385
ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الأوّل

هجومها، و لا يترك أن ترتكبه المصيبة، بل يجب أن يصبِّر نفسَه و يذكّرها عاقبة الدنيا و زوالها و نفادها، و يستسلم و ينزل تحت۱ حكم اللّه‏ تعالى، و يَعلم أنّ الخيرة فيما اختارها اللّه‏۲، و يسلِّم زمام الأمر إليه ؛ فإنّه الحكيم الّذي لا يعارَض. و إن لم يَفعل ذلك، و لَدَم۳ صدره، و ضرب وجهه، و شقّ جيبه، و لطم۴ فخِذيه، و دعا بالويل و الثبور، فما أقَلَّ غَناء۵ ذلك ! بل يفوِّت نفسَه الفضيلة، و يجلب إليها الرذيلة.

و روي: أنّ أمير المؤمنين عليه‏السلام شيّع جنازةً فرآهم يبكون، فقال عليه‏السلام: على مَ۶ تبكون؟! و اللّه‏ِ لو عاينتم ما عاين ميّتكم هذا لأذهلَتكم معاينتكم عن ميّتكم.۷

و في الحديث: مَن تَعزّى بعزاء الجاهليّة فأعِضّوه۸ بِهَنِ أبيه، و لا تَكْنوا.۹

و قيل في معنى الحديث بعينه أنّ تَعزّى بمعنى اعتزى أي انتَسَبَ، و هو قولهم: يا لَفلانٍ. هذه لام الاستغانة۱۰.۱۱

و قال عليه‏السلام: ليس مِنّا مَن لَطَمَ الخُدودَ، و شَقَّ الجيوب، و دعا بدعاء الجاهليّة.۱۲

و لا يختصّ الصبر في هذا الحديث بمصيبات الموت، بل في جميع الشدائد و الأحوال ؛ فإنّه يتعيّن على المرء أن يُثبِت قدمه في أوّل وهلة ممّا يَحلّ به، و إلاّ فليستعدّ للفزع و

1.. «ألف» : عند .

2.. «ب» : «اختار» بدل «اختارها اللّه‏» .

3.. لَدَمَتِ المرأةُ صدرَها أو وجهَها : ضربتْه . لسان العرب ، ج ۱۲ ، ص ۵۳۹ لدم .

4.. اللَّطم : ضربُ الخدّ و صفحات الجسم ببسط اليد . كتاب العين ، ج ۷ ، ص ۴۳۳ ؛ لسان العرب ، ج ۱۲ ، ص ۵۴۲ لطم .

5.. «ألف» : عناء . وهو تصحيف ظاهر .

6.. «ألف» : ـ على مَ .

7.. حلية الأولياء ، ج ۱ ، ص ۷۷ ؛ نهج السعادة ، ج ۳ ، ص ۳۰۱ .

8.. «ألف» : فاعصوه .

9.. مسند أحمد ، ج ۵ ، ص ۱۳۶ ؛ السنن الكبرى للنسائي ، ج ۵ ، ص ۲۷۲ ، ح ۸۸۶۴ ؛ صحيح ابن حبّان ، ج ۷ ، ص ۴۲۴ .

10.. «ألف» : الاستعانة .

11.. اُنظر : الفائق في غريب الحديث ، ج ۲ ، ص ۳۵۸ .

12.. مسند أحمد ، ج ۱ ، ص ۴۵۶ ؛ صحيح البخاري ، ج ۲ ، ص ۸۲ ؛ مسند أبي يعلى ، ج ۹ ، ص ۱۲۷ .


ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الأوّل
384

بَشَّراه بالنعيم المقيم۱، و إن أنكرا أمره بشّراه بالحميم و تصلية الجحيم و العذاب الأليم، فهو أوّل اُمور الآخرة الّتي تعرض لابن آدم.

و روي: أنّ عثمان بن عفّان كان يجزع من القبر أكثر ممّا كان۲ يجزع من غيره، فقيل له في ذلك؟ فقال: هو أوّل منزل يَبين فيه الخير و الشرّ و يبدو فيه۳ عنوان الأمر.۴

و فائدة الحديث: تعريف أنّ الإنسان إذا /۱۲۸/ تبوّأ قبره وقف على جميع أحواله و حقيقة مآله.۵

و راوي الحديث: عثمان بن عفّان.

۱۷۹.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: الصَّبرُ عِندَ الصَّدْمَةِ الاُولى.۶

/۱۲۲/ أصل «الصَّدْم»: ضرب الشيء الصُّلب بمثله، و الفَرَسان يعدوان فيتصادمان.

و كتَبَ عبد الملك إلى الحَجّاج: وَلَّيتك العراقين صَدْمةً، فسِرْ إليهما. و يقال: «افعل الأمرين صَدْمَةً۷ واحدة» أي دفعةً واحدةً.۸

و معنى الحديث: أنّه ينبغي أن يصبر الإنسان عند فورة المصيبة۹ و حميمها۱۰ و

1.. «ألف» : ـ المقيم .

2.. «ب» : ـ كان .

3.. «ب» : ـ فيه .

4.. لم نعثر عليه .

5.. «ألف» : آماله .

6.. مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۱۷۲ ، ح ۲۴۹ ؛ صحيح البخاري ، ج ۲ ، ص ۸۴ ؛ صحيح مسلم ، ج ۳ ، ص ۴۰ ؛ سنن ابن ماجة ،ج ۱ ، ص ۵۰۹ ، ح ۱۵۹۶ . المجازات النبويّة ، ص ۳۵۸ ، ح ۲۷۶ ؛ عيون الحكم و المواعظ ، ص ۳۳۷ و فيه مع اختلاف ؛ مسكّن الفؤاد ، ص ۵۳ و ۹۹ ؛ بحار الأنوار ، ج ۷۹ ، ص ۹۰۳ و ۱۰۳ ؛ مستدرك الوسائل ، ج ۲ ، ص ۴۵۲ ، ح ۲۴۴۵ .

7.. «ألف» : ـ فسر إليهما . . . الأمرين صدمةً .

8.. الفائق في غريب الحديث ، ج ۲ ، ص ۲۴۱ ؛ غريب الحديث لابن قتيبة ، ج ۲ ، ص ۳۱۶ ؛ النهاية لابن الأثير ، ج ۱ ،ص ۲۲۲ .

9.. «ألف» : فوره بالمصيبة .

10.. «ب» : حميها .

  • نام منبع :
    ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الأوّل
    سایر پدیدآورندگان :
    تالیف: الإمام السید ضیاء الدین أبو الرضا فضل الله بن علیّ بن عبید الله الحسنی الراوندی؛ تحقیق: مهدي سليماني آشتياني
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1397
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 2062
صفحه از 503
پرینت  ارسال به