روي: أنّ بعضهم كتب إلى يونس بن عبيد اللّه۱: يا أخي، اكتب إليّ كيف أنت و كيف حالك؟ فكتب إليه: «أمّا بعد: فإنّك كتبت إليّ تسألني كيف أنا و كيف حالي؟ فاُخبرك أنّ نفسي قد ذلّت لي بصيام اليوم البعيد الطرفين الشديد الحرّ، و لم تذلّ لي بترك الكلام فيما لا يعنيني».۲
و فائدة الحديث: الحثّ على ترك الفضول و الإكباب على ما هو أولى.
و راوي الحديث: زيد بن ثابت عن أبيه، و أبو هريرة، و زين العابدين عليهالسلام عن أبيه صلّى اللّه عليه۳.
۱۳۵.قوله صلىاللهعليهوآله: النَّاسُ كَأَسنانِ المِشطِ.۴
شبّههم في تساويهم في الأحكام بأسنان المشط ؛ لأنّها۵ متّسِقة۶ متساوية غير متشاخصة۷ /۹۸/في الأكثر.
و روي: أنّ تمام الحديث: إنَّما يتفاضلون۸ بالعافية.۹ و المعنى استواؤهم في الحكم: لا يفضَّل في شيء۱۰ من الأحكام شريفٌ على مشروف، /۱۰۱/ و لا وضيعٌ على رفيع.
و قال أبو سليمان الخَطَّابي۱۱: «في الحديث وجهان»، فذكر ما ذكرنا. و قال في الثاني: إنّه على طريق الشكاية منهم، كما قال عليهالسلام: الناس كإبل مئة لا تكاد تجد فيها راحلةً واحدةً.۱۲
و ذكرُ العافية في الحديث معناها الرحمة، و لعمري إنّها العافية الشافية و النعمة الكافية.
1.. «ب» : عبد اللّه .
2.. تاريخ مدينة دمشق ، ج ۷۱ ، ص ۲۲۱ ؛ ربيع الأبرار و نصوص الأخيار ، ج ۲ ، ص ۱۴۰ ، وفيهما عبيد اللّه .
3.. «ب» : ـ صلّى اللّه عليه .
4.. مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۱۴۵ ، ح ۱۹۵ ؛ مسند أحمد ، ج ۲ ، ص ۳۹۱ ؛ نزهة الناظر و تنبيه الخاطر ، ص ۳۹ ، ح ۱۲۰ ؛الكامل لابن عدي ، ج ۳ ، ص ۲۴۸ ؛ تاريخ بغداد ، ج ۷ ، ص ۶۲ و في الثلاثة الأخيرة مع الاختلاف . من لا يحضره الفقيه ، ج ۴ ، ص ۳۷۹ ، ح ۵۷۹۸ ؛ تحف العقول ، ص ۳۶۸ و فيه عن الإمام عليّ عليهالسلام ؛ دلائل الإمامة ، ص ۵۳۳ (مع اختلاف يسير في الأخيرين) .
5.«ب» : فإنّها .
6.. يَتَّسِق : يَنضمُّ ، و كُلُّ ما انضَمَّ فقد اتَّسق ، و اتَّسَق القمر : استوى . انظر : لسان العرب ، ج ۱۰ ، ص ۳۷۹ وسق .
7.. «ألف» : متشاحسة .
التشاخص : الاختلاف و التفاوت ، و التباعد و الفساد و التباين . و الشخص : الاضطراب و الاختلاف . و شاخَصَ أمرُ القوم : اختلف . انظر : لسان العرب ، ج ۶ ، ص ۱۱۰ شخص .
8.. «ألف» : «لا يتفاضلون» بدل «إنّما يتفاضلون» .
9.. الكامل لابن عدي ، ج ۳ ، ص ۲۴۸ ؛ تاريخ بغداد ، ج ۷ ، ص ۶۲ ؛ تاريخ مدينة دمشق ، ج ۵ ، ص ۴۷۸ ، الرقم ۲۴۱ ؛ كنز العمّال ، ج ۹ ، ص ۳۸ ، ح ۲۴۸۲۳ .
10.. «ألف» : لا بتفضّل شيء .
11.. أبو سليمان حمد بن محمّد بن إبراهيم الخطّابي البستي ، كان فقيها أديبا محدِّثا ، له التصانيف ، منها : غريب الحديث ، و معالم السنن في شرح سنن أبي داود . توفِّي سنة ۳۸۸ هـ . طبقات الشافعيّة ، ج ۳ ، ص ۲۸۲ .
12.. مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۱۴۶ ، ح ۱۹۷ و ۱۹۸ ؛ مسند أحمد ، ج ۲ ، ص ۷ و ۱۳۹ ؛ صحيح مسلم ، ج ۷ ، ص ۱۹۲ ؛ سننابن ماجة ، ج ۲ ، ص ۱۳۲۱ ؛ سنن الترمذي ، ج ۴ ، ص ۲۲۹ ، ح ۳۰۳۲ . عوالي اللآلي ، ج ۱ ، ص ۱۴۹ ، ح ۹۷ ؛ بحار الأنوار ، ج ۵۸ ، ص ۶۶ ، ح ۵۲ عن الشهاب .