«الخُلُق»: مشتقّ من خَلَقَ، إلاّ أنّ الخَلْق يقع على ما يدرك من الهيئات و الصور، و الخُلق مختصّ بالسجايا الخافية عن الأبصار، بل۱ تدركها۲ البصائر بالاختبار۳، و المعنيُّ في الخُلق كأنّ الإنسان خُلِقَ عليه لشدّة ملازمته له و إن كان محمودا بحسنه۴ مذموما بقبحه، و لولا أنّه كناية عن معايشة الإنسان غيره بالجميل و ضدّه لما حُمِدَ عليهِ و لا ذُمَّ، كما لا يُحمد على حسن خَلقه و قبحه، و لهذا قال عليهالسلام: «حَسِّنوا أملاءكم» أي أخلاقكم، الواحد مَلَأٌ، قال: فقلنا: أحسني ملأ جُهَينا.۵
و في الحديث تنبيه على تكلّف تحسين الأخلاق و تنويهٌ بذكره.
و فائدة الحديث: الحثّ على اقتناء مكارم الأخلاق و التكلّف لها، و الإخبار أنّها في رتبة الابتداء بها عند وضع الموازين.
و راوية الحديث: اُمّ الدرداء.
۱۵۲.قوله صلىاللهعليهوآله: أَوَّلُ ما تَفقِدونَ مِن دِينِكُمُ الأمانَةُ، وَ آخِرُ ما تَفقِدونَ الصَّلاَةُ.۶
/۱۰۷/ الأمان و «الأمانة» بمعنى، و معنى الأمانة: ما ائتُمنتَ عليه.
أخبر صلىاللهعليهوآله وسلم أنّ أوّل ما يُفقد في اُمّته بعده الأمانة، و كذلك كان، فهو من أدلِّ الدلائل على صدقه صلىاللهعليهوآله ۷ ؛ فإنّ مخلَّفيه كلّهم كانت المحافظة عليهم من حفظ الأمانة، فرأيتَ كيف وقع۸ الخُلف فيما بينهم حتّى تنازعوا و تجادلوا و تأدّى خلافهم إلى قتل عثمان، و هَلُمَّ جَرّا إلى
1.. «ب» : بلى .
2.. «ألف» : تدركه .
3.. «ب» : بالاختيار .
4.. «ألف» : يحسنه . «ب» : يحسبه .
5.. تفسير مجمع البيان ، ج ۲ ، ص ۱۳۸ ؛ الصحاح ، ج ۱ ، ص ۷۳ .
6.. مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۱۵۵ و ۱۵۶ ، ح ۲۱۶ و ۲۱۷ ؛ السنن الكبرى ، ج ۶ ، ص ۲۸۹ ؛ المستدرك للحاكم ، ج ۴ ،ص ۴۶۹ و فيه مع اختلاف يسير ؛ المصنّف للصنعاني ، ج ۳ ، ص ۳۶۳ ، ح ۵۹۸۱ ؛ المصنّف لابن أبي شيبة، ج ۸ ، ص ۳۳۷ ، ح ۱۰۲ ، و ص ۳۴۱ ، ح ۱۴۶ ، و ص ۶۶۸ ، ح ۱۳۱ ؛ مكارم الأخلاق لابن أبي الدنيا ، ص ۸۹ ، ح ۲۶۷ ؛ المعجم الكبير ، ج ۷ ، ص ۲۹۵ ؛ و ج ۹ ، ص ۳۱۲ و ۳۵۳ و مواضع اُخرى .
7.. «ألف» : ـ أنّ أوّل ما يفقد . . . صدقه صلىاللهعليهوآله .
8.. «ألف» : ـ وقع .