«الإمام»: من يؤتمُّ به، و لذلك يسمّى خَيط البَنّاء إماما ؛ لأنّه يَأتمّ به و يبنى على أثره، و يُجمع أئمّةً، و قوله تعالى: «وَ اجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَاما»۱، قيل: هو جمع اُمٍّ، و ۲قيل: هو مثل قولهم: دِرعٌ دِلاص۳ و دُروع دِلاص. و قيل: هو مصدر أَمَّ يَؤُمُّ أمّا و إماما، ككَتَبَ يكتُب كَتبا و كتابا۴، و كلّ ما يقتدى به من كتاب أو رسالة أو غير ذلك فهو إمام۵.۶ و «الضمان» هاهنا الحفظ و الرعاية.
فيقول صلىاللهعليهوآله: ينبغي أن يكون الإمام حافظا لصلاته، مراعيا لوقتها، عارفا بواجباتها و سننها، محيطا بها، و كيف لا يكون كذلك و قد قلّده القوم صلواتهم ؛ فإنّهم ربّما لا يقرؤون اتّكالاً على قراءته، فلو لا ضمانه لما صحّت صلاتهم من دون قراءة.
ثمّ قال عليهالسلام: و المؤذّن مؤتمَن ؛ أي ينبغي أن يكون مؤتمنا عارفا بأوقات الصلوات۷، محافظا لها، محتسبا في ذلك، غير مطالب عليه۸ أجرا، و لا مدّخر منه۹ ذخرا.
و لفظ الحديث و إن كان بلفظ الخبر، فالمعنى الأمر، يأمرهما بأن يكونا كذلك.
و فائدة الحديث: تحذير الإمام و المؤذّن من الإغفال و الإهمال لما۱۰ يجب عليهما فيما هما بصدده.
و راوي الحديث: أبو هريرة.
۱۶۸.قوله صلىاللهعليهوآله: المُؤَذِّنونَ أَطوَلُ النَّاسِ أعناقاً يَومَ القيامَةِ.۱۱
«التأذين» و الإيذان /۱۲۱/ بمعنى، و التأذين: كلّ إعلامٍ بِنداءٍ، قال تعالى: «فَأَذَّنَ مُؤَذِّنٌ
1.. الفرقان ۲۵ : ۷۴ .
2.«ألف» : ـ و .
3.. درعٌ دِلاص : برّاقة مَلساء ليّنة بيّنة الدَّلَص ، و الدِّلاص من الدروع : الليّنة ، و الجمع دُلُص . انظر : لسان العرب ، ج ۷ ، ص ۳۷ دلص .
4.. «ألف» : كتابا و كتبا .
5.. «ألف» : ـ فهو إمام .
6.. راجع : مجمع البحرين ، ج ۱ ، ص ۱۰۸ أمم .
7.. «ب» : الصلاة .
8.. «ألف» : ـ عليه .
9.. «ألف» : ـ منه .
10.. «ألف» : فيما .
11.. مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۱۶۶ ، ح ۲۳۵ ؛ مسند أحمد ، ج ۳ ، ص ۱۶۹ مع اختلاف يسير فيه ؛ و ج ۴ ، ص ۹۵ و ۹۸ ؛صحيح مسلم ، ج ۲ ، ص ۵ ؛ سنن ابن ماجة ، ج ۱ ، ص ۲۴۰ ، ح ۷۲۵ ؛ السنن الكبرى للبيهقي ، ج ۱ ، ص ۴۳۲ . ثواب الأعمال ، ص ۳۱ (فيه مع اختلاف يسير عن الإمام الصادق عليهالسلام) ؛ عيون الأخبار ، ج ۲ ، ص ۶۱ ، ح ۲۴۹ ؛ المجازات النبويّة ، ص ۸۴ ؛ عوالي اللآلي ، ج ۱ ، ص ۳۲۸ ، ح ۷۵ .