349
ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الأوّل

تَنزع الضغائن، و تميت الدفائن، و تزيد في العدد، و تنفُث۱ في العُقَد، /۱۱۳/ و تَحُلُّ المبرمَ من الاُمور حتّى كأنّ المُهدى إليه لا سمع له فيسمع ما تكرهه۲ و لا بصر فيبصر ما يسوؤك، و لا يخلو هذا الحديث من أحد وجهين: إمّا أن يكون أمرا بالمهاداة لتألُّف القلوب و اجتماع الشمل و الموافقة بين الناس كما قال عليه‏السلام: تَهادوا تزدادوا حبّا.۳

/۱۰۹/ و يجوز أن يكون نهيا للحكّام و الولاة عن قبول الهديّة ؛ فإنّهم إذا أسِفوا لذلك و مالوا إليه، فما أجدر حقوق الناس أن تبطل، و ما أقرب الباطل أن يتحقّق، و لذلك نُهي القضاة أن يقبلوا الهدايا لينظروا إلى الخصمين نظرا واحدا، و جبلّة الإنسان الميل إلى من أحسن إليه كما قال عليه‏السلام: جُبلت القلوب على حبّ من أحسن إليها، و بغض من أساء إليها.۴ و إذا شنعتَ لفظ الهديّة سمّيتها رشوةً، و هي المنهيُّ عنها شرعا.

و روي: أنّ أوّل من ارتشى في الإسلام يَرفَأُ۵ غلام عمر بن الخطّاب ؛۶ قال بعضهم: كان الدرهم يعرق في يدي حتّى اُناوله إيّاه.

و فائدة الحديث: إمّا الحثّ على التهادي لتكون مَدعاةً إلى المودّة، و إمّا الحثّ للولاة والي الأمر۷ أن لا يقبلوا الرُّشى و المصانَعات.۸

و راوي الحديث: أنس بن مالك.

۱۵۷.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: الخَيرُ مَعقودٌ في نَواصِي الخَيلِ إلَى يَومِ القيامَة.۹

«الخير» هو النفع الحَسَن المرغوب فيه، و بالعكس منه الشرُّ. و «الخيل»: اسم يقع على

1.. «ألف» : تنفت .

2.. «ألف» : يكرهه .

3.. المعجم الأوسط للطبراني ، ج ۶ ، ص ۵۴ ؛ مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۳۸۰ ، ص ۶۵۵ ؛ نزهة الناظر و تنبيه الخاطر ، ص ۱۹ ،ح ۴۵ .

4.. الكافي ، ج ۸ ، ص ۱۵۲ ، ح ۱۴۰ عن أبي عبد اللّه‏ عليه‏السلام ؛ من لا يحضره الفقيه ، ج ۴ ، ص ۳۸۱ ، ح ۵۸۲۶ ، و ص ۴۱۹ ، ح ۵۹۱۷ مرسلاً من دون تصريح باسم المعصوم عليه‏السلام ؛ تحف العقول ، ص ۳۷ عن النبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله ؛ مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۳۵۱ ، ح ۵۹۹ ؛ الجامع الصغير ، ج ۱ ، ص ۵۵۴ ، ح ۳۵۸۰ ؛ كنز العمّال ، ج ۱۶ ، ص ۱۱۵ ، ح ۴۴۱۰۲ .

5.. يَرفَأ ـ لَيَمنَع ـ : مولى عمر بن الخطّاب ، يقال : إنَّه أدرك الجاهليةَ ، و حَجَّ مع عُمَر في خلافة أبي بكر ، و له ذكر في الصحيحين ، و كان حاجبا على بابه . تاج العروس ، ج ۱ ، ص ۱۶۴ رفأ .

6.. قال في اُسد الغابة ج ۴ ، ص ۴۰۷ في ترجمة المغيرة بن شعبة ؛ هو أوّل من وضع ديوان البصرة ، و أوّل من رشى في الإسلام ؛ أعطى يَرفَأَ ـ حاجب عمر ـ شيئا حتّى أدخله إلى دار عمر . وراجع : الإصابة ، ج ۶ ، ص ۱۵۷ .

7.. «ألف» : الاُمراء .

8.. المصانعة : الرشوة ، و المخادعة ، و أن تصنع له شيئا ليصنع لك شيئا آخر . راجع : لسان العرب ، ج ۸ ، ص ۲۱۲ صنع .

9.مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۱۵۸ ، ح ۲۲۱ ـ ۲۲۳ ؛ مسند أحمد ، ج ۶ ، ص ۴۵۵ ؛ صحيح البخاري، ج ۴، ص ۱۸۷؛ سنن ابن ماجة ، ج ۲ ، ص ۹۳۲ ، ح ۲۷۸۶ ؛ سنن الترمذي ، ج ۳ ، ص ۱۱۹ . الكافي ، ج ۵ ، ص ۹ ، ح ۱۵ و فيه عن الإمام الباقر عليه‏السلاممع اختلاف يسير ؛ ثواب الأعمال ، ص ۱۹۰ ؛ وسائل الشيعة ، ج ۱۱ ، ص ۴۶۷ ، ذيل ۱۵۲۷۴ (عن تحف العقول) .


ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الأوّل
348

و هذا كلام حسن في معناه.

فيقول صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: إنّ الحبّ يغطّي على قلب العاقل حتّى يرى۱ المثالبَ مناقبَ و المعايرَ مآثر.

و فائدة الحديث: النهي عن حبّ ما لا ينبغي الإغراق في حبّه ؛ فإنّه يؤدّي إلى أن يلتبس عليك۲ حاله، فتحصل مخدوعا عن عقلك مخلوبا۳ عن رأيك.

و راوي الحديث: أبو الدرداء.

۱۵۶.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: الهَديَّةُ تَذهَبُ بِالسَّمعِ وَ البَصَر.۴

«الهديّة»: ما تُعطيه غيرك لا على سبيل جزاء.

و معنى الحديث: التنبيه على مكان الهديّة و أنّها تفسخ العزائم، و تسلّ۵ السخائم،۶ و

1.. «ألف» : ـ يرى .

2.. «ألف» : عليه .

3.. خَلَبَه بظُفر يَخلِبه خَلبا : جَرَحَه ، و قيل : خَدَشه . و خَلَبَه يخلِبه ، و يخلُبه خَلْبا : قطعه و شقَّه . . . و خَلَبَه يخلُبُه خَلْبا وخِلابةً : خَدَعَه . لسان العرب ، ج ۱ ، ص ۳۶۳ خلب .

4.. مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۱۵۷ ، ح ۲۲۰ ؛ كشف الخفاء ، ج ۱ ، ص ۳۳۱ ، ح ۱۰۶۳ ؛ المجموع للنووي ، ج ۱۵ ، ص ۳۶۸ ؛نيل الأوطار للشوكاني ، ج ۶ ، ص ۱۰۱ . مكارم الأخلاق للطوسي ، ص ۱۷۸ .

5.. أسَلَّ : سَرَق ، و يقال : في بني فلان سَلَّةٌ ، و يقال للسارق : السلاَّل . . . و سَلَّ الرجلُ و أسَلَّ إذا سَرَقَ ، و سَلَّ الشيءَ يسُلُّه سَلاًّ . لسان العرب ، ج ۱۱ ، ص ۳۴۲ سلل .

6.. السخيمة و الجمع سَخائم : المَوجِدة في النفس و الحِقد و الضَّغينة ، و السَّخَم مصدره . انظر : العين ، ج ۴ ، ص ۲۰۵ ، لسان العرب ، ج ۱۲ ، ص ۲۸۲ سخم .
في الحديث : «حسن الخلق يذهب بالسخيمة» هي الحقد في النفس من السخمة و هي السواد . و منه : «أسلل سخيمة صدري» و هي الضغينة الموجدة في النفس . مجمع البحرين ، ج ۶ ، ص ۸۲ (سخم) .

  • نام منبع :
    ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الأوّل
    سایر پدیدآورندگان :
    تالیف: الإمام السید ضیاء الدین أبو الرضا فضل الله بن علیّ بن عبید الله الحسنی الراوندی؛ تحقیق: مهدي سليماني آشتياني
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1397
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 2014
صفحه از 503
پرینت  ارسال به