483
ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الأوّل

مَطهَرة للمال و مَطيبة للكسب ؛ و بخلٌ بما يَتبرَّع۱ به من حقوق /۱۷۶/ الإخوان ؛ و الأوّل يوجب النار، و الثاني يُعْقِب الشَّنار۲.

و قال عليه‏السلام: إيّاكم و الشحَّ ؛ فإنّه أهلَكَ مَن كان قَبلَكم.۳

أمَرَهم بالظلم فظلموا، و أمرهم بالقطيعة فقطعوا، و أمرهم بالفجور ففَجَروا، و منها هوًى متَّبَع ؛ و هو ما تذهب نفسُه إليه، و تَنزِع إلى ملابسته من اُمور الدنيا، و لا يكون الهوى إلاّ مذموما ؛ لأنّه لا يتعلّق في الأكثر إلاّ بقبيح، قال تعالى: «وَ نَهَى النَّفْسَ عَنْ الْهَوَى»۴.

و قيل:۵ «الهوى» هو الهَوان ؛ لأنّ النفْس تَشتاق إلى ما يُرديها۶ من القبائح و الشهوات المهلكة، و خَلَقَ اللّه‏ُ تعالى بإزائه العقلَ ؛ فإن سلّطه على الشهوة نجا، و إن سلّط الشهوةَ على العقل هلك.

و في كلام الحسن بن عليّ عليهماالسلام: خَلَقَ اللّه‏ ابنَ آدم، و رَكَّبَ فيه الشهوة، و أعطاه العقل، و خلق الملائكة، و أعطاها العقلَ دون شهوة الأكل و النكاح، و خَلَقَ البهائمَ، و رَكّب فيها الشهوة، و لم يُعطِها العقلَ، فمَن سَلّط عقلَه على شهوته كان خيرا من الملائكة، و مَن سَلّط شهوتَه على العقل فهو شرٌّ من البهائم.۷ أو كما قال عليه‏السلام ؟!

و منها: إعجاب المرء بنفسه، و هو التكبّر و أن يُحسن الإنسانُ الظنَّ بنفسه، و ما في الدنيا خَلَّةٌ هي أقبحُ من الكبْر.

1.. «ألف» : تحلّ بما ينتزع .

2.. الشَّنار : العيب و العار ، و الأمر المشهور بالقبح و الشنعة ، و أقبح العيب و العار . لسان العرب ، ج ۴ ، ص ۴۳۰ شنر .

3.. الخصال ، ص ۱۷۶ ، ح ۲۳۴ ؛ وسائل الشيعة ، ج ۹ ، ص ۴۲ ، ح ۱۱۴۷۷ فيهما مع اختلاف يسير في اللفظ ؛ مسند أحمد ،ج ۲ ، ص ۱۹۱ ؛ سنن أبي داود ، ج ۱ ، ص ۳۸۲ ، ح ۱۶۹۸ .

4.. النازعات ۷۹ : ۴۰ .

5.. لم نعثر على قائله .

6.. «ألف» : يؤذيها .

7.. لم نعثر عليه في المجاميع الروائية .


ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الأوّل
482

عزيز حكيم. يقول: إنّها آية من كتاب اللّه‏ِ.۱

والرابع: الإمام الجائر الّذي قُلّد أمر العامّة و الخاصّة، و ائتُمن في ذلك، و عُوّل عليه، و مُلِّكَ زمام الرعيّة، فصار ضامنا لهم۲، فإذا جار عليهم و خانهم تَعَرَّضَ لسخط اللّه‏ُ تعالى، و باءَ بغضبه.

يقول صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: إنّ هؤلاء الأربعة ممّن يُبغِضهم اللّه‏ُ تعالى لا مَحالة.

و فائدة الحديث: النهي عن هذه الأربعة المذمومة الممقوتة۳، و التحذير منها، و التبعيد عنها.

و راوي الحديث: أبو هريرة.

۲۴۲.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: ثَلاثٌ مُهلِكاتٌ، وَ ثَلاثٌ مُنجِياتٌ ؛ فَالثَّلاثُ المُهلِكاتُ: /۱۶۳/ شُحٌّ مُطاعٌ، وَ هَوًى مُتَّبَعٌ، وَ إِعجابُ المَرءِ بِنَفسِهِ ؛ وَ الثَّلاثُ المُنجياتُ: خَشيَةُ اللّه‏ في السِّرِّ وَ العَلانِيَةِ، وَ القَصدُ في الفَقرِ وَ الغِنى، وَ العَدلُ في الغَضَبِ وَ الرِّضَى.۴

لو لم يَنصح الاُمّةَ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله إلاّ بهذا الكلام لكفى ؛ فإنّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله بَيّن ستّةً، و أيّةَ ستّةٍ؟! فيها الصلاح و الفساد و الهلاك و النجاة!

قال: من المهلكات شحٌّ مطاع ؛ أي بخل يَأتمره الإنسانُ و يرتسمه.

و قد قال عليه‏السلام: أيُّ داء أدوأُ مِن البخل؟!۵ و قال اللّه‏ تعالى: «وَ مَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الْمُفْلِحُونَ»۶.

و البخل ينقسم قسمين: بخلٌ بما أوجب اللّه‏ُ إخراجَه من المال، و هو الزكاة الّتي هي

1.. راجع : مسند أحمد ، ج ۵ ، ص ۱۳۲ ؛ المستدرك للحاكم ، ج ۴ ، ص ۳۵۹ ؛ السنن الكبرى للبيهقي ، ج ۸ ، ص ۲۱۱ .

2.. «ألف» : ـ لهم .

3.. «ألف» : الممقوقة .

4.. مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۲۱۴ و ۲۱۵ ، ح ۳۲۵ ـ ۳۲۷ ؛ المعجم الأوسط ، ج ۵ ، ص ۳۲۸ ؛ و ج ۶ ، ص ۴۷ ؛ الكامل لابنعدي ، ج ۵ ، ص ۲۴۱ ؛ الجامع الصغير ، ج ۱ ، ص ۵۳۵ ، ح ۳۴۷۲ . الخصال ، ص ۸۴ ، ح ۱۱ ؛ المجازات النبويّة ، ص ۱۹۶ ؛ معدن الجواهر ، ص ۳۲ ؛ مشكاة الأنوار ، ص ۵۴ ؛ عدّة الداعي ، ص ۲۲۱ .

5.. مسند أحمد ، ج ۳ ، ص ۳۰۸ ؛ صحيح البخاري ، ج ۴ ، ص ۵۶ و ۱۲۱ ؛ السنن الكبرى ، ج ۶ ، ص ۳۰۲ ؛ فتح الباري ، ج ۶ ، ص ۱۷۲ .

6.. الحشر ۵۹ : ۹ .

  • نام منبع :
    ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الأوّل
    سایر پدیدآورندگان :
    تالیف: الإمام السید ضیاء الدین أبو الرضا فضل الله بن علیّ بن عبید الله الحسنی الراوندی؛ تحقیق: مهدي سليماني آشتياني
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1397
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 1984
صفحه از 503
پرینت  ارسال به