء المتنوّعة۵ و الآراء المتقاربة، و ربما تقع له الشبهة الّتي يعجز خاطره عن حلّها و الخروج منها فيوشك أن يهلك فيها، فإذا راجع أهل الحقّ و استعان بهم ناصحوه و عرّفوه ما جهله و خفي عليه ؛ فلذلك أمر عليه‏السلام بملازمة الجماعة، و حذّر من الفرقة.

و عن ابن عبّاس رضى‏الله‏عنه: لولا مخافة الوسواس، لنزلت بلادا لا أنيس بها.۶

و تقدير الحديث: ملازمة الجماعة سبب للرحمة، و مفارقتها سبب للعذاب، فجعل السبب مسبَّبا.

و فائدة الحديث: الأمر بملازمة أهل الحقّ و متابعتهم و الكون معهم، و النهي عن الابتداع و التمسّك بالأقوال الخارجة.

و راوي الحديث: النعمان بن بشير.

۱۱.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: الحَسَبُ المالُ، و الكَرَمُ التَّقوَى.۷

1.. نهج البلاغة ، الحكمة ۱۲۷ ؛ الفصول المختارة ، ص ۲۳۷ ؛ الأمالي للطوسي ، ص ۲۳۷ ؛ السنن الكبرى للنسائي ، ج ۲ ،ص ۲۹۲ ؛ المعجم الأوسط للطبراني ، ج ۶ ، ص ۲۷۷ .

2.«ألف» : من .

3.. النُّهزة : اسم للشيء الذي هو لك معرَّض كالغنيمة ، و النُّهزة أيضا : الفرصة تجده من صاحبك . انظر : لسان العرب ، ج ۵ ، ص ۴۲۱ نهز .

4.. روي عن أمير المؤمنين عليٍّ عليه‏السلام : و الزموا السوادَ الأعظم ؛ فإنَّ يدَ اللّه‏ِ مع الجماعة ، و إيَّاكم و الفرقة! فإنَّ الشاذَّ من الناس للشيطان ، كما أنَّ الشاذَّ من الغنم للذئب . نهج البلاغة ، الخطبة ۱۲۷ .

5.. «ألف» : المتبوّعة .

6.. شرح سنن النسائي للسيوطي ، ج ۱ ، ص ۳۵ ؛ كنز العمّال ، ج ۳ ، ص ۷۷۲ ، ح ۸۷۱۴ مع اختلاف يسير في اللفظ .

7.مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۴۶ ، ح ۲۰ و ۲۱ ؛ مسند أحمد ، ج ۵ ، ص ۱۰ ؛ سنن ابن ماجة ، ج ۲ ، ص ۱۴۱۰ ، ح ۴۲۱۹ ؛ سننالترمذي ، ج ۵ ، ص ۶۵ ، ح ۳۳۲۵ ؛ المستدرك للحاكم ، ج ۲ ، ص ۱۶۳ ؛ معاني الأخبار ، ص ۴۰۵ ، ح ۷۶ ؛ مجموعة ورّام ، ج ۲ ، ص ۳۲ و في الأخيرين عن الإمام الصادق عليه‏السلام .


ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الأوّل
128

بأحسن الوجوه و أجملها.

و راوي الحديث: تميمٌ الداري.

۱۰.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: الجَماعَةٌ رَحمَةٌ، و الفُرقَةُ عَذَابٌ.۱

«الجَماعة»: طائفة من الناس، و استعمل هاهنا بمعنى الاجتماع، و التقدير: الاجتماع رحمة، أو التزام الجماعة رحمة. و قد شاع ذلك حتّى قيل: أهل السنّة و الجماعة.

و روي عن ابن مسعود رضى‏الله‏عنه، رَفَعه قال: ليس الجماعة كثرة الناس ؛ من كان معه الحقّ فهو جماعة و إن كان وحده.۲

فنعلم بذلك أنّه ليس الاعتبار في الجماعة بالجمع۳ الكثير و دهماء۴ الناس ؛ و لكنّه بالتزام الحقّ و الصدق، و لو أراد به ما عليه الأغلب الأكثر لكان قد مَدح جماعةَ۵ الحشو و الباطل ؛ لأنّه لا خلاف أنّ الغلبة لهما.

و في كلام أمير المؤمنين عليه‏السلام: لئن أَمِرَ۶ الباطلُ لَقديما فَعَلَ، و لئن قَلَّ الحقُّ فلَربّما و لعلّ.۷

فأمّا ما روي من قوله عليه‏السلام: لا تَجتمعُ اُمّتي على الضلالةِ، فعَلَيكُم بالسوادِ الأعظم ؛۸ فقد قال الأوزاعي: السواد الأعظم: كلمة الحقّ و إن كان رجلاً واحدا.۹

1.. مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۴۳ ، ح ۱۵ ؛ مسند أحمد ، ج ۴ ، ص ۲۷۸ ؛ ضعفاء العقيلي ، ج ۲ ، ص ۲۰۵۸ ؛ الاستذكار ، ج ۸ ،ص ۵۷۸ . و راجع : إرشاد القلوب ، ج ۲ ، ص ۳۳۴ ؛ المعتبر للحلّي ، ج ۲ ، ص ۳۶۳ .

2.. اُنظر : التمهيد لابن عبد البرّ ، ج ۲۱ ، ص ۲۷۴ .

3.. «ألف» : الجمع .

4.. الدَّهماء : الجماعة من الناس . لسان العرب ، ج ۱۲ ، ص ۲۱۱ دهم .

5.. «ب» : ـ جماعة .

6.. أَمِرَ : كثُر ، و أمِرَ بنو فلان أي كثروا . انظر : لسان العرب ، ج ۴ ، ص ۲۸ أمر .

7.. نهج البلاغة ، الحكمة ۱۶ .

8.. المستدرك للحاكم ، ج ۱ ، ص ۱۱۵ ؛ المعجم الكبير ، ج ۱۲ ، ص ۳۴۲ .

9.. راجع : الفقيه و المتفقّه للخطيب البغدادي ، ج ۲ ، ص ۴۰۴ .

  • نام منبع :
    ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الأوّل
    سایر پدیدآورندگان :
    تالیف: الإمام السید ضیاء الدین أبو الرضا فضل الله بن علیّ بن عبید الله الحسنی الراوندی؛ تحقیق: مهدي سليماني آشتياني
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1397
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 1589
صفحه از 503
پرینت  ارسال به