487
ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الأوّل

هكذا فلتكن السادة و الكبراء، و إنّما قالوا لنتأدّب بكلامهم و لنقتدي۱ بهم.

و روي: أنّ عيسى بن مريم قال ليحيى بن زكريّا عليهم‏السلام: أ لا اُهدي لك نصيحةً تَنال بها حسنةً كبيرةً؟ قال: نعم. قال: لا تغضب. قال يحيى عليه‏السلام: و كيف لي بذلك؟ قال: إن قيل لك ما فيك فقل: ذنب ذُكِّرتُه، فأستغفرُ اللّه‏َ منه. و إن قيل لك ما ليس فيك فاحمَدِ اللّه‏ ؛ إذ لم يجعل فيك ما عُيّرتَ به، و هي حسنة سيقت إليك.۲

و عن محمّد بن عليّ الباقر عليه‏السلام: مَن حَلُمَ وَقَى عِرضه، و مَن جاد حسُن ذِكره، و مَن أصلَح مالَه استَغنى، و مَن صبر حُمِدَ أمرُه، و مَن عفا عفا اللّه‏ عنه، و مَن اتَّقى وقاه اللّه‏ ما أهَمَّه.۳

و فائدة الحديث: الأمرُ بكفّ اللسان، و الاحتمال لما يُكره، و النزول عند الحدّ من غير أن يُتعدّى أو يتجاوز.

و راوي الحديث: الحسن بن أبي الحسن.

۲۴۴.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: أَنَا فَرَطُكُم عَلَى الحَوضِ.۴

«الفَرَط»: الّذي يَتقدّم الواردة الّذين يريدون الماء، فيهيِّئ لهم الأرسانَ و الدِّلاء، و يمدُر۵ الحوضَ، و يَستقي لهم، و هو فَعَلٌ بمعنى فاعل مثل تَبَع بمعنى تابع، يقال: رَجُلٌ فَرَط و قوم فَرَطٌ.

و منه في الدعاء للطفل: اللّهمّ اجعله لنا فرطا۶ ؛ أي أجرا يتقدّمنا حتّى نَرِد۷ عليه، و قد فَرَطتُ القومَ أفرُطهم فَرْطا فأنا فارط، و الجمع فُرّاط، و فُرّاط القَطا متقدّماتها إلى الماء.

1.. «ب» : لتتأدّب بكلامهم و لتقتدي .

2.. الأمالي للصدوق ، ص ۶۰۳ ، ح ۸۳۷ ؛ بحار الأنوار ، ج ۱۴ ، ص ۲۸۷ ، ح ۱۲ ؛ درر الأخبار ، ص ۱۳۸ ، ح ۹ .

3.. لم نعثر عليه .

4.. مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۲۱۷ ، ح ۳۳۰ ؛ مسند أحمد ، ج ۱ ، ص ۲۵۷ و ۳۸۴ و ۴۰۷ و مواضع اُخرى ؛ صحيح البخاري ،ج ۷ ، ص ۲۰۶ و ۲۰۹ ؛ و ج ۸ ، ص ۸۷ ؛ صحيح مسلم ، ج ۷ ، ص ۶۵ و ۶۸ . الغارات ، ج ۲ ، ص ۹۱۱ ؛ الأمالي للطوسي ، ص ۲۶۹ ، ح ۳۸ ؛ الإفصاح للمفيد ، ص ۵۱ ؛ الطرائف ، ص ۱۱۷ ، ح ۱۷۹ .

5.. «ألف» : يمذر .
و مَدَرتُ الحوضَ أمدُره : أصلحتُه بالمَدَر ، و المَدَر : قِطَع الطين اليابس . لسان العرب ، ج ۵ ، ص ۱۶۲ مدر .

6.. المصنّف لابن أبي شيبة ، ج ۳ ، ص ۴۹۲ ، ح ۶۴۳۹ ؛ و ج ۷ ، ص ۱۳۶ ، ح ۳ ؛ كتاب الدعاء للطبراني ، ص ۳۶۲ ، ح ۱۲۰۳ ؛ كتاب العين ، ج ۷ ، ص ۴۱۸ .

7.. «ألف» : يرد .


ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الأوّل
486

كما سُمّيت مسبِّحةً ؛ لتحريكها في التسبيح۱، و المستبّان: المتسابّان المتشاتمان.

فيقول صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: إنّ ما يتكلّم به المتسابّان ترجع عقوبتُه على البادئ ؛ لأنّه السبب في ذلك، و لو لم يَفعل لم يكن، و لذلك قيل۲: البادئ أظلم، و الّذي يجيب ليس بملوم كُلَّ الملامة ؛ كما قال تعالى: «وَ لَمَنْ انتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ فَأُوْلَئِكَ مَا عَلَيْهِمْ مِنْ سَبِيلٍ»۳، على أنّ الواجب على۴ المشتوم أن يَحتمل و يحلُم و لا يُطفِئ النارَ بالنار ؛ فإنّ النارين إذا اجتمعا كانا أقوى لهما، فيقول تغليظا لأمر الشاتم: إنّ ما يجري بينهما من التَّشاتم، عقوبتُه تركب البادئَ ؛ لكونه سببا لذلك. هذا إذا لم يَتجاوز المظلومُ حدَّه في الجواب، فإذا تجاوز و تعدّى كانا شريكين في الوزر و الوبال.

و الكلام وارد مَوردَ التغليظ، و إلاّ فالمشتوم ينبغي أن لا يُجيب و لا يزيد في الشرّ، و لا تكون عقوبةُ فعل المشتوم على الشاتم إلاّ أنّ /۱۶۵/للشاتم في فعله أيضا نصيبا مِن حيث كان سببَه، و إلاّ فكلٌّ مأخوذ بفعله.

روي: أنّ رجلاً شتم زيد بن عليّ عليهماالسلام فقال له: يا ابن السوداء! فقال۵: ذاك لونها. فقال: يا ابن الخبّازة! /۱۷۸/ فقال: ذاك صنعتها. فقال: يا ابن الزانية. فقال: أمّا هذا فلم يكن.۶

و روي: أنّ رجلاً أسمع زين العابدين عليه‏السلام شتيمةً، فقال: إن كان جميع ما قلت فيّ فغفر اللّه‏ لي، و إن لم يكن فيّ فغفر اللّه‏ لك.۷

1.. «ألف» : بالتسبيح .

2.. راجع : تفسير الرازي ، چ ۱۵ ، ص ۲۳۵ .

3.. الشورى ۴۲ : ۴۱ .

4.. «ألف» : ـ على .

5.. «ب» : قال .

6.. لم نعثر على مصدر الخبر .

7.. راجع : الإرشاد للمفيد ، ج ۲ ، ص ۱۴۵ ؛ إعلام الورى ، للطبرسي ، ج ۱ ، ص ۴۹۰ .

  • نام منبع :
    ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الأوّل
    سایر پدیدآورندگان :
    تالیف: الإمام السید ضیاء الدین أبو الرضا فضل الله بن علیّ بن عبید الله الحسنی الراوندی؛ تحقیق: مهدي سليماني آشتياني
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1397
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 2201
صفحه از 503
پرینت  ارسال به