441
ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الأوّل

۲۱۷.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: الجُبنُ وَ الجُرأَةُ غَرائِزُ يَضَعُها اللّه‏ُ حَيثُ يَشاءُ.۱

«الجُبن»: ضعف القلب، و قد جَبَنَ يَجبُن مثل خَرَجَ يخرُج، فهو جَبان، و جبُن ـ بالضمّ ـ فهو جَبين۲، و يقال للمرأة أيضا جَبان كحَصان و رَزان۳. و «الجُرأة»: قوّة القلب و الشجاعة، و قد جَرُؤَ يَجرُؤُ جَراءَةً بالمدّ، و اجتَرَأَ، و يقال للجُرأة الجُرَة كالكُرَة فيُسقِطون الهمزة تخفيفا، و فلان جَريء المُقْدَم أي الإقدام.

و «الغريزة»: القريحة و الطبيعة الّتي غَرَزها اللّه‏ في الإنسان و طبعه عليها.

يقول[صلى‏الله‏عليه‏و‏آله]: إنّ الجبْن و الجرأة طبيعتان يخلقهما۴ اللّه‏ لمن يشاء من عباده ؛ يعني: قوّة القلب و ضعفه لا يَقدر على إحداهما آدميٌّ ؛ /۱۴۵/ لأنّهما من فعل اللّه‏ تعالى خاصّةً ؛ لأنّ أعنّة القلوب بيده تعالى و تقدّس.

و في الحديث: قلبُ ابنِ آدَمَ بين إصبَعَينِ من أصابع الرحمن۵ ؛ أي يقدِّره و يقلِّبه حيث ما شاء، كما يكون بين إصبعيك شيء فتقلِّبه، و هذا مَثَل.

و فائدة الحديث: أنّ الجبن و الجرأة فِعلان من فعل اللّه‏ تعالى، يختصّ بكلّ منهما ما يشاء من خلقه.

و راوي الحديث: أبو هريرة.

۲۱۸.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: مِن كَنزِ البِرِّ كِتمانُ المَصائِبِ وَ الأَمراضِ وَ الصَّدَقَةِ.۶

«البِرّ» أصله: التوسّع في الخير، كما أنّ البَرَّ الأرض الواسعة، و يوصَف العبد بالبِرّ فيقال:

1.. مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۱۹۷ ، ح ۲۹۷ ؛ كشف الخفاء ، ج ۱ ، ص ۳۳۱ ، ح ۱۰۶۵ ؛ النهاية في غريب الحديث ، ج ۳ ،ص ۳۵۹ .

2.«ألف» : جين .

3.. امرأةٌ رَزان : إذا كانت ذات ثياب و وقار و عفاف و كانت رَزينةً في مجلسها . لسان العرب ، ج ۱۳ ، ص ۱۷۹ رزن .

4.. «ألف» : يحافهما .

5.. علل الشرائع ، ج ۲ ، ص ۶۰۴ ، ح ۷۵ ؛ المجازت النبويّة ، ص ۳۴۶ ؛ الإيضاح لابن شاذان ، ص ۵۳۲ ؛ الأمالي للسيّد المرتضى ، ج ۲ ، ص ۲ ؛ مسند أحمد ، ج ۲ ، ص ۱۶۸ ؛ و ج ۳ ، ص ۱۱۲ ؛ و ج ۶ ، ص ۹۱ و ۳۰۲ و . . . ؛ صحيح مسلم ، ج ۸ ، ص ۵۱ ؛ سنن ابن ماجة ، ج ۱ ، ص ۷۲ ، ح ۱۹۹ مع اختلاف في اللفظ بين المصادر .

6.مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۱۹۸ ، ح ۲۹۸ ؛ الكامل لابن عدي ، ج ۳ ، ص ۲۳۴ ؛ ذكر أخبار أصبهان ، ج ۲ ، ص ۴۲ ؛ كنز العمّال ، ج ۳ ، ص ۲۹۹ ، ح ۶۶۴۳ . الأمالي للمفيد ، ص ۸ ، ح ۴ ؛ و ص ۷۹ ، ح ۱۰۳ و فيهما عن الإمام الصادق عليه‏السلاممع اختلاف يسير ؛ تحف العقول ، ص ۲۹۵ (و فيه عن الإمام الباقر عليه‏السلام مع اختلاف يسير) ؛ الدعوات ، ص ۱۶۷ ، ح ۴۶۲ ؛ بحار الأنوار ، ج ۷۸ ، ص ۲۰۸ (و فيه مرسلاً عن الرسول صلى‏الله‏عليه‏و‏آله) .


ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الأوّل
440

تنكيرها مثل تنكير سلام. و «العرب»: وُلْدُ إسماعيل۱ عليه‏السلام ؛ كأنّهم سُمّوا بذلك لأنّهم أفصحوا باللغة العربيّة البيّنة، و الإعراب التبيين۲، فيخبر النبيُّ ۳صلى‏الله‏عليه‏و‏آله عمّا سيشمل العرب بعده من الخلاف و الشقاق و سلّ السيوف و المماراة و المجادلة، و كان كما قال صلى‏الله‏عليه‏و‏آله، و لعلّه لم يُقتَل في اُمّة من الاُمم ما قتل في اُمّة محمّد عليه‏السلام، و إذا تفكّرتَ في ذلك بانت لك صحّته ؛ انظر إلى ما كان في أيّام الصحابة رضوان اللّه‏ عليهم، ثمّ إلى ما كان في الدولة الاُمويّة، ثمّ إلى الدولة العبّاسيّة، كفانا اللّه‏ فتن۴ آخر الزمان. و الإخبار بذلك كلّه علم مُعجز للنبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله.

و عن زينب بنت جحش قالت: دخلتُ۵ على رسول اللّه‏ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله و قال: لا إله إلاّ اللّه‏، ويل للعرب من شرٍّ قد اقتَرب،۶ فُتح۷ اليوم مِن ردم يأجوج و مأجوج مثل هذه، و حلّق بإصبعه الأبهام و الّتي تليها.

قالت زينب: فقلت: يا رسول اللّه‏، أ فنهلك و فينا الصالحون؟! قال: نعم، إذا كثر الخبث.۸ و الخبث۹ الشرّ و المكروه.

يجوز أن يكون هذا الكلام حقيقةً، و يجوز أن يكون مثلاً لشرٍّ تَفاقَمَ۱۰ صَدعُه۱۱، أو خبر۱۲ /۱۵۵/ أخبره اللّه‏ تعالى به ممّا يكرهه لأهله و لاُمّته، و اللّه‏ أعلم.

و فائدة الحديث: الإخبار بما سيكون بعده.

و راوي الحديث: أبو هريرة.

1.. قوله رضي اللّه‏ تعالى عنه : «و القَرَبُ وُلْدُ إسماعيل» فيه نظر و إن ذهب بعضهم إليه كالمبَّرد ؛ و لكنَّ الراجح و الَّذي عليه جُمهور النسَّابين و المؤرِّخين أنَّ إسماعيل عليه‏السلامهو جَدُّ العرب العدنانية ؛ أمَّا القحطانيُّون المصطلح على قسمتهم باليمانيِّين اليمن فليس مِنْ وُلْدِ إسماعيل ، و للتفصيل موضع غير هذا . (عبد الستّار) .

2.. «ألف» : التبيّن .

3.«ألف» : ـ النبيّ .

4.. «ألف» : فن .

5.«ب» : دخل .

6.. مسند أحمد ، ج ۶ ، ص ۴۲۸ ؛ صحيح البخاري ، ج ۴ ، ص ۱۰۹ ؛ و ج ۸ ، ص ۱۰۴ ؛ صحيح مسلم ، ج ۸ ، ص ۱۶۵ .

7.. «ألف» : فيح .

8.. مسند أحمد ، ج ۶ ، ص ۴۲۸ ؛ صحيح البخاري ، ج ۴ ، ص ۱۰۹ ؛ سنن ابن ماجة ، ج ۲ ، ص ۱۳۰۵ ؛ سنن الترمذي ، ج ۳ ، ص ۳۲۵ ، ح ۲۲۸۲ .

9.. «ألف» : + و .

10.. الأمر الأفقَم : الأعوج المخالف ، و أمرٌ متفاقم ، و تَفاقَمَ الأمرُ أي عَظُمَ ، و فَقُمَ الأمرُ فُقوما : عَظُمَ . انظر : لسان العرب ، ج ۱۲ ، ص ۴۵۷ فقم .

11.. الصَّدْع : الشَّقُّ في الشيء الصلب كالزجاجة و الحائط و غيرهما ، و جمعه صُدوع . لسان العرب ، ج ۸ ، ص ۱۹۴ صدع .

12.. «ب» : خير .

  • نام منبع :
    ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الأوّل
    سایر پدیدآورندگان :
    تالیف: الإمام السید ضیاء الدین أبو الرضا فضل الله بن علیّ بن عبید الله الحسنی الراوندی؛ تحقیق: مهدي سليماني آشتياني
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1397
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 2119
صفحه از 503
پرینت  ارسال به