343
ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الأوّل

«الخُلُق»: مشتقّ من خَلَقَ، إلاّ أنّ الخَلْق يقع على ما يدرك من الهيئات و الصور، و الخُلق مختصّ بالسجايا الخافية عن الأبصار، بل۱ تدركها۲ البصائر بالاختبار۳، و المعنيُّ في الخُلق كأنّ الإنسان خُلِقَ عليه لشدّة ملازمته له و إن كان محمودا بحسنه۴ مذموما بقبحه، و لولا أنّه كناية عن معايشة الإنسان غيره بالجميل و ضدّه لما حُمِدَ عليهِ و لا ذُمَّ، كما لا يُحمد على حسن خَلقه و قبحه، و لهذا قال عليه‏السلام: «حَسِّنوا أملاءكم» أي أخلاقكم، الواحد مَلَأٌ، قال: فقلنا: أحسني ملأ جُهَينا.۵

و في الحديث تنبيه على تكلّف تحسين الأخلاق و تنويهٌ بذكره.

و فائدة الحديث: الحثّ على اقتناء مكارم الأخلاق و التكلّف لها، و الإخبار أنّها في رتبة الابتداء بها عند وضع الموازين.

و راوية الحديث: اُمّ الدرداء.

۱۵۲.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: أَوَّلُ ما تَفقِدونَ مِن دِينِكُمُ الأمانَةُ، وَ آخِرُ ما تَفقِدونَ الصَّلاَةُ.۶

/۱۰۷/ الأمان و «الأمانة» بمعنى، و معنى الأمانة: ما ائتُمنتَ عليه.

أخبر صلى‏الله‏عليه‏و‏آله ‏وسلم أنّ أوّل ما يُفقد في اُمّته بعده الأمانة، و كذلك كان، فهو من أدلِّ الدلائل على صدقه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله ۷ ؛ فإنّ مخلَّفيه كلّهم كانت المحافظة عليهم من حفظ الأمانة، فرأيتَ كيف وقع۸ الخُلف فيما بينهم حتّى تنازعوا و تجادلوا و تأدّى خلافهم إلى قتل عثمان، و هَلُمَّ جَرّا إلى

1.. «ب» : بلى .

2.. «ألف» : تدركه .

3.. «ب» : بالاختيار .

4.. «ألف» : يحسنه . «ب» : يحسبه .

5.. تفسير مجمع البيان ، ج ۲ ، ص ۱۳۸ ؛ الصحاح ، ج ۱ ، ص ۷۳ .

6.. مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۱۵۵ و ۱۵۶ ، ح ۲۱۶ و ۲۱۷ ؛ السنن الكبرى ، ج ۶ ، ص ۲۸۹ ؛ المستدرك للحاكم ، ج ۴ ،ص ۴۶۹ و فيه مع اختلاف يسير ؛ المصنّف للصنعاني ، ج ۳ ، ص ۳۶۳ ، ح ۵۹۸۱ ؛ المصنّف لابن أبي شيبة، ج ۸ ، ص ۳۳۷ ، ح ۱۰۲ ، و ص ۳۴۱ ، ح ۱۴۶ ، و ص ۶۶۸ ، ح ۱۳۱ ؛ مكارم الأخلاق لابن أبي الدنيا ، ص ۸۹ ، ح ۲۶۷ ؛ المعجم الكبير ، ج ۷ ، ص ۲۹۵ ؛ و ج ۹ ، ص ۳۱۲ و ۳۵۳ و مواضع اُخرى .

7.. «ألف» : ـ أنّ أوّل ما يفقد . . . صدقه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله .

8.. «ألف» : ـ وقع .


ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الأوّل
342

و «المحاسبة»: التضيّق في العدد، تقول: حاسبته أي ضايقته.

و «الصلاة» أصلها الدعاء و التمجيد۱ و التبريك، /۱۱۰/ و قيل: معنى صَلِيَ فَعَلَ ما يزحزحه عن الصلاة و هو النار.۲

يقول صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: أوّل ما يضيَّق في الحساب عليه يوم القيامة الصلاة ؛ و ذلك أنّها عماد الدين و العبادة المتكرّرة۳ في اليوم و الليلة خمس مرّات بخلاف العبادات الاُخر الّتي منها ما يجب في العمر مرّةً كالحجّ،۴ أو۵ لا يجب ؛ لعدم بعض الأسباب. و منها ما يجب في السنة مرّةً كالصوم و الزكاة على شرائطهما، و منها ما يجب وقتا دون وقت كالجهاد ؛ فإنّه يجب عند شرائط معتبرة.

فأمّا الصلاة فهي العبادة الّتي لا تكاد تسقط ما دام التكليف ثابتا، حتّى أنّ المكلّف إن لم يستطعها قائما يجب عليه إقامتها قاعدا و مضطجعا و مشيرا. و يُعلَم بهذا التضييق مكان هذه العبادة، فيقول عليه‏السلام: إنّ أوّل ما يحاسَب العبد عليه الصلاة الّتي لها هذه المنزلة.

و فائدة الحديث: الحثّ على الصلاة، و إقامتها بشروطها، و أداء الأمانة فيها، و التنبيه على حرمتها.

و راوي الحديث: عبد اللّه‏.

۱۵۱.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: أوّلُ ما يُوضَعُ في الميزانِ الخُلُقُ الحَسَنُ.۶

1.. «ألف» : التحميد .

2.. راجع : القاموس المحيط ، ج ۴ ، ص ۳۵۲ صلا .

3.. «ألف» : المكرّرة .

4.«ألف» : الحجّ .

5.. «ب» : و .

6.. مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۱۵۴ ، ح ۲۱۴ ؛ المصنّف لابن أبي شيبة ، ج ۶ ، ص ۹۰ ، ح ۲۴۰ ؛ المعجم الكبير ، ج ۲۴ ،ص ۲۵۴ ؛ و ج ۲۵ ، ص ۷۳ ؛ صحيح ابن حبّان ، ج ۲ ، ص ۲۳۰ ؛ الجامع الصغير ، ج ۱ ، ص ۴۳۳ ، ح ۲۸۲۳ ؛ كنز الفوائد ، ج ۳ ، ص ۷ ، ح ۵۱۶۰ .

  • نام منبع :
    ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الأوّل
    سایر پدیدآورندگان :
    تالیف: الإمام السید ضیاء الدین أبو الرضا فضل الله بن علیّ بن عبید الله الحسنی الراوندی؛ تحقیق: مهدي سليماني آشتياني
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1397
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 1951
صفحه از 503
پرینت  ارسال به