غفرا! إنّما نتحدّث بهذا و أشباهه لنخوّف هذه المَعَدِّيَّة۱.۲
و راوي الحديث: جابر رضىاللهعنه.
۷.قوله صلىاللهعليهوآله: النَّدَمُ تَوبَةٌ.۳
لمّا كانت «التوبة» هي الإقلاع عن الذنب، و الندم على ما أسلف، و الإضمار لئلاّ يعود إليه أبدا، و لم يُتصوّر العزم على ترك۴ المعاودة في المستقبل إلاّ بعد تقدُّم الندم على الماضي، كان الندم ركنا قويّا من أركان /۹/التوبة، فجعل عليهالسلام الندم وحده توبةً لذلك.
و قد روي في حديث آخر أنّ: مَن نَدِمَ على ذنبِه غُفِرَ له و إن لم يَستغفر.۵
و من شرائط هذا۶ الندم أن يكون مع الإقلاع حتّى يكون ركن التوبة ؛ فأمّا الندم مع الإصرار فخطرة من خطرات العادات و وسوسة من وسوسة۷ الصدور، لا يغني عن الذنب فتيلاً.
و قال النبيّ صلىاللهعليهوآله: توبوا إلى اللّه ؛ فإنّي أتوبُ إلى اللّه في اليومِ مئة مرّة.۸
و قال عليهالسلام: مَن تابَ قَبلَ مَوتِه بسَنَةٍ تابَ اللّهُ عليه.۹ ثمّ قال: إنّ السنةَ لكثير ؛ مَن تاب قبل
1.. في هامش «ب» : أي معدي عدنان .
في شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد : قوله مسترعفين أي مقدّمين له ، و قوله «حلاًّ أبا ثور» أي استثنِ يقال : حلف و لميتحلّل أي لم يستثن . و المعدّية: مضر و ربيعة و إياد ، بنو مَعَدّ بن عدنان و هم أعداء اليمن في المفاخرة و التكاثر .
2.. شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ، ج ۶ ، ص ۳۶۲ .
3.. مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۴۲ و ۴۳ ، ح ۱۳ و ۱۴ ؛ مسند أحمد ، ج ۱ ، ص ۳۷۶ و ۴۲۳ ؛ سنن ابن ماجة ، ج ۲ ، ص ۱۴۲۰ ،ح ۴۲۵۲ ؛ من لا يحضره الفقيه ، ج ۴ ، ص ۳۸۰ ، ح ۵۸۱۱ ؛ تحف العقول ، ص ۵۵ ؛ عوالي اللآلي ، ج ۱ ، ص ۲۹۲ ، ح ۱۶۸ .
4.. «ب» : ـ ترك .
5.. لم نعثر عليه ؛ و لكن روى الحاكم عن عائشة عن النبيّ صلىاللهعليهوآله قال : ما عَلِمَ اللّهُ من عبدٍ ندامةً على ذنبٍ إلاّ غفر له قبل أنيستغفره منه . المستدرك للحاكم ، ج ۴ ، ص ۲۵۳ .
6.. «ألف» : ـ هذا .
7.. «ب» : هَبّات .
و هَبَّ هَبَّةً : هَزَّ هزَّةً و اهتزَّ . انظر : لسان العرب ، ج ۱ ، ص ۷۷۸ هبب .
8.. السنن الكبرى ، ج ۶ ، ص۱۱۴ ، ح ۱۰۲۶۵ ؛ كتاب الدعاء للطبراني ، ص ۵۱۴ ؛ التاريخ الكبير للبخاري ، ج ۲ ، ص ۴۳ .
9.. الكافي ، ج ۲ ، ص ۴۴۰ ، ح ۲ عن الإمام الصادق عليهالسلام مع اختلاف يسير في اللفظ ؛ من لا يحضره الفقيه ، ج ۱ ، ص ۱۳۳ ، ح ۳۵۱ ؛ ثواب الأعمال ، ص ۲۹۴ فيهما عن رسول اللّه صلىاللهعليهوآله ؛ المستدرك للحاكم ، ج۴ ، ص ۲۵۸ ؛ بغية الباحث ، ص ۸۰ .