و قد خطّأه أبو منصور الأزهري لفظا و معنى ؛ أمّا اللفظ فمن حيث جعل الناقة هي الراحلة، قال:۱ ليس الجمل عنده راحلةً، و الراحلة عند العرب تكون الجمل النجيب و الناقة النجيبة ؛ و أمّا المعنى فإنّ المعنى أنّه يعزّ فيهم الكامل الفاضل زهدا في الدنيا و رغبةً في الآخرة، هذا معنى كلام الأزهري.۲
و فائدة الحديث: ذمّ الناس، و أنّ الكامل منهم قلّما يوجد.
و راوي الحديث: عبد اللّه بن عمر.
۱۳۸.قوله صلىاللهعليهوآله: الغِنَى اليَأسُ مِمَّا في أيدِي النَّاسِ.۳
«الغنى»: /۱۰۳/ الاستغناء. و «اليأس»: انتفاء الطمع، يقال: يَئِسَ و استَيأس كعَجِب و استَعجب، يقال: غَنِيَ و استغنى، و الغنى يعبَّر به عن كثرة العَرَض، و يَئِسَ يَيأس و ييئِس، و أيِس يايَسُ لغة، و مصدرهما واحد.
و معنى الحديث: أنّ الغنى ليس هو بكثرة القُنيان۴ من الأملاك و الأسباب و المراكب السنيّة و اللباس الحسن و الغِلمان الرُّوقة۵، إنّما الغنى قطع الطمع عمّا في أيدي الناس ؛ فإنّ الطامع أبدا فقير، و هو مع ذلك ذليل.
و في حديث أمير المؤمنين عليهالسلام: أفضِلْ على من شئتَ فأنت۶ أميره، و احتج إلى من شئت فأنت۷ أسيره، و استغن عمّن شئت فأنت۸ نظيره ؛۹ يعني أنّك إذ لم تَطمع في إحسانه لم تتذلّل۱۰ له نفسُك و لم تَحتج إلى احتماله.۱۱
1.. «ب» : «و» بدل «قال» .
2.. اُنظر : تهذيب اللغة ، ج ۵ ، ص ۶ رحل .
3.. مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۱۴۶ ، ح ۱۹۹ ؛ المعجم الأوسط ، ج ۶ ، ص ۵۵ ؛ المعجم الكبير ، ج ۱۰ ، ص ۱۳۹ ، ح ۱۰۲۳۹ ؛الجامع الصغير ، ج ۲ ، ص ۲۰۶ ، ح ۵۸۱۱ ؛ كنز العمّال ، ج ۳ ، ص ۱۹۲ ، ح ۶۱۲۱ . و راجع : الكافي ، ج ۲ ، ص ۱۴۹ ، ح ۶ ؛ فقه الرضا عليهالسلام ، ص ۳۶۷ ؛ الأمالي للصدوق ، ص ۴۰۱ ، ح ۱۲ ؛ مشكاة الأنوار ، ص ۳۲۴ .
4.. مال قُنيان و قِنيان بالضمّ و الكسر : ما يتَّخذ قنيةً ، و مالٌ قنيانٌ : اتّخذتَه لنفسك . و منه قَنِيتُ حياتي أي لزِمتُه . لسان العرب ، ج ۱۵ ، ص ۲۰۱ ؛ مجمع البحرين ، ج ۱ ، ص ۳۵۱ قنو .
5.. الرُّوقة : ما حسُنَ من الوصائف و الوُصفاء ، و الجميل جدّا من الناس . و يقال : غِلمان رُوقة أي حسان ، و هو جمع رائق مثل فارِه و فُرْهة و صاحِب و صُحْبة ، و رُوق أيضا مثل بازِل و بُزْل . انظر : لسان العرب ، ج ۱۰ ، ص ۱۳۴ روق .
6.. «ب» : و أنت .
7.«ألف» : «و أنت» .
8.. مصباح الشريعة ، ص ۱۰۶ ؛ بحار الأنوار ، ج ۷۳ ، ص ۱۶۹ ، ح ۶ مع اختلاف يسير فى اللفظ .
9.. «ألف» : تذلّل .