321
ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الأوّل

روي: أنّ بعضهم كتب إلى يونس بن عبيد اللّه‏۱: يا أخي، اكتب إليّ كيف أنت و كيف حالك؟ فكتب إليه: «أمّا بعد: فإنّك كتبت إليّ تسألني كيف أنا و كيف حالي؟ فاُخبرك أنّ نفسي قد ذلّت لي بصيام اليوم البعيد الطرفين الشديد الحرّ، و لم تذلّ لي بترك الكلام فيما لا يعنيني».۲

و فائدة الحديث: الحثّ على ترك الفضول و الإكباب على ما هو أولى.

و راوي الحديث: زيد بن ثابت عن أبيه، و أبو هريرة، و زين العابدين عليه‏السلام عن أبيه صلّى اللّه‏ عليه۳.

۱۳۵.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: النَّاسُ كَأَسنانِ المِشطِ.۴

شبّههم في تساويهم في الأحكام بأسنان المشط ؛ لأنّها۵ متّسِقة۶ متساوية غير متشاخصة۷ /۹۸/في الأكثر.

و روي: أنّ تمام الحديث: إنَّما يتفاضلون۸ بالعافية.۹ و المعنى استواؤهم في الحكم: لا يفضَّل في شيء۱۰ من الأحكام شريفٌ على مشروف، /۱۰۱/ و لا وضيعٌ على رفيع.

و قال أبو سليمان الخَطَّابي۱۱: «في الحديث وجهان»، فذكر ما ذكرنا. و قال في الثاني: إنّه على طريق الشكاية منهم، كما قال عليه‏السلام: الناس كإبل مئة لا تكاد تجد فيها راحلةً واحدةً.۱۲

و ذكرُ العافية في الحديث معناها الرحمة، و لعمري إنّها العافية الشافية و النعمة الكافية.

1.. «ب» : عبد اللّه‏ .

2.. تاريخ مدينة دمشق ، ج ۷۱ ، ص ۲۲۱ ؛ ربيع الأبرار و نصوص الأخيار ، ج ۲ ، ص ۱۴۰ ، وفيهما عبيد اللّه‏ .

3.. «ب» : ـ صلّى اللّه‏ عليه .

4.. مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۱۴۵ ، ح ۱۹۵ ؛ مسند أحمد ، ج ۲ ، ص ۳۹۱ ؛ نزهة الناظر و تنبيه الخاطر ، ص ۳۹ ، ح ۱۲۰ ؛الكامل لابن عدي ، ج ۳ ، ص ۲۴۸ ؛ تاريخ بغداد ، ج ۷ ، ص ۶۲ و في الثلاثة الأخيرة مع الاختلاف . من لا يحضره الفقيه ، ج ۴ ، ص ۳۷۹ ، ح ۵۷۹۸ ؛ تحف العقول ، ص ۳۶۸ و فيه عن الإمام عليّ عليه‏السلام ؛ دلائل الإمامة ، ص ۵۳۳ (مع اختلاف يسير في الأخيرين) .

5.«ب» : فإنّها .

6.. يَتَّسِق : يَنضمُّ ، و كُلُّ ما انضَمَّ فقد اتَّسق ، و اتَّسَق القمر : استوى . انظر : لسان العرب ، ج ۱۰ ، ص ۳۷۹ وسق .

7.. «ألف» : متشاحسة .
التشاخص : الاختلاف و التفاوت ، و التباعد و الفساد و التباين . و الشخص : الاضطراب و الاختلاف . و شاخَصَ أمرُ القوم : اختلف . انظر : لسان العرب ، ج ۶ ، ص ۱۱۰ شخص .

8.. «ألف» : «لا يتفاضلون» بدل «إنّما يتفاضلون» .

9.. الكامل لابن عدي ، ج ۳ ، ص ۲۴۸ ؛ تاريخ بغداد ، ج ۷ ، ص ۶۲ ؛ تاريخ مدينة دمشق ، ج ۵ ، ص ۴۷۸ ، الرقم ۲۴۱ ؛ كنز العمّال ، ج ۹ ، ص ۳۸ ، ح ۲۴۸۲۳ .

10.. «ألف» : لا بتفضّل شيء .

11.. أبو سليمان حمد بن محمّد بن إبراهيم الخطّابي البستي ، كان فقيها أديبا محدِّثا ، له التصانيف ، منها : غريب الحديث ، و معالم السنن في شرح سنن أبي داود . توفِّي سنة ۳۸۸ هـ . طبقات الشافعيّة ، ج ۳ ، ص ۲۸۲ .

12.. مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۱۴۶ ، ح ۱۹۷ و ۱۹۸ ؛ مسند أحمد ، ج ۲ ، ص ۷ و ۱۳۹ ؛ صحيح مسلم ، ج ۷ ، ص ۱۹۲ ؛ سننابن ماجة ، ج ۲ ، ص ۱۳۲۱ ؛ سنن الترمذي ، ج ۴ ، ص ۲۲۹ ، ح ۳۰۳۲ . عوالي اللآلي ، ج ۱ ، ص ۱۴۹ ، ح ۹۷ ؛ بحار الأنوار ، ج ۵۸ ، ص ۶۶ ، ح ۵۲ عن الشهاب .


ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الأوّل
320

و حاصل الحديث: أنّه يَحكم بأنّ الرجُل إذا كان متديّنا عاقلاً مجرِّبا مستبصرا حَسَنَ الخلق، كان كاملاً.

و فائدة الحديث: إعلام أنّ الكامل التامّ من اجتمعتْ له هذه الخصال.

و راوي الحديث: أبو هريرة.

۱۳۴.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: مِن حُسنِ إسلامِ المَرءِ تَركُهُ ما لا يَعنِيهِ.۱

«لا يعنيه» أي لا يُهمّه و لا يَحزنه، و هو مِن عَنى يعني عَناءً أي نَصِبَ، و لو فسّره مفسّرٌ بلا يريده من قولك: عَنَيت به هذا المعنى، و المعنى من ذلك، و المراد به المراد۲، لم يكن مخطئا، و عُنيتُ بحاجتك اُعنى بها فأنا مَعنيّ، و عَنَيت فأنا عانٍ لغةٌ، و الأوّل أفصح.

معنى هذا الحديث: أنّه ينبغي أن يكون المسلم مقبلاً على ربّه مشتغلاً بنفسه، معتذرا من ذنوبه، متجنِّبا ما هو مستغنٍ عنه، مغتَنِما فراغَه عن ذلك، شاكرا ربّه على الفَراغ لا هامزا۳ و لا غامزا، و لا خرّاجا و لا۴ ولاّجا۵ و لا متكلّفا و لا متعسّفا، و تركُ ما لا يعني من أصعب الأشياء.

1.. مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۱۴۳ ـ ۱۴۵ ، ح ۱۹۱ ـ ۱۹۴ ؛ مسند أحمد ، ج ۱ ، ص ۲۰۱ ؛ سنن ابن ماجة ، ج ۲ ، ص ۱۳۱۶ ،ح ۳۹۷۷ ؛ سنن الترمذي ، ج ۳ ، ص ۳۸۲ ، ح ۲۴۲۰ . الزهد للحسين بن سعيد ، ص ۱۰ ، ح ۱۹ ؛ قرب الإسناد ، ص ۳۲ ؛ تحف العقول ، ص ۳۹۵ ؛ الأمالي للمفيد ، ص ۳۴ ، ح ۹ ؛ أعلام الدين ، ص ۱۴۸ .

2.. «ب» : ـ المراد .

3.. أي غامزا ، هَمَزَ رأسَه : غمزه . راجع : لسان العرب ، ج ۵ ، ص ۴۲۵ همز .

4.. «ب» : ـ و لا .

5.. الوُلوج : الدخول ؛ يقال : وَلَجَ البيتَ وُلوجا . انظر : لسان العرب ، ج ۲ ، ص ۳۹۹ «ولج» .

  • نام منبع :
    ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الأوّل
    سایر پدیدآورندگان :
    تالیف: الإمام السید ضیاء الدین أبو الرضا فضل الله بن علیّ بن عبید الله الحسنی الراوندی؛ تحقیق: مهدي سليماني آشتياني
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1397
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 1921
صفحه از 503
پرینت  ارسال به