9
ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الأوّل

تقريظ سماحة العلاّمة الحجّة السيّد عبد الستّار الحسني البغدادي (حفظه اللّه‏):

الكلمة الموجزة

بسم اللّه‏ الرحمن الرحيم

الحمد للّه‏ الَّذي كَشَفَ بِضَوء شِهابِ الحَقِّ غَياهِبَ الظُّلَم، والصلاةُ و السلامُ على نَبِيِّهِ المصطفى خَيرِ مَن دَعا إلى اللّه‏ِ تعالى و بِحَبلِهِ اعْتَصَم، و شَرَّفَه كما شَرَّفَ شريعتَه السَّمْحَةَ على جميع المرسَلينَ وَ الشَّرائِعِ، و بِهِما۱ لَهُم وَ لَهُنَّ۲ خَتَم، و على آله الطاهرين مَنابِع العِلمِ و معادن الحِكَم، ما طابَ بِذِكرِ فَضائلهم فم، وَ جرى على قِرطاسٍ قَلَم.

و بعدُ، فقد طالَعْتُ الكتابَ الموسومَ بِضَوء الشهاب للعلاّمة، الأديبِ، الفَقيه، المُحَدِّث المُصَنِّف، الفاضل السيّد الشريف أبي الرضا فَضلِ اللّه‏ بن عليِّ بن عُبيد اللّه‏ الراوَندِيّ الحسنيّ السَّيْلَقيّ (السَّلِيقيّ) رَضِي اللّهُ تعالى عنه، و هو شَرحٌ على كِتابِ الشهاب في الحِكَمِ و الآداب للقاضي القضاعيّ، فأَلْفيتُ ما وَشَّحَ به سيّدُنا الراونديُّ، ذلك الكتابَ مِن الشرح البارِع وَ الْفَسْرِ الْفارِعِ و الاِسْتِطْراداتِ الْمُسْتَطْرَفَةِ في اللغةِ والنَّحوِ و الاُمور المُتَعلِّقة بالحديث رِوايةً و دِرايةً (و أَعني بالدِّرايةِ هنا ما يتعلّقُ بِفِقهِ الحديث) ما هو مِصداقٌ للأَثَر الشريف المعروف: حَديث تَدْرِيهِ خَيرٌ مِنْ ألْفِ حَديثٍ تَرْوِيهِ.

و أَشهدُ للسيِّد الشارح أنَّ اللّه‏ تعالى شَرَحَ صدرَه للإِحاطة بكُلِّ ما يَتعلَّق بالأَسرار و النُّكات العِلميَّة المُودَعة في طَوايا الأَحاديث المَرويّةِ في الشِّهاب على النَّحو الَّذي

1.. الضميرُ في بهما عائد إلى النبي وشريعته .

2.. الضميرُ في لَهُمْ وَلهُنِّ عائد إلى المرسَلِين و الشَّرائِع .


ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الأوّل
8

للكمال و التقرّب إلى اللّه (من الإخلاص و زهد القلب إلى إحياء الليل بالتعبّد و المرابطة على الثغور)، و أُصول الحكمة السياسية للاسلام (من لزوم المداراة العَمَلية عند اختلاف المذاهب و الأفكار و نفي التفرّق في الدين إلى إجلال أهل البيت المطهّرين و الصحابة المكرّمين).

و يبدو أن الفقيه و المحدّث و الأديب الإمامي الكبير في القرن السادس السيّد أبا الرضا الراوندي (رحمه اللّه) أدرك تلك الخصائص و أوقف عمره الثمين على شرحه، و تمثّلت بعض محاسن الشرح المشار إليه في فهمه للملاكات و الملاحظات العلمية و الاجتماعية للقاضي القضاعي و رعايته الدقيقة لها.

و دار الحديث خلال مسيرتها المفعمة بخدمة السنة النبوية و الوحدة الإسلامية نشرت قبل ضوء الشهاب عدّة كتب كان شهاب الأخبار مركزا لها، و هي:

۱ـ ضياء الشهاب في شرح الشهاب لقطب الدين الراوندي (ت۵۷۳ه)، و طبع سنة ۱۴۳۱ه.

۲ـ شهاب الحكمة لشرف الدين يحيي بن حسين بن عشيرة البحراني (ق۱۰ه)، و طبع في الجزء ۱۷ من مجموعة ميراث حديث شيعة سنة ۱۴۲۸ه، حيث روى المؤلف فيه أحاديث شهاب الأخبار عن طريق مشايخه الإمامية، و نقل أحاديث مشابهة لأحاديثه الأصلية أو غيرها حينما لم يعثر على النص بعينه.

۳ـ منتخب شهاب الأخبار المطبوع بالفارسية سنة ۱۴۲۳ه / ۱۳۸۲ش.

أضف إليها كتاب روح الأحباب في شرح الشهاب بالعربية لأبي الفتوح الرازي (ق۶ه) الذي جُمّعت مخطوطاته و انضوى تحقيقه إلى قائمة أعمال هذا القسم المعني بشؤون التحقيق.

ختاما نوجّه شكرنا و تقديرنا إلى الباحث الفاضل الدكتور مهدي سليماني آشتياني لما بذله من جهود كبيرة و مشاقّ علمية في إحياء ضوء الشهاب، من مرحلة إعداد النسخ إلى التصحيح و التحقيق و كتابة المقدمة، و نسأل اللّه تعالى أن يهبه مزيدا من الموفقية و الازدهار.

محمدهادي خالقي

مدير قسم إحياء و تحقيق النصوص

جمادى الثانية ۱۴۳۹ / شبّاط ۲۰۱۸

  • نام منبع :
    ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الأوّل
    سایر پدیدآورندگان :
    تالیف: الإمام السید ضیاء الدین أبو الرضا فضل الله بن علیّ بن عبید الله الحسنی الراوندی؛ تحقیق: مهدي سليماني آشتياني
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1397
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 2190
صفحه از 503
پرینت  ارسال به