123
ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الأوّل

غفرا! إنّما نتحدّث بهذا و أشباهه لنخوّف هذه المَعَدِّيَّة۱.۲

و راوي الحديث: جابر رضى‏الله‏عنه.

۷.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: النَّدَمُ تَوبَةٌ.۳

لمّا كانت «التوبة» هي الإقلاع عن الذنب، و الندم على ما أسلف، و الإضمار لئلاّ يعود إليه أبدا، و لم يُتصوّر العزم على ترك۴ المعاودة في المستقبل إلاّ بعد تقدُّم الندم على الماضي، كان الندم ركنا قويّا من أركان /۹/التوبة، فجعل عليه‏السلام الندم وحده توبةً لذلك.

و قد روي في حديث آخر أنّ: مَن نَدِمَ على ذنبِه غُفِرَ له و إن لم يَستغفر.۵

و من شرائط هذا۶ الندم أن يكون مع الإقلاع حتّى يكون ركن التوبة ؛ فأمّا الندم مع الإصرار فخطرة من خطرات العادات و وسوسة من وسوسة۷ الصدور، لا يغني عن الذنب فتيلاً.

و قال النبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: توبوا إلى اللّه‏ ؛ فإنّي أتوبُ إلى اللّه‏ في اليومِ مئة مرّة.۸

و قال عليه‏السلام: مَن تابَ قَبلَ مَوتِه بسَنَةٍ تابَ اللّه‏ُ عليه.۹ ثمّ قال: إنّ السنةَ لكثير ؛ مَن تاب قبل

1.. في هامش «ب» : أي معدي عدنان .
في شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد : قوله مسترعفين أي مقدّمين له ، و قوله «حلاًّ أبا ثور» أي استثنِ يقال : حلف و لميتحلّل أي لم يستثن . و المعدّية: مضر و ربيعة و إياد ، بنو مَعَدّ بن عدنان و هم أعداء اليمن في المفاخرة و التكاثر .

2.. شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ، ج ۶ ، ص ۳۶۲ .

3.. مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۴۲ و ۴۳ ، ح ۱۳ و ۱۴ ؛ مسند أحمد ، ج ۱ ، ص ۳۷۶ و ۴۲۳ ؛ سنن ابن ماجة ، ج ۲ ، ص ۱۴۲۰ ،ح ۴۲۵۲ ؛ من لا يحضره الفقيه ، ج ۴ ، ص ۳۸۰ ، ح ۵۸۱۱ ؛ تحف العقول ، ص ۵۵ ؛ عوالي اللآلي ، ج ۱ ، ص ۲۹۲ ، ح ۱۶۸ .

4.. «ب» : ـ ترك .

5.. لم نعثر عليه ؛ و لكن روى الحاكم عن عائشة عن النبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله قال : ما عَلِمَ اللّه‏ُ من عبدٍ ندامةً على ذنبٍ إلاّ غفر له قبل أنيستغفره منه . المستدرك للحاكم ، ج ۴ ، ص ۲۵۳ .

6.. «ألف» : ـ هذا .

7.. «ب» : هَبّات .
و هَبَّ هَبَّةً : هَزَّ هزَّةً و اهتزَّ . انظر : لسان العرب ، ج ۱ ، ص ۷۷۸ هبب .

8.. السنن الكبرى ، ج ۶ ، ص۱۱۴ ، ح ۱۰۲۶۵ ؛ كتاب الدعاء للطبراني ، ص ۵۱۴ ؛ التاريخ الكبير للبخاري ، ج ۲ ، ص ۴۳ .

9.. الكافي ، ج ۲ ، ص ۴۴۰ ، ح ۲ عن الإمام الصادق عليه‏السلام مع اختلاف يسير في اللفظ ؛ من لا يحضره الفقيه ، ج ۱ ، ص ۱۳۳ ، ح ۳۵۱ ؛ ثواب الأعمال ، ص ۲۹۴ فيهما عن رسول اللّه‏ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله ؛ المستدرك للحاكم ، ج۴ ، ص ۲۵۸ ؛ بغية الباحث ، ص ۸۰ .


ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الأوّل
122

عَبدِوُدٍّ۱ و تناوشا، قال له: يا عمرو۲، أ لم تكن الشريطةُ بيننا أن لا يعيننا أصحابنا؟! قال: ذلك فمه. قال: فمَن هذا الذي جاء يُمدّك؟! فالتفت عمرو، فبادره أمير المؤمنين عليه‏السلام بضربة أبانت فخذه، فذُكر للنبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله فقال: الحرب خدعة.۳

و قيل في معناه: «ينهى عن الحرب و ارتكابها ما أمكن التفادي عنها،۴ و الخُدعة: الفساد، من قولهم: خَدَعَ فُوهُ إذا خَلَفَ و تغيّر»، و في هذا الوجه تعسّف و بعد.

و فائدة الحديث: الحثّ على الاعتزام۵ و إجالة الرأي /۱۱/ و التثبّت في اُمور الحرب و التأنّي۶ لها من وجهتها، و من عادة العرب قلّة المبالاة و التزيُّد۷ و التشيّع في أُمور الحرب ؛ هذا عمرو بن مَعدي كَرِبٍ مع محلّه و رُتبته ذَكر أنّ الأشراف بالكوفة كانوا يَخرجون إلى ظاهرها يتحدّثون و يتذاكرون أيّام الناس، فوقع عمرو إلى جنب خالد بن الصقعب النهديِّ يحدّثه و۸ يقول: أغرتُ۹ على بني نهد، فخرجوا إليّ مسترعفين۱۰ بخالد بن الصقعب فقتلته! فقال له الرجل: حلاًّ۱۱ أبا ثور، مقتولك الّذي تذكره هو الّذي تحدّثه! فقال: اللّهمّ

1.. «ألف» : «ودٍّ» بدل «عبدودٍّ» .

2.. «ألف» : ـ له يا عمرو .

3.. اُنظر مضمونه في تفسير القمي ، ج ۲ ، ص ۱۸۶ ؛ و عنه بحار الأنوار ، ج ۲۰ ، ص ۲۲۸ .

4.. تَفادى منه بكذا و تفادى فلان من كذا : تَحاماه و انزوى عنه . انظر : لسان العرب ، ج ۱۵ ، ص ۱۵۰ (فدي) .

5.. في «ألف» : الاعترام .
و الاعتزام : لزوم القصد في الحُضر و المشي و غير ذلك . كتاب العين ، ج ۱ ، ص ۳۶۴ ؛ لسان العرب ، ج ۱۲ ، ص ۴۰۱ عزم .

6.. «ألف» : التأتي .

7.. «ألف» : التريد .

8.. «ألف» : ـ و .

9.. الإغارة : النَّهْب ، و أغارت الفَرَسُ: إذا أسرَعَ في العَدْو . انظر : لسان العرب ، ج ۳ ، ص ۴۳۰ و ج ۵ ، ص ۳۶ غور .

10.. في هامش «ب» : الاسترعاف : التقدم .
و في لسان العرب ، ج ۹ ، ص ۱۲۳ رعف : رَعَفَ و استَرعَفَ أي سَبَقَ و تقدَّمَ .

11.. في هامش «ب» : حلاًّ أي استحلالاً .

  • نام منبع :
    ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الأوّل
    سایر پدیدآورندگان :
    تالیف: الإمام السید ضیاء الدین أبو الرضا فضل الله بن علیّ بن عبید الله الحسنی الراوندی؛ تحقیق: مهدي سليماني آشتياني
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1397
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 2012
صفحه از 503
پرینت  ارسال به