421
ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الأوّل

عندي إلاّ التراب!

و قضى في الجاهليّة أكثَمُ بن صيفيٍّ۱ بالولد للفراش فأَقَرَّه اللّه‏ في الإسلام، و قضى به رسول اللّه‏ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله، و أدرك أكثمُ الإسلامَ و له مئتا سنة على ما روي، و له أربعون ولدا ذكورا۲ لصلبه.۳

و فائدة الحديث: الحُكم بالولد للفراش، و نفي الدِّعوة۴ الّتي كانت الجاهليّة تستلحق بها الأولاد.

و راوي الحديث: أبو هريرة.

۲۰۶.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: الضِّيافَةُ عَلَى أَهلِ الوَبَرِ، وَ لَيسَت عَلى أَهلِ المَدَر.۵

«الضَّيف»: مَن مال إليك فنزل عليك، و أصل «ض ي ف» في كلام العرب /۱۴۶/: الميل، و منه: أضفتُ الشيء إلى الشيء أي أمَلْته، و الإضافة في كلام أهل النحو من ذلك، و

1.. التميميُّ حَكيم العرب المعروف في الجاهليَّة . و يقال : إنَّ يحيى بن أكثمَ القاضي في أيّام المأمون هو مِن ذُرِّيَّة أكثَم المذكور ، من البطون النازلة . عبد الستّار .

2.«ب» : ذكورة .

3.. راجع : كنز الفوائد للكراجكي ، ص ۲۴۹ و ۲۵۰ ؛ الإصابة لابن حجر ، ج ۱ ، ص ۳۵۰ .

4.. «ألف» : للدعوة .
و الدِّعوة ـ بكسر الدال المهملة ـ في النَّسَب خاصَّةً عند أكثر العرب ؛ و أمّا الدَّعوة ـ بفتح الدال المهملة ـ فهي دعوة الطَّعام ، وعديُّ الرِّباب ـ وهم بطن مِن طابِخةَ المَضريَّة ـ يَعكسون ؛ إذ يَفتحون الدالَ في النَّسب ، و يَكسِرونها في الطعام .

5.. مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۱۹۰ ، ح ۲۸۴ ؛ صحيح ابن حبّان ، ج ۱۳ ، ص ۸۹ ؛ الكامل لابن عدي ، ج ۱ ، ص ۲۷۳ ؛ تاريخبغداد ، ج ۵ ، ص ۱۷۷ ؛ الاستذكار ، ج ۸ ، ص ۳۶۸ ؛ التمهيد ، ص ۲۱ ، ح ۴۴ ؛ الجامع الصغير ، ج ۲ ، ص ۱۲۸ ، ح ۵۲۴۳ ؛ كنز العمّال ، ج ۹ ، ص ۲۴۷ ، ح ۲۵۸۶۷ ؛ كشف الخفاء ، ج ۲ ، ص ۳۶ ، ح ۱۶۴۵ .


ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الأوّل
420

فدى لك مِن أخي ثِقةٍ إزاري.۱

و يقال: «فلان كريم المَفارش» إذا كان كريم النساء، و «افترش الرجلُ المرأةَ» كناية عن البِضاع۲، و «افتَرش ذراعيه» بسطهما. و «العَهْر»: الزنى، يقال: عَهَرَ فهو عاهر، و العِهر ـ بالكسر ـ اسم للزنى۳، و هذه امرأة عاهرة و معاهِرة و عَيهَرة۴، و تَعَيهَرَ۵ الرجُلُ: فَجَرَ.

و في الحديث: اللّهمّ أبدِله بالعَهر العفّةَ.۶

فيقول صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: الولد ملحق بصاحِبَي الفراش و إن كان ما كان ؛ سترا على المسافحَين و حفظا۷ لذات البين و تنزيهةً۸ من الشين، و هذه رحمة من اللّه‏ تعالى ؛ أعني إلحاقَ الولد بالفراش سترا على الفاسقين، و إبقاءً على صاحب المرأة، و تحرّيا للولد حتى لا يعيَّر و لا يُرمى بذلك، فتبارك اللّه‏ الّذي يَرحم خلقه!

و قوله عليه‏السلام: «و للعاهر الحجر» لا يعني به الرجم ؛ إنّما هو مَثَلٌ أي لا نصيب له في الولد في حكم الشريعة.

و روي في سبب هذا الحديث: أنّ رجُلاً قال: يا رسول اللّه‏، إنّ فلانا ولدي عهرتُ باُمّه في الجاهليّة، فقال صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: لا دعوة في الإسلام ؛ /۱۳۷/ ذهبَ أمرُ الجاهليّة ؛ الولد للفراش، و للعاهر الحجر.۹

و لفظ الحجر هنا۱۰ معناه الخَيبة و الحرمان، كقولك للذي تُخيّبه من خيرك۱۱: ما لك

1.. صدر البيت : «ألا أبلغ أبا حفص رسولاً» ، اُنظر : التذكرة الحمدونية ، ج ۸ ، ص ۳۰۹ ؛ شرح مقامات الحريري ، ج ۳ ،ص ۳۳۶ .

2.. البِضاع و المباضَعَة: الجِماع. انظر: لسان العرب، ج۸ ، ص۱۴ بضع.

3.«ألف» : المزنى .

4.. «ألف» : ـ عيهرة .
و العَيهَرَة : الّتي لا تستقرّ مكانها من غير عفّة . لسان العرب ، ج ۴ ، ص ۶۱۳ عهر .

5.. «ألف» : يعتهر .

6.. المجموع للنووي ، ج ۲۰ ، ص ۳۳۴ ؛ عمدة القاري ، ج ۱۱ ، ص ۱۶۹ ؛ النهاية في غريب الحديث ، ج ۳ ، ص ۳۲۶ .

7.. «ألف» : ـ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله : الولد ملحق ... و حفظا .

8.. «ألف» : بريّة .

9.. مسند أحمد ، ج ۲ ، ص ۱۷۹ و ۲۰۷ ؛ سنن أبي داود ، ج ۱ ، ص ۵۰۷ ، ح ۲۲۷۴ ؛ الاستذكار لابن عبد البرّ ، ج ۷ ، ص ۱۶۴في كلّها مع اختلاف يسير في اللفظ .

10.. «ب» : ـ هنا .

11.. «ألف» : غيرك .

  • نام منبع :
    ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الأوّل
    سایر پدیدآورندگان :
    تالیف: الإمام السید ضیاء الدین أبو الرضا فضل الله بن علیّ بن عبید الله الحسنی الراوندی؛ تحقیق: مهدي سليماني آشتياني
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1397
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 2136
صفحه از 503
پرینت  ارسال به