يَصُدُّه عمّا لا يَعنيه.
و لا الفقه في الشريعة ؛ و ماذا يَصنع بالفقه إذا لم يؤمن به؟! بَلى يَتَشبّه و يُري و يُلبِّس /۱۵۹/و لا يتمشّى له ؛ فإنّ اللّهِ تعالى يَفضَحه و لا يتركه مستورَ الحال.
قال أمير المؤمنين عليهالسلام: ما أضمَرَ أحدٌ شيئا إلاّ ظَهَرَ في صَفَحات وجهِه و فَلَتات لسانه.۱
و فائدة الحديث: إعلام أنّ هاتين الخصلتين المحمودتين ـ هيئة الصلاح، و الفقه في الدين ـ لا يوجدان في المنافق.
و راوي الحديث: عبد اللّه بن سلام.
۲۳۷.قوله صلىاللهعليهوآله: خَصلَتانِ لا يَجتَمِعانِ في مُؤمِنٍ: البُخلُ وَ سوءُ الخُلُقِ.۲
قد تَقدَّم الكلامُ في البخل و معناه، و أصعَبُ البخل الامتناعُ مِن إخراج حَقِّ اللّه تعالى، و سوءُ الخُلق من أقبح الخصال الذميمة ؛ يعني عليهالسلام أنّ المؤمن سهلُ الجانب سَمْحٌ۳، لا يَبخَل ما يَعلم أنّه تارِكُه عن قليل، و دَمِثُ۴ الأخلاق طاهر الأعراق، لا ينفِّر جَليسا، و لا يؤذي أنيسا، بل يعامِل بالأحسن الأوفق و الأجمل الأرفق، و يعاشر أخاه أحسن۵ المعاشرة، فلا يشحّ بما تحويه ذات يده على الإخوان، و لا يُسيء معاشرتَه للخُلاّن.
و مضمون الحديث: أنّ الإيمان يَأمر بذلك، /۱۷۲/ و ليس الغرض أنّه لا يمكن أن يكون مؤمن ممسكا أو شَكِسَ۶ الأخلاق، بل هو آمر بأنّه ينبغي أن يكون المؤمن سَمْحا بَذّالاً و حَسَنَ الخُلق، مَزّاحا متبسّما غير عابِس و لا باسِرٍ ؛ لئلاّ يَنفِرَ عنه إخوانُه، و لا يَفِرَّ منه أخدانُه.
1.. المحاسن ، ج ۱ ، ص ۲۸۷ ؛ نهج البلاغة ، الحكمة ۲۶ ؛ منية المريد ، ص ۱۷۹ ؛ بحار الأنوار ، ج ۶۸ ، ص ۳۱۶ .
2.. مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۲۱۱ ، ح ۳۱۹ ؛ سنن الترمذي ، ج ۳ ، ص ۲۳۱ ، ح ۲۰۲۸ ؛ تحفة الأحوذي ، ج ۶ ، ص ۸۳ ؛ مسندأبي داود الطيالسي ، ص ۲۹۳ ؛ مسند أبي يعلى ، ج ۲ ، ص ۴۹۱ ، ح ۱۳۲۸ . الخصال ، ص ۷۵ ، ح ۱۱۷ ؛ عيون الحكم و المواعظ ، ص ۲۴۲ ؛ روضة الواعظين ، ج ۱ ، ص ۳۸۳ مع اختلاف يسير في الثلاثة الأخيرة .
3.. سَمَحَ و أسمَحَ إذا جاد و أعطى عن كرم و سخاء ، و سَمَحَ و تسمَّح : فعل شيئا فسَهّل فيه . انظر : لسان العرب ، ج ۲ ، ص ۴۸۹ سمح .
4.. رجُلٌ دَمِثٌ بيِّنُ الدَّماثة و الدُّموثة : وَطيءُ الخُلق ، يقال : ما أدمَثَ فلانا و أليَنَه . لسان العرب ، ج ۲ ، ص ۱۴۹ دمث .
5.. «ألف» : بأحسن .
6.. «ألف» : متمسِّكا أو سيس .