41
ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الأوّل

فحمدت سيرته، ذكره الشيخ أبو الحسن عليّ بن بابويه في فهرس أسامي علماء الإماميّة، و وصفه بالعلم و الفضل».۱

و لأبيه أشعار كثيرة يخاطبه بها، فمن ذلك قوله يخاطبه:

أ قرّة عيني إنّني لك ناصح

و إنّ سبيل الرشد دونك واضح۲

لقيه العماد الكاتب الأصفهاني (سنة ۵۴۷ ق)، و حصلت بينهما صداقة تامّة، و أثنى عليه ثنائاً جميلاً، و قال:

ولده السيّد أبو المحاسن أحمد بن أبي الرضا الراونديّ، كان شابّاً يتوقّد ذكاءً، محبوب الشكل، عزيز المثل، غزير الفضل ؛ طال ما أنسنا بفوائده، و اقتبسنا من فرائده، و تجارينا في حلبة الأدب، و تجاذبنا أعنّة الإرب، و أجّلنا قداح الآراء، و جلونا أقداح الآلاء، و هو شريف الفطرة، كريم النشأة، لطيف العشرة، متّقد الفطنة، حلو الفكاهة، خلو من السفاهة، وهو يتردّد في كلّ سنة إلى أصبهان من قاشان، مرّةً أو مرّتين، و يتحفنا من رؤيته و روايته بكلّ مرّة للقلب و قرّة للعين، و مضى شيخنا عبد الرحيم بن الإخوة في بعض السنين إلى قاشان، فكتب إليه أو إلى والده:

قد جئت مرّات إلى جيّنا

فقاسنا يوماً بقاسانكم

و سافرت في آخر سنة تسعٍ و أربعين إلى بغداد و هو و والده بقاشان، في بهرة القبول و عرض الجاه و الطول، و روض الإقبال المطلول، و ربع الفكاهة المأهول، فسمعت بعد سنين أنّ بدر الكمال نقص ثمّ استسرّ، و أنّ عيش والده من بعده مرّ، و أنّ ذلك الغصن الرطيب ذوى، و أنّ ذلك النجم المنير هوى، و في الترب ثوى، فهدّت قوّة متن الشيخ، و عاد موت الفرع يضعّف قوّة الأصل و السنخ. و خرجتُ من بغداد سنة اثنتين و ستّين و

1.. الدرجات الرفيعة ، ص ۵۲۱ .

2.. ديوان الراوندي ، ص ۱۸۳ . راجع لترجمته : الفهرست لمنتجب الدين ، ص ۲۲ برقم ۳۷ ؛ جامع الرواة ، ج ۱ ، ص ۵۸ ؛ أملالآمل ، ج ۲ ، ص ۲۰ برقم ۴۹ ؛ رياض العلماء ، ج ۱ ، ص ۵۴ ؛ تنقيح المقال ، ج ۱ ، ص ۴۴۲ ، برقم ۴۴۹ ؛ أعيان الشيعة ، ج ۳ ، ص۶۴ ؛ طبقات أعلام الشيعة ، ج ۲ ، ص ۱۳ ؛ معجم رجال الحديث ، ج ۲ ، ص ۱۸۸ ، برقم ۷۵۲ .


ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الأوّل
40

عبد اللّه‏ الجعفري و أخاه رضيّ الدين محمّد، في ربيع الأوّل ۵۹۷ه، كما في مخطوطة صحاح اللغة في المكتبة العامرة المرعشية بقم المقدّسة.۱

لم نظفر بتاريخ وفاته، لكنّه كان حيّاً حتّى ربيع الأوّل ۵۹۷ه، كما في الإجازة التي مضى ذكرها آنفاً للأمير أبي المجد و أخيه رضيّ الدين محمّد.

أو حتّى ربيع الأوّل سنة ۶۰۱، على ما في مخطوطة نهج البلاغة في المكتبة المرعشية و فيها: «... ثمّ بعد ذلك على ابنه السيّد الإمام الكبير عزّ الدين المرتضى ـ رضي اللّه‏ عنه و أرضاه، و جعل الجنّة مأواه ـ... شهر ربيع الأوّل سنة إحدى و ستمئة هجرية...».۲

و على هذا تكون وفاته بين ۵۹۷ و ربيع الأوّل ۶۰۱ ه. و اللّه‏ أعلم بحقائق الاُمور.

۲ ـ أبو المحاسن كمال الدين أحمد بن فضل اللّه‏ الحسني الراوندي

كان أحد علماء الإمامية، أديباً حافظاً للأشعار، عَبِق السيرة. و قد وُلِّي القضاء بكاشان. ذكره منتجب الدين في فهرسته و قال: «عالم، فاضل، قاضي قاشان».۳ و ذكره أيضاً ابن الفوطي في مجمع الآداب، و نقل ما قال العماد الكاتب.۴

اعتنى به أبوه، فأقبل على طلب العلم منذ حداثة سنّه، و أجاز له شيخا أبيه: عليّ بن عليّ بن عبد الصمد التميمي (في سنة ۵۲۹ ق)،۵ و السيّد أبو البركات محمّد بن إسماعيل المشهدي (في سنة ۵۳۳ ق).۶

قال السيّد علي خان المدني رحمه‏الله في الدرجات الرفيعة:

«السيّد أبو المحاسن أحمد ابن السيّد الإمام فضل اللّه‏ بن عليّ الحسنيّ الراونديّ، الملقّب بكمال الدين ؛ تقدّم ذكر أبيه و أخيه، و كان عالماً فاضلاً، وُلّي القضاء بقاسان،

1.. فهرست مرعشي ، ج ۹ ، ص ۳۵۱ .

2.. فهرست مرعشي ، ج ۳۳ ، ص ۵۳۱ .

3.. الفهرست لمنتجب الدين ، ص ۳۹ ، رقم ۳۷ .

4.. مجمع الآداب ، ج ۴ ، ص ۱۱۲ ، رقم ۳۴۶۶ .

5.. رياض العلماء ، ج ۴ ، ص ۲۷۱ ؛ مستدرك الوسائل و مستنبط المسائل ، الخاتمة ، ج۳ ، ص ۱۱۱ .

6.. الذريعة إلى تصانيف الشيعة ، ج۱ ، ص ۲۱۸ .

  • نام منبع :
    ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الأوّل
    سایر پدیدآورندگان :
    تالیف: الإمام السید ضیاء الدین أبو الرضا فضل الله بن علیّ بن عبید الله الحسنی الراوندی؛ تحقیق: مهدي سليماني آشتياني
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1397
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 1958
صفحه از 503
پرینت  ارسال به