463
ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الأوّل

«الشَّقاوة»: على الضدّ من السعادة. و «الساعة» كناية عن القيامة، و أصل الساعة: الجزء من الزمان، و يقال: ساعةٌ سَوعاء أي شديدة كما قالوا: لَيلةٌ لَيْلاء، و عامَلتُه مُساوَعةً۱ كما تقول: مُياوَمةً۲ و۳ مُشاهَرةً و مسانَهةً۴، و يقال: إنّ الساعة قد اُطلِقَتْ على ثلاثة أوجُه:

على القيامة الّتي هي يوم البعث، و هي الكبرى كما في هذا الحديث.

و «الساعة الوسطى هي موت أهل القرن الواحد۵ ؛ و روي: أنّ النبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله رَأَى عبد اللّه‏ بن اُنَيس فقال: إن يَطُل عُمرُ هذا الغلام لم يمت حتّى تقوم الساعة۶. فكان آخِرَ مَن مات من الصحابة، و الساعة الصغرى موت الإنسان».۷

و في الحديث: من مات منكم فقد قامت قيامته، يرى ما له مِن خير أو شرّ.۸

و روي: أنّه عليه‏السلام كان إذا هَبَّتْ ريحٌ شديدة تَغَيَّرَ لونُه فقال: تَخوّفتُ الساعةَ.۹

و قال عليه‏السلام: ما أَمُدُّ طَرْفي و لا أَغُضُّها إلاّ و أَظُنُّ الساعةَ قد قامتْ ؛۱۰ يعني موته صلى‏الله‏عليه‏و‏آله.

1.. ساوَعَه مُساوَعةً و سِواعا : استَأجره الساعةَ أو عامَلَه بها . لسان العرب ، ج ۸ ، ص ۱۶۹ سوع .

2.. ياوَمْتُ الرجُلَ مُياوَمةً و يِواما : عامَلْتُه أو استأجرتُه اليومَ . لسان العرب ، ج ۱۲ ، ص ۶۵۱ يوم .

3.. «ألف» : ـ كما قالوا : ليلة . . . مياومة و .

4.. «ألف» : مشابهةً . و هو تصحيف .
و سانَهَتِ النخلةُ ، و هي سَنهاء : حملت سنةً و لم تحمل اُخرى ؛ و كذلك عاوَمَت النخلةُ . انظر : لسان العرب ، ج ۱۳ ، ص ۵۰۲ سنه .

5.. هكذا في فتح الباري و سائر المصادر ؛ لكن في المخطوطتين : هي موت القرن الأوّل!

6.. في المصادر : + فقيل .

7.. فتح الباري ، ج ۱۱ ، ص ۳۱۳ ؛ المفردات للراغب ، ص ۲۴۸ ؛ تاج العروس ، ج ۱۱ ، ص ۲۲۹ .

8.. كنز العمّال ، ج ۱۵ ، ص ۵۴۸ ، ح ۴۲۱۲۳ ؛ كشف الخفاء للعجلوني ، ج ۱ ، ص ۱۶۶ .

9.. فتح الباري ، ج ۱۱ ، ص ۳۱۳ ؛ المفردات للراغب ، ص ۲۴۸ ؛ سير أعلام النبلاء ، ج ۱۱ ، ص ۳۶۲ .

10.. المفردات للراغب ، ص ۲۴۸ ؛ تاج العروس ، ج ۱۱ ، ص ۲۳۰ .


ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الأوّل
462

«السَّعادة»: مَدَدُ الفيض الإلهي۱ في النصرة على إدراك الخير.

فيقول صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: إنّ السعادة بأجمعها لعبدٍ طالَ عُمرُه، فاستَسعد بطاعة اللّه‏ تعالى، و لم يضيِّعْ عُمرَه العزيز في البطالة و النوم و الكسل و القعود عن الواجب عليه، و عَلِمَ أنّ عُمرَه ذاهبٌ، فاستدرك بقيَّتَه فحَبَسَها على العبادة، فمَن فَعَلَ ذلك فقد ربح في سوق دنياه، و من أغفل ذلك و أهمله غَبِنَ۲ نفسَه، و غبن رأيه، و خسر في معاملته خسرانا لا ينجبر۳ بعده، نعوذ باللّه‏ من الخذلان.

و في كلام بعضهم۴: إنّ الدنيا كانت و لم أكن فيها، و ستكون و لا أكون فيها، /۱۵۴/و إنّ لي منها أيّاما قلائل، فإن سَعِدْتُ بها فأنا سعيد، و إن شَقِيتُ فأنا شقيٌّ.

و روي ذلك عن /۱۶۶/ بعض أهل البيت عليهم‏السلام.۵

و فائدة الحديث: الحثّ على الطاعة، و تعريف أنّ طول العمر في الطاعة ممّا۶ يورث السعادة.

و راوي الحديث: ابن عمر.

۲۳۱.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: الشَّقِيُّ كُلُّ الشَّقِيِّ مَنْ أَدرَكَتْهُ السَّاعَةُ حَيّاً لَم يَمُتْ.۷

1.. «ب» : + و .

2.. غَبِنَ الشيءَ و غَبِنَ فيه غَبْنا و غَبَنا : نَسِيَه و أغفَلَه و جَهِلَه . لسان العرب ، ج ۱۳ ، ص ۳۰۹ غبن .

3.. «ألف» : لا يتجبّر .

4.. راجع : جواهر العقود للمنهاجي ، ج ۲ ، ص ۴۲۴ ؛ شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ، ج ۶ ، ص ۲۳۵ ؛ الدرّ المنثور ، ج ۲ ، ص ۲۷ ؛ تاريخ مدينة دمشق ، ج ۵۳ ، ص ۴۲۹ .

5.. لم نعثر عليه في المجامع الروائيّة .

6.. «ألف» : ـ ممّا .

7.. مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۲۰۷ ، ح ۳۱۳ ؛ الجامع الصغير ، ج ۲ ، ص ۸۶ ، ح ۴۹۴۷ ؛ كنز العمّال ، ج ۱۴ ، ص ۲۵۶ ،ح ۳۸۶۳۵ ؛ و ج ۱۵ ، ص ۵۴۶ ، ح ۴۲۱۳ ؛ فيض القدير ، ج ۴ ، ص ۲۳۴ ، ح ۴۹۴۷ .

  • نام منبع :
    ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الأوّل
    سایر پدیدآورندگان :
    تالیف: الإمام السید ضیاء الدین أبو الرضا فضل الله بن علیّ بن عبید الله الحسنی الراوندی؛ تحقیق: مهدي سليماني آشتياني
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1397
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 1894
صفحه از 503
پرینت  ارسال به