393
ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الأوّل

كلام العرب، و أصل «ف ج ر» في كلامهم: الشَّقّ الواسع، يقال: فَجَرتُ الماءَ أفجُره فَجرا، و فجّرته للتكثير۱، و الفَجْرَة: مَفتح الماء، و الفُجور الفسق من ذلك كأنّه شقُّ لباس الأمانة و تخريق۲ ستر الصيانة.

و «البَلقَعَة»: الأرض القَفْر الّتي لا أثر بها، هذه إذا اُفردَتْ و سُمّي بها، فإذا وُصف بها قلت: دارٌ۳ بَلْقَعٌ و منزل بَلقع.

يقول صلى‏الله‏عليه‏و‏آله مخوِّفا من عاقبة اليمين الكاذبة: إنّها تُخَرِّب الدور، و تُزيل النعم ؛ و الإنسان إذا حلف كاذبا لاستجلاب شيء من حطام الدنيا، فقد جعل ربّه ـ عزّ و جلّ ـ وُصلةً إلى الباطل، و تعبَّث۴ باسمه الكريم في ما لا أصل له، فهي ممّا تورث زوال النعمة في الدنيا و النارَ في الآخرة نعوذ باللّه‏ منها، و إذا قال عليه‏السلام: الحلف حنثٌ أو ندم۵، فأفصح بأن قال۶: اليمين الصادقة تورث الندامة، فكيف الكاذبة الّتي يبارِز العبدُ بها ربّه، أعاذنا اللّه‏ تعالى من ذلك.

و فائدة الحديث: الزجر عن الإقدام على اليمين الكاذبة استصلاحا لأمر من اُمور الدنيا.

و راوي الحديث: أبو هريرة.

۱۸۷.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: اليَمينُ الكاذِبَةُ مَنفَقَةٌ لِلسِّلعَةِ، مَمحَقَةٌ لِلكَسب.۷

1.. «ألف» : فجره فجرا ، و فجرته بالكسر .

2.«ألف» : تحريق .

3.. «ألف» : ذات .

4.«ألف» : تعنّت .

5.. قد مضى تخريجه سابقا .

6.. «ب» : ـ قال .

7.. مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۱۷۷ و ۱۷۸ ، ح ۲۵۶ ـ ۲۵۸ ؛ مسند أحمد ، ج ۲ ، ص ۲۳۵ و ۴۱۳ ؛ صحيح البخاري ، ج ۳ ،ص ۱۲ ؛ صحيح مسلم ، ج ۵ ، ص ۵۶ ؛ سنن أبي داود ، ج ۲ ، ص ۱۱۰ مع اختلاف يسير في الأربعة الأخيرة . و راجع :الكافي ، ج ۵ ، ص ۱۶۲ ، ح ۲ ؛ مستدرك الوسائل ، ج ۱۶ ، ص ۳۹ ، ح ۱۹۰۵۶ .


ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الأوّل
392

و فائدة الحديث: الأمر بالصدق و إسقاط الحِيَل و المخادعات من البين۱.

و راوي الحديث: عبد اللّه‏ بن مسعود.

۱۸۵.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: الحَلْفُ حِنْثٌ أو نَدَمٌ.۲

«الحِنث» أصله الذنب و الإثم، و حَنِثَ في يمينه إذا لم يكن منه وفاء بالمحلوف۳ عليه فيأثم، و بلغ [الغلامُ]الحِنثَ أي الحدَّ الّذي يُكتب الذنب عليه۴، و تَحَنَّثَ تجنّب الحنثَ كتأثّم و تعذّر. و «النَّدَم»: التحسّر على ما فات وقته، و معنى۵ قوله عليه‏السلام: /۱۲۵/ «حنث أو ندم» النهي عن اليمين و تولّع الإنسان بها، و أن يحلف على كلّ حقّ و باطل، و اسم اللّه‏ تعالى أجَلُّ و أعزّ أن يُبتذل لعَرَض من أعراض۶ الدنيا و حطامها.

فيقول صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: إنّه لا يخلو مِن أن تَبَرَّ يمينُه أو تَفجُر، و أن يَفي بما حلف عليه أو۷ يغدر، فإن حلف كاذبا فقد حنث و أثم، و إن حلف صادقا ندم على ابتذاله اسم اللّه‏ تعالى في محقّرٍ من أمر الدنيا، فالأولى أن يحفظ لسانه عن۸ اعتياد الحلف.

و فائدة الحديث: النهي عن تعوّد اليمين حتّى يستقيم اللسان عليه و يتعوّده ؛ تنزيها لاسم اللّه‏ تعالى، و احتراما لذكره في أغراض الدنيا.

و راوي الحديث: عبد اللّه‏ بن عمر۹.

۱۸۶.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: اليَمينُ الفَاجِرَةُ تَدَعُ الدِّيارَ بَلاقِعَ.۱۰

/۱۳۲/ «الفُجور»: الفسق، و الفجور: الكذب۱۱، و الفجور: الميل ؛ على كلّ۱۲ هذا ورد في

1.«ألف» : الناس .

2.. مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۱۷۹ ، ح ۲۶۰ و ۲۶۱ ؛ سنن ابن ماجة ، ج ۱ ، ص ۶۸۰ ، ح ۲۱۰۳ ؛ المستدرك للحاكم ، ج ۴ ،ص ۳۰۳ ؛ السنن الكبرى ، ج ۱۰ ، ص ۳۰ ؛ المصنّف لابن أبي شيبة ، ج ۳ ، ص ۵۱۲ ؛ و ج ۵ ، ص ۲۶۱ ؛ مسند أبي يعلى ، ج ۹ ، ص ۴۳۷ ، ح ۵۵۸۷ ؛ و ج ۱۰ ، ص ۶۲ ، ح ۵۶۹۷ ؛ صحيح ابن حبّان ، ج ۱۰ ، ص ۱۹۸ ؛ المعجم الأوسط ، ج ۸ ، ص ۲۱۰ .

3.. «ب» : في المحلوف .

4.. «ب» : عليه الذنب .

5.. «ألف» : فمعنى .

6.. «ألف» : لغرض من أغراض .

7.. «ألف» : و .

8.. «ألف» : من .

9.. «ألف» : «عبد اللّه‏ بن مسعود» ، و صوابه : ابن عمر .

10.. مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۱۷۶ ، ح ۲۵۵ ؛ السنن الكبرى ، ج ۱۰ ، ص ۳۵ ؛ مسند الشاميّين ، ج ۳ ، ص ۳۹۸ ، ح ۲۵۴۳ وفيه مع اختلاف ؛ مسند أبي حنيفة ، ص ۲۴۳ . الكافي ، ج ۲ ، ص ۳۴۷ ، ح ۴ (و فيه مع اختلاف عن الإمام عليّ عليه‏السلام) ؛ و ج ۷ ، ص ۴۳۵ ، ح ۲ (مع اختلاف فيه أيضا) ؛ ثواب الأعمال ، ص ۲۲۶ ؛ عوالي اللآلي ، ج ۱ ، ص ۲۶۲ ، ح ۴۸ (و فيه : «الكاذبة» بدل «الفاجرة» ) .

11.. «ألف» : ـ و الفجور الكذب .

12.. «ألف» : ـ كلّ .

  • نام منبع :
    ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الأوّل
    سایر پدیدآورندگان :
    تالیف: الإمام السید ضیاء الدین أبو الرضا فضل الله بن علیّ بن عبید الله الحسنی الراوندی؛ تحقیق: مهدي سليماني آشتياني
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1397
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 1915
صفحه از 503
پرینت  ارسال به