البصيرة.
و راوي الحديث: جابر بن عبد اللّه.
۲۱۱.قوله صلىاللهعليهوآله: اُمَّتي الغُرُّ المُحَجَّلونَ مِن آثارِ الوُضُوءِ.۱
«الغُرّة»: البياض، و «الأغَرّ»: الأبيض، و غُرّة الفرس: بياض جبهته فوق سعة الدرهم، و الأصل في «غ ر ر»: الأثر الظاهر، و غَرُّ الثَّوب: أثر مَكاسره و مطاويه، و يُجمع الأغرّ غُرّا و غُرّانا.
و «التحجيل» في أربع قوائم الفرس أو في ثلاث منها أو في رجليه قلّ أو كثر، و اشتقاقه من الحَجْل و هو القيد و الخلخال، و الحِجْل لغة فيه ؛ لأنّ البياض منه في۲ موضع الخلخال۳ و موضع الأحجال، و يكنّى بالغُرَّة و التحجيل عن الشهرة و العرفان ؛ يقال: يومٌ أغَرُّ محجَّل ؛ أي مشهور مشهود، فيُثني صلىاللهعليهوآله على اُمّته بأنّهم۴ البيض الوجوه و الأطراف من آثار ماء الوضوء على أعضاء۵ الطهارة في الدار الدنيا ليتمكّنوا من عبادة اللّه تعالى، و أنّ اللّه تعالى يورثهم يوم القيامة عوضا عن ذلك بياضا و نورا في أعضاء طهارتهم كما قال تعالى: «يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَ الْمُؤْمِنَاتِ يَسْعَى نُورُهُمْ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَ بِأَيْمَانِهِمْ»۶، و كما قال اللّه تعالى: «سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ»۷، و كلّ ذلك عبارة عن النور الساطع الّذي يشرّف اللّه تعالى به عبده /۱۵۰/ يوم القيامة.
و روى أبو هريرة أنّه قيل لرسول اللّه صلىاللهعليهوآله: أ تعرف اُمّتَك يوم القيامة؟ فقال عليهالسلام: أ رأيت لو كان لرجل خيل غُرٌّ محجّلة في خيل دُهْمٍ۸ بُهْمٍ۹، أ لا يعرف خيله؟ فقالوا: بلى يا رسول اللّه. قال:
1.مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۱۹۴ ، ح ۲۹۰ ؛ مسند زيد بن عليّ عليهالسلام ، ص ۷۵ ؛ مسند أحمد ، ج ۲ ، ص ۳۶۲ ؛ صحيح مسلم ، ج ۱ ، ص ۱۴۹ ؛ السنن الكبرى ، ج ۱ ، ص ۷۷ ؛ مسند أبي يعلى ، ج ۱۱ ، ص ۲۹۵ ، ح ۶۴۱۰ ؛ المعجم الأوسط ، ج ۲ ، ص ۲۷۷ مع اختلاف يسير في كلّ المصادر غير الأوّل .
2.. «ألف» : ـ في .
3.«ب» : ـ موضع الخلخال و .
4.. «ألف» : أنّهم .
5.«ب» : ماء وضوء أعضاء .
6.. الحديد ۵۷ : ۱۲ . ۶. «ألف» : ـ و .
7.. الفتح ۴۸ : ۲۹ .
8.. الدُّهْم : جمع الأدهَم : الأسود يكون في الخيل و الإبل و غيرهما . لسان العرب ، ج ۱۲ ، ص ۲۰۹ دهم .
9.. البُهْم : واحدها بَهيم و هو الذي لا يخالط لونَه لَونٌ سواه من سواد كان أو غيره . انظر : لسان العرب ، ج ۱۲ ، ص ۵۹ بهم .