121
ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الأوّل

المِصاع۱،۲ و لا يكاد يُحمد الخداع إلاّ في مواضع معدودة.

روي عن النبيِّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: كلُّ الكذبِ يُكتب على ابنِ آدمَ إلاّ ثلاثَ خصالٍ أو ثلاثَ خلالٍ: رجُلٌ كَذِبَ امرأتَه لتَرضى عنه، و رجلٌ كذب بينَ امرَأَينِ مُسلِمَينِ ليُصلِحَ بينهما، و رجلٌ كذب في۳خُدعةِ حربٍ.۴

و كلّ ذلك محمول على المعاريض الّتي فيها مندوحة۵ عن الكذب ؛ فأمّا الكذب المحض فقائله مذموم معاقَب.

و روي في سبب الحديث: أنّ عائشةَ قالت: إنّ نُعَيما۶ الأسلميَّ كان رجلاً نَموما۷، فدعاه النبيُّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله فقال: /۸/ إنّ اليهود قد بَعثتْ۸ إليّ: إن كان يرضيك أن تَأخذ رجالاً رهنا من غطفان و قريش [من أشرفهم]فندفعهم إليك [فتقتلهم]. فخرج من عند النبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله فأتاهم و أخبرهم بذلك، فانفسخت عزائمهم الّتي عزموها و مكايدهم الّتي كادوها على معاداة النبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله و معاندته، فعند ذلك قال النبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: الحرب خدعة.۹

و روي أنّه لمّا برز۱۰ أمير المؤمنين ـ صلوات اللّه‏ عليه۱۱ ـ إلى عمرو بن

1.. في هامش «ب» : المماصَعة و المِصاع مثل المضاربة و الضِّراب .

2.. المماصعة و المِصاع : المجالدة و المضاربة . لسان العرب ، ج ۸ ، ص ۳۳۷ مصع .

3.. «ب» : ـ في .

4.. مسند أحمد ، ج ۶ ، ص ص ۴۵۹ ؛ مجمع الزوائد للهيثمي ، ج ۶ ، ص ۲۰۹ ؛ مسند ابن راهويه ، ج ۵ ، ص ۱۷۱ ، ح ۱۱ ؛المعجم الكبير ، ج ۲۴ ، ص ۱۶۵ ، ح ۴۱۹ .

5.. نَدَحتُ الشيءَ نَدْحا : وسعته ، و يقال : لي عن هذا الأمر مندوحة أي متَّسَع ، و مَثَلُه : إنّ في المعاريض لمندوحةً عن الكذب ؛ أي سعةً و فسحةً ؛ يعني أنّ في التعريض من الاتّساع ما يُغني الرجُلَ عن تعمُّد الكذب . انظر : لسان العرب ، ج ۲ ، ص ۶۱۳ ؛ مجمع البحرين ، ج ۲ ، ص ۴۱۷ ندح .

6.. «ألف» : يغنما .

7.. نَمومٌ و مِنَمٌّ و نَمٌّ : نَمّام ، و نَمَّ أي رَفَعَ الحديث على وجه الإشاعة و الفساد . انظر : لسان العرب ، ج ۱۲ ، ص ۵۹۲ نمم .

8.. «ب» : بعث .

9.. ذيل تاريخ بغداد ، ج ۵ ، ص ۲۶ .

10.. «ألف» : نزل .

11.. «ب» : رضي اللّه‏ عنه .


ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الأوّل
120

و لا تُحوِج۱ إلى مراجعة و معاودة ؛ و إذا روي خُدَعَة ـ على وزن هُمَزَة ـ فالمعنى أنّ الحرب كالرجُل الخُدَعة الّذي يَغُرُّ صاحبه حتّى يستدرجه إلى المكروه، و۲ كذلك الحرب يغترّ بها الغَمَز۳ الّذي لم تحنِّكه۴ التجارب، فيتسرّع إليها غير عارف بمكاسدها و أحوالها ؛ فيؤخذ بكظَمه،۵ و يتردّى في فَحْمَته.۶۷

وقد قيل: قُحَمِه جمع قُحْمَة، و هو الموضع الذي يقتحمه أي يقع فيه.۸

و قد قيل: رأيُ الشيخ خير من مشهد الغلام.۹

و قد قال المتأخّر: الرأي قَبل شجاعة الشُّجعان.۱۰

و قال الآخر: نفاذ۱۱ الرأي في الحرب أنفع من الطعن و الضرب.۱۲

كلّ ذلك يؤول إلى معنى إحماد۱۳ بَرْد الخداع المغني عن حَرّ القِراع و

1.. «ب» : ـ و .

2.. «ب» : تخرج . و في هامشه : اللّه‏ أعلم ، ولا تحوج إلى مراجعة .

3.. الغَمَز : رذال المال من الإبل و الغنم ، و الضعاف من الرجال ، يقال : رَجُل غَمَز من قوم غَمَز و أغماز ، و القَمَز مثل الغَمَز . لسان العرب ، ج ۵ ، ص ۳۸۹ غمز .

4.. حَنَكَ الدابّةَ يَحنِكها و يَحنُكها : جَعَلَ الرسَنَ في فيها من غير أن يشتقّ من الحنك . . . و في حديث طلحة أنه قال لعمر : قد حَنّكتْك الاُمور أي راضتك و هَذَّبتك ، يقال بالتخفيف و التشديد ، و أصله من حَنَك الفرسَ يَحنِكُه . انظر : لسان العرب ، ج ۱۰ ، ص ۴۱۶ و ۴۱۷ حنك .

5.. الكظَم : مخرج النفَس من الحلق . انظر : لسان العرب ، ج ۱۲ ، ص ۵۲۰ كظم ؛ مجمع البحرين ، ج ۶ ، ص ۱۵۴ .

6.. فَحْمَة الليل : أوّله ، و قيل : أشدّ سواد في أوّله ، و قيل : أشدّه سوادا ، و قيل : فَحْمَته ما بين غروب الشمس إلى نوم الناس .
انظر : لسان العرب ، ج ۱۲ ، ص ۴۴۸ فحم .

7.. سقط هذا السطر من «ألف» .

8.. العقد الفريد ، ج ۱ ، ص ۶۲ . و نقل عن أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه‏السلام أنّه قال : رأي الشيخ أحَبُّ إليَّ مِن جَلَد الغلام .نهج البلاغة ، الحكمة ۸۶ .

9.. هو لأبي الطيِّب المتنبّي ، و بعده : هُو أوّل و هي المحلّ الثاني . ديوان المتنبي ، ج ۲ ، ص ۱۷۱ .

10.. «ألف» : نفاد .

11.. مجمع الأمثال ، ج ۱ ، ص ۳۶ .

12.. أحمَدَ الأرضَ : صادفها حميدةً ، فهذه اللغة الفصيحة ، و قد يقال : حَمَدَها . و قال بعضهم : أحمد الرجلَ إذا رضي فعله و مذهبه و لم ينشره . . . و أحمد الرجلُ : فَعَلَ ما يُحمَد عليه . لسان العرب ، ج ۳ ، ص ۱۵۶ حمد .

  • نام منبع :
    ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الأوّل
    سایر پدیدآورندگان :
    تالیف: الإمام السید ضیاء الدین أبو الرضا فضل الله بن علیّ بن عبید الله الحسنی الراوندی؛ تحقیق: مهدي سليماني آشتياني
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1397
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 2019
صفحه از 503
پرینت  ارسال به