95
ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الأوّل

و يجدر بالذكر أنّ الراوندي قرأ شهاب الأخبار عند بعض أساتذته، حيث قال: «و أخبرني بعضُ مَن كنتُ قرأت عليه هذا الكتاب...».

قام بتأليف أكثر الكتاب في أيّام إقامته بقرية جوشقان في أطراف كاشان بمساعدة أبنائه الفضلاء: أبي المحاسن أحمد، و أبي جعفر عليّ، و أبي الفضل محمّد، و أيضاً بمساعدة خادمه أبي الحسن أبي عليّ الكاشاني.

كما قال في ترقيمة الكتاب:

«قد سهّل اللّه‏ إنجاز ما كنّا بصدده، و ذلك بفضل معونته و مدده، و قد طالت مدّة ما بين الشروع فيه و الفراغ، و الافتتاح به و البلاغ ؛ و ذلك أنّي كنت أشتغل به شهراً و عنه دهراً ؛ لمُحاجِزات الأحوال و مُماطِلات الأشغال، و لمرضٍ عَنَّ لي في شعبان سنة ثمانٍ و ثلاثين عن سَقي تمّ عَليَّ، و أنجاني اللّهُ تعالى منه برحمته و فضله و منّته، و لم أكَد أنجو، و في خلال ذلك كنت أخيب و أرجو، فتخلّصني و قد تأكّلتني النُّوَب، و كان مَثَلي: اُفلِتَ و انحَصَّ الذَّنَبُ. و قصّتي بل غُصّتي في ذلك طويلةٌ، و فضلُ اللّه‏ تعالى أولى أن يُذكَر، و تَيسّرَ أكثرُه في تنزُّهاتي إلى قرية جَوسَقان۱، و المنّة فيه بَعد اللّه‏ تعالى لوُلدي: أحمدَ أبي المحاسن، و عليٍّ أبي جعفر۲، و محمّد أبي الفضل، بارك اللّه‏ في عُمر الباقي منهم، و تَغمّده اللّه‏ بفضل رحمته الماضي عنهم ؛ فإنّهم كانوا يَحُثُّونني عليه بالإلزام، و يَحضُّونني على الإتمام، و جزى اللّهُ تعالى فَتايَ۳ أبا الحسن بن أبي عليٍّ القاسانيَّ خيراً ؛ فقد قام في

1.. جَوسَقان ـ بالفتح ثمّ السكون ، و السين مهملة مفتوحة ، و القاف و ألف و نون ـ : من نواحي كاشان . و هي قرية معروفة بقرب من راوند ، من قرى أردهال . قال المؤلّف رحمه‏الله في قصيدته النونية يصف هجوم الملك سلجوق بن محمّد بن ملكشاه :
و نحا لمَيمةٍ فخرّب دورها و لجوسقان معاً و اشكالان
راجع : ديوان أبي الرضا الحسيني الراوندي القاساني ، ص ۸۰ . و ذكر جوشقان بالشين في تاريخ قم في ذكر رستاق قاسان . راجع : تاريخ قم ، طبع السيّد جلال الدين الطهراني ، ص ۱۱۷ .

2.. و الموجود في المصادر «أبو الحسن علي» ، كما في الفهرست لمنتجب الدين برقم ۲۷۸ ، و في تلخيص مجمع الآداب ، ج ۱ ، ص ۲۵۵ .

3.. بمعنى الشابّ بناءً على الغالب في الخدم . و في الحديث : «لا يقل أحدكم : عبدي و أمتي ، و ليقل : فتاي و فتاتي» . راجع : صحيح البخاري ، ج ۳ ، ص ۱۲۴ .


ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الأوّل
94

كتاب شهاب الأخبار شرحاً موجزاً غير مملّ، و شافٍ غير مخلّ. و رسم أبو عبد اللّه‏ إملاء ذلك في خانقاه مجد الدين أبي القاسم عبيد اللّه‏ بن الفضل، بكاشان.۱

فاستجاب له السيّد الراوندي، و ابتدأ بالشرح في صفر الخير سنة ستّ و ثلاثين و خمسمئة. استمرّ تأليف الكتاب مدّةً طويلةً، حيث قال الشارح:

«إنّي كنت أشتغل به شهراً و عنه دهراً ؛ لمحاجزات الأحوال، و مماطلات الأشغال، و لمرضٍ عنَّ لي في شعبان سنة ثمان و ثلاثين و خمسمئة».

و للمؤلّف نسخة نفيسة من شهاب الأخبار، كما يُفهم من كلماته، حيث قال:

«و كان القُضاعي رحمه‏الله قد أودعه ألف حديث، أكثرها من شُرَط الصحاح، و عندي نسختها، و عليها خطّه».

1.. مجد الدين أبو القاسم عبيد اللّه‏ بن الفضل بن محمود م ۵۳۵ ق هو باني المدرسة المجدية ، التي بناها في كاشان ، و هيمدرسة عظيمة ضخمة فخمة ، بذل نفقاتها ، و أنفق على طلاّبها و ساكنيها فسمّيت المدرسة المجدية باسمه . مدحه السيد الإمام الراوندي في ديوانه كثيراً . و مات في يوم الجمعة السادس من جمادى الآخرة لسنة خمس و ثلاثين و خمسمئة ، و حمل إلى مشهد أردهال فدفن هناك للغد ، و صلّى الإمام الراوندي عليه ، و رثاه بقصيدة في أربعين بيتا . و أخوه الشهيد معين الدين ، مختص الملك ، أبو نصر أحمد بن الفضل القاساني الوزير ، كان من وزراء السلطان سنجر بن ملكشاه ؛ و كان ممدَّحاً ؛ معظَّماً ؛ مبجّلاً ، و للقاضي ناصح الدين الأرّجاني فيه المدائح المبتكرة المدوّنة . و كان كريم الكفّ . له أخبار حسنة و آداب مستحسنة . قتل سنة إحدى و عشرين و خمسمئة على يد بعض الباطنية .
راجع : ديوان الراوندي ، ص ۳۳ و ۱۹۸و ۱۶۶ . و لترجمة أخيه الوزير راجع : نقض (طبع دار الحديث ص ۱۴۳ ؛ ابن الفوطي ، ج ۵ ، ص ۶۵۱ ؛ نسائم الأسحار للكرماني ، ص ۶۴ و ۶۹ ؛ و آثار الوزراء للعقيلي ص ۲۴۸ ـ ۲۵۱) .

  • نام منبع :
    ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الأوّل
    سایر پدیدآورندگان :
    تالیف: الإمام السید ضیاء الدین أبو الرضا فضل الله بن علیّ بن عبید الله الحسنی الراوندی؛ تحقیق: مهدي سليماني آشتياني
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1397
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 2232
صفحه از 503
پرینت  ارسال به