119
ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الأوّل

و راوي الحديث: عليّ بن أبي طالب عليه‏السلام.

۶.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: الحَربُ خُدعَةٌ.۱

«الحرب» مشتقّة من الحَرَب الّذي هو السَّلب، و قد أفصَحَ به أبو تمام فقال: و الحرب مشتقّة المعنى من الحَرَب.

و «الخُدعة» فُعلة مِن خدَعَه يخدَعه خَدْعا /۷/ إذا خَتَله۲ و أراد به مكروها من حيث لا يعلم، و يقال: خَدَعه خِدعا مثل سَحَرَه سِحرا، و الاسم الخديعة.

و روي في الحديث خُدعة و هو فُعلة من الخَدع، و خَدعة بالفتح، و خُدَعة مثال هُمَزَة، و الأفصح خَدعة بفتح الخاء، و روي أنّها لغة النبيِّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله ۳، فإذا روى خُدْعة ـ بضمّ الخاء و سكون الدال ـ فالمعنى أنّها قطعة من الخداع و طائفة منه، و أنّ مبنى أمرها على المخادعة و المخاتلة، و ربّما حصل فيها من المماكرة و المساترة ما لا يحصل من /۱۰/ المكابرة و المجاهرة۴.۵ و إذا روي خَدْعة ـ بفتح الخاء ـ فالمعنى أنّ انتظام أسبابها و مدار رحاها۶ ربما يتزعزع بخدعة واحدة، و۷ تضع بها أوزارها، و تُلقي آصارها،۸

1.. مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۴۰ ، ح ۸ ـ ۱۲ ؛ مسند أحمد ، ج ۱ ، ص ۹۰ و ۱۲۶ ؛ و ج ۳ ، ص ۲۲۴ و ۳۰۸ ؛ صحيح البخاري ،ج ۴ ، ص ۲۴ و ۱۷۹ ؛ صحيح مسلم ، ج ۳ ، ص ۱۱۴ . و في الكافي ، ج ۷ ، ص ۴۶۰ ، ح ۱ ؛ و الفقيه ، ج ۴ ، ص ۳۷۸ ، ح ۵۷۹۴ ؛ و التهذيب ، ج ۶ ، ص ۱۶۲ ، ح ۲۹۸ عن أمير المؤمنين عليه‏السلام .

2.. «ألف» : اختله .
خَتَلَ الذئبُ الصيدَ : تخَفَّى له ؛ و كلّ خادع خاتِل و خَتول . لسان العرب ، ج ۱۱ ، ص ۱۹۹ ختل .
و اختلّه بسهم : انتظمه ، و اختلّه بالرمح : نفذه ، يقال : طعنته فاختللتُ فؤاده بالرمح أي انتظمته . انظر : لسان العرب ، ج ۱۱ ، ص ۲۱۵ (خلل) .

3.. اُنظر للمزيد : نيل الأوطار للشوكاني ، ج ۸ ، ص ۵۷ .

4.. «ألف» : المجاهدة .

5.. «ب» : المكابرة و المجاهرة .

6.. «ألف» : رحلها .

7.. «ب» : ـ و .

8.. الإصر : العهد الثقيل ، و ما كان عن يمين و عهد فهو إصر ، و قيل : الإصر الإثم و العقوبة للغوه و تضييعه عمله ، و أصله من الضيق و الحبس . انظر : لسان العرب ، ج ۴ ، ص ۲۲ أصر .


ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الأوّل
118

و فائدة الحديث: الأمر بحسن المصاحبة، و كرم الأخلاق، و التقدّم بالوعد الحسن إذا لم يقدر على ابتداء المعروف من غير تعليق قلب الموعود بانتظار الإنجاز، ثمّ حثّ على الإنجاز بقوله عليه‏السلام: العدَة دَين.۱

و راوي الحديث عبد اللّه‏ رضى‏الله‏عنه۲ قال: لا يعِد۳ أحدكم صبيّه ثمّ لا ينجز له ؛ فإنّ رسول اللّه‏ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله قال... و ذكر الحديث.

۵.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: العِدَةُ دَينٌ.۴

شبّه عليه‏السلام الوعد بالدَّين الّذي يستقبح فيه المطاولة، و يستهجن۵ معه المماطلة، فكما لا يُخرِج المديونَ من دينه إلاّ القضاءُ و الأداء، كذلك لا يُعتِق الوعدَ إلاّ الإنجاز و العطاء. ثمّ إنّ الإنجاز هو الّذي يخرجه من وصمة التزيُّد۶ و الخلاف و استحقاق الذمّ و العقاب، و هو الّذي تَحكم به المروّة فضلاً عن الديانة، و ما أقبَحَ بالرجُل أن يَبذل بلسانه ما لا يفي فعله به مع القدرة! فإن أبى۷ من جانب القدرة و المُكنة فهو معذور، و إلاّ فلا. و كفى المُخلِفَ ذمّا تشبيهُ النبيِّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله له بالمنافق و جعلُه الخُلفَ من علامات النفاق.

و فائدة الحديث: الحثّ على إنجاز الوعد و الوفاء به، و التخلّص من عهدته كالتخلّص من الدَّين الّذي لا يمكن التفصّي عنه إلاّ بالأداء۸ له و الخروج منه.

1.. سيأتي تخريجه بُعيد هذا .

2.. أي : عبد اللّه‏ بن مسعود .

3.. «ألف» : لا يوعد .

4.. مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۴۰ ، ح ۷ ؛ المعجم الأوسط ، ج ۴ ، ص ۲۳ ؛ المعجم الصغير ، ج ۱ ، ص ۱۵۰ ؛ المغني لابن قدامة ،ج ۱۲ ، ص ۹۲ . و لم نعثر عليه و لا على مضمونه في مصادر الشيعة .

5.. «ب» : تستقبح . . . تستهجن .

6.. «ألف» : المرتد .

7.. «ب» : أتى .

8.. «ألف» : الأداء .

  • نام منبع :
    ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الأوّل
    سایر پدیدآورندگان :
    تالیف: الإمام السید ضیاء الدین أبو الرضا فضل الله بن علیّ بن عبید الله الحسنی الراوندی؛ تحقیق: مهدي سليماني آشتياني
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1397
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 1742
صفحه از 503
پرینت  ارسال به