327
ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الأوّل

و روي عن إبراهيم النخعي قال: إنّ الأغنياء لا يعطونك بقدر ما يُغنونك، و إنّما يغنونك بقدر ما يَفضَحونك.۱

و قال أيّوب السَّخْتياني: لا ينبُل۲ الرجُلُ حتّى يكون فيه خصلتان: العفّة عمّا في أيدي الناس، و التجاوز عمّا يكون منهم.۳

و فائدة الحديث: الحثّ على الاستغناء عن الناس، و قطع /۱۰۰/الطمع عمّا في أيديهم.

و راوي الحديث: عبد اللّه‏، و تمام الحديث: و مَن مشى منكم إلى طمع فليَمشِ رُوَيدا.

۱۳۹.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: رَأسُ العَقلِ بَعدَ الإيمانِ التَّوَدُّدُ إلَى النَّاس.۴

يقال: وَدِدتُ الرجُلَ أوَدُّه وُدّا إذا أحببته، و الوُدّ: المحبّة، و «التَّودُّد»: إظهار المودّة و التخلّق بخُلق الوَديد، و تعديته بإلى يدلّ على فعل مقدّر، و هذا من أفصح الكلام، و المعنى التودّد بالتقرّب۵ إلى الناس، و هذا كثير.

يقول: أوّل درجات العقل أن يَنظر فيعرف صانعه۶، و يحيط علما بصفات جلاله۷، ثمّ

1.لم نعثر عليه .

2.. «ألف» : لا يسأل .

3.. نقل ابن أبي الدنيا عن هارون بن عبد اللّه‏ عن عبيد اللّه‏ بن شميط عنه في مكارم الأخلاق ، ص ۲۸ ، ح ۴۲ .

4.. مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۱۴۷ ، ح ۲۰۰ ؛ كنز العمّال ، ج ۹ ، ص ۵ ، ح ۲۴۶۵۳ مع اختلاف يسير فيه ؛ تفسير نور الثقلين ،ج ۳ ، ص ۵۲۱ ، ح ۲۲۴ . عيون الأخبار ، ج ۲ ، ص ۳۵ ، ح ۷۷ ؛ صحيفة الرضا عليه‏السلام ؛ ص ۵۳ ؛ عوالي اللآلي ، ج ۱ ، ص ۲۹۱ ، ح ۱۵۶ .

5.. «ألف» : بالتودّد التقرّب .

6.. «ألف» : صديقه .

7.. «ألف» : خلاله .


ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الأوّل
326

و قد خطّأه أبو منصور الأزهري لفظا و معنى ؛ أمّا اللفظ فمن حيث جعل الناقة هي الراحلة، قال:۱ ليس الجمل عنده راحلةً، و الراحلة عند العرب تكون الجمل النجيب و الناقة النجيبة ؛ و أمّا المعنى فإنّ المعنى أنّه يعزّ فيهم الكامل الفاضل زهدا في الدنيا و رغبةً في الآخرة، هذا معنى كلام الأزهري.۲

و فائدة الحديث: ذمّ الناس، و أنّ الكامل منهم قلّما يوجد.

و راوي الحديث: عبد اللّه‏ بن عمر.

۱۳۸.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: الغِنَى اليَأسُ مِمَّا في أيدِي النَّاسِ.۳

«الغنى»: /۱۰۳/ الاستغناء. و «اليأس»: انتفاء الطمع، يقال: يَئِسَ و استَيأس كعَجِب و استَعجب، يقال: غَنِيَ و استغنى، و الغنى يعبَّر به عن كثرة العَرَض، و يَئِسَ يَيأس و ييئِس، و أيِس يايَسُ لغة، و مصدرهما واحد.

و معنى الحديث: أنّ الغنى ليس هو بكثرة القُنيان۴ من الأملاك و الأسباب و المراكب السنيّة و اللباس الحسن و الغِلمان الرُّوقة۵، إنّما الغنى قطع الطمع عمّا في أيدي الناس ؛ فإنّ الطامع أبدا فقير، و هو مع ذلك ذليل.

و في حديث أمير المؤمنين عليه‏السلام: أفضِلْ على من شئتَ فأنت۶ أميره، و احتج إلى من شئت فأنت۷ أسيره، و استغن عمّن شئت فأنت۸ نظيره ؛۹ يعني أنّك إذ لم تَطمع في إحسانه لم تتذلّل۱۰ له نفسُك و لم تَحتج إلى احتماله.۱۱

1.. «ب» : «و» بدل «قال» .

2.. اُنظر : تهذيب اللغة ، ج ۵ ، ص ۶ رحل .

3.. مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۱۴۶ ، ح ۱۹۹ ؛ المعجم الأوسط ، ج ۶ ، ص ۵۵ ؛ المعجم الكبير ، ج ۱۰ ، ص ۱۳۹ ، ح ۱۰۲۳۹ ؛الجامع الصغير ، ج ۲ ، ص ۲۰۶ ، ح ۵۸۱۱ ؛ كنز العمّال ، ج ۳ ، ص ۱۹۲ ، ح ۶۱۲۱ . و راجع : الكافي ، ج ۲ ، ص ۱۴۹ ، ح ۶ ؛ فقه الرضا عليه‏السلام ، ص ۳۶۷ ؛ الأمالي للصدوق ، ص ۴۰۱ ، ح ۱۲ ؛ مشكاة الأنوار ، ص ۳۲۴ .

4.. مال قُنيان و قِنيان بالضمّ و الكسر : ما يتَّخذ قنيةً ، و مالٌ قنيانٌ : اتّخذتَه لنفسك . و منه قَنِيتُ حياتي أي لزِمتُه . لسان العرب ، ج ۱۵ ، ص ۲۰۱ ؛ مجمع البحرين ، ج ۱ ، ص ۳۵۱ قنو .

5.. الرُّوقة : ما حسُنَ من الوصائف و الوُصفاء ، و الجميل جدّا من الناس . و يقال : غِلمان رُوقة أي حسان ، و هو جمع رائق مثل فارِه و فُرْهة و صاحِب و صُحْبة ، و رُوق أيضا مثل بازِل و بُزْل . انظر : لسان العرب ، ج ۱۰ ، ص ۱۳۴ روق .

6.. «ب» : و أنت .

7.«ألف» : «و أنت» .

8.. مصباح الشريعة ، ص ۱۰۶ ؛ بحار الأنوار ، ج ۷۳ ، ص ۱۶۹ ، ح ۶ مع اختلاف يسير فى اللفظ .

9.. «ألف» : تذلّل .

  • نام منبع :
    ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الأوّل
    سایر پدیدآورندگان :
    تالیف: الإمام السید ضیاء الدین أبو الرضا فضل الله بن علیّ بن عبید الله الحسنی الراوندی؛ تحقیق: مهدي سليماني آشتياني
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1397
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 1938
صفحه از 503
پرینت  ارسال به