و روي: إلاّ أمرا بمعروف، و كذلك ما بعده، و وجهه واضح، و سَماعِيَ الرفعُ، و وجه الرفع أنّ «إلاّ» مع ما بعده بمنزلة «غير» فكأنّه قال عليهالسلام: غيرُ أمرٍ بمعروف. و هو في موضع الصفة لكلام ابن آدم، فهو كقوله تعالى: «لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلاَّ اللّهُ لَفَسَدَتَا»۱، و المعنى: غير اللّه، و لقول الشاعر:
و كُلُّ أخٍ مفارِقُه أخوه
لَعمرُ أبيك إلاّ الفَرْقَدان۲
و هو محمول على مثل ذلك.
و فائدة الحديث: إعلام أنّ الأمر بالمعروف أو النهي عن المنكر أو ذكر اللّه تعالى هو الّذي يُجدي على ابن آدم، و يعود عليه بخير، و ما وراء ذلك فكُلُّه۳ عليه، يؤاخَذ به و يُسأَل عنه.
و راوية الحديث: اُمّ حبيبة زوج رسول اللّه صلىاللهعليهوآله.
۲۲۵.قوله صلىاللهعليهوآله: التُّؤَدَةُ وَ الاِقتِصادُ وَ التَّثَبُّتُ وَ الصَّمتُ جُزءٌ مِن سِتَّةٍ وَ عِشرِينَ جُزءاً مِنَ النُّبُوَّةِ.۴
«التُّؤَدَة»: الاستقامةُ و التثبُّتُ و السكون، و وزنُه فُعَلَة، و التاء بدل من الواو، و أصله وُأَدَة، و اتَّأَدَ و تَوَأَّدَ تَثَبَّتَ.
و «الاقتصاد»: توسُّطُ۵ الأمر بَين الأمرين كالإفراط و التفريط و نحو ذلك، وهو من القصد الَّذي هو استقامة الطريق.
و «التثبُّت»: تكلُّفُ الثبات الَّذي هو خلاف الزوال.۶