311
ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الأوّل

و عنه عليه‏السلام: جاهِدوا أهواءَكم كما تُجاهِدون أعداءكم.۱

و قال عليه‏السلام: جاهِد هواك كما تجاهد عدوَّك،۲ و أعدى/۹۶/أعدائك نفسك۳[التي] بين جنبيك.۴

و قيل: المجاهدة ثلاثة أَضرُبٍ: مجاهدة العدوّ الظاهر، و مجاهدة الشيطان، و مجاهدة النفس، و تدخل ثلاثتها في قوله تعالى: «وَ جَاهِدُوا فِي اللّه‏ِ حَقَّ جِهَادِهِ»۵.

و فائدة الحديث: الحثّ على التورّع و التصوّن و مجاهدة النفس في ذات اللّه‏ تعالى.

و راوي الحديث: فضالة بن عبيد، قال: قال عليه‏السلام ذلك۶ في خطبة الوداع.۷

۱۲۹.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: الكَيِّسُ مَن دانَ نفسَه، وَ عَمِلَ لِما بعدَ المَوتِ، و العاجِزُ مَن أتبَعَ نَفْسَهُ هَواها، وَ تَمَنَّى عَلَى اللّه‏.۸

«دانه» أي أذلّه و استعبده۹، يقال: دِنتُه فدان، قال الأعشى:

هو دانَ الرِّبابَ إذ كرهوا الدَّي

نَ دِراكا بغزوة۱۰ و ارتحال

1.. غرر الحكم ، ص ۱۱۹ ، ح ۴۳۱۹ ؛ شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ، ج ۲۰ ، ص ۳۱۴ ؛ بحار الأنوار ، ج ۶۸ ، ص ۳۷۰ .

2.. الفقيه ، ج ۴ ، ص ۴۱۰ ، ح ۵۸۹۳ ؛ وسائل الشيعة ، ج ۱۵ ، ص ۲۸۰ ، ح ۲۰۵۱۳ .

3.. «ألف» و «ب» : نفيسة .

4.. كشف الخفاء للعجلوني ، ج ۱ ، ص ۱۴۳ ، ح ۴۱۲ ؛ تفسير الآلوسي ، ج ۲۸ ، ص ۸۲ ؛ البداية و النهاية لابن كثير ، ج ۱۰ ،ص ۱۵۳ .

5.. الحجّ ۲۲ : ۷۸ .

6.. «ألف» : ـ ذلك .

7.. أي الخطبة الّتي خطبها صلى‏الله‏عليه‏و‏آله في حجّة الوداع . انظر : مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۱۳۹ ، ح ۱۸۳ و ۱۸۴ .

8.. مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۱۴۰ ، ح ۱۸۵ ؛ مسند أحمد ، ج ۴ ، ص ۱۲۴ ؛ سنن الترمذي ، ج ۴ ، ص ۵۴ ، ح ۲۵۷۷ ؛ المستدركللحاكم ، ج ۱ . ص ۵۷ ؛ و ج ۴ ، ص ۲۵۱ ؛ السنن الكبرى ، ج ۳ ، ص ۳۶۹ . الأمالي للطوسي ، ص ۵۲۹ ، ح ۱ ؛ مكارم الأخلاق ، ص ۴۶۲ ؛ مجموعة ورّام ، ج ۱ ، ص ۶۴ .

9.. «ألف» : استبعده .

10.. «ألف» : لغزوة .


ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الأوّل
310

و روي عنه عليه‏السلام: هاجِروا و لا تَهَجَّروا.۱ أي كونوا مهاجرين على الحقيقة، و لا تشبّهوا بهم ؛ فبيّن صلى‏الله‏عليه‏و‏آله أنّ الهجرة العامّة هي مهاجرة المعاصي و المحرّمات.

و فائدة الحديث: الحثّ على مهاجرة الذنوب و المعاصي.

و راوي الحديث: عبد اللّه‏ بن عمر، و تمامه: المسلم مَن سَلِمَ المسلِمون مِن لسانه و يده، و المهاجر مَن هجر ما حرّم اللّه‏ عليه.

۱۲۸.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: المُجاهِدُ مَن جاهَدَ نَفسَهُ في طاعَةِ اللّه‏.۲

الجَهد و الجُهد: الطاقة و المشقّة، و قيل: الجَهد ـ بالفتح ـ: المشقّة، و الجُهد: الوُسع، و «المجاهدة»: مجاهدة العدوّ. و كذلك لمّا حثّ اللّه‏ تعالى المجاهدين بمثل قوله: «وَ جَاهِدُوا بِأَمْوَالِكُمْ وَ أَنفُسِكُمْ»۳، و قوله عزّ و علا: «وَ صَابِرُوا وَ رابِطُوا۴»۵«و جاهدوا۶»،۷ و كانوا يسمعون من النبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله ذكر الجهاد و مدح المجاهدين، أرادوا أن يَشيع صِيتُهم۸ بالمجاهدة، فقال صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: ليس المجاهد مَن دخل الغمرة و توغّل في المعركة طلبا للصيت ؛ إنّما المجاهد الحقيقي من جاهد نفسه في طاعة اللّه‏، فقمع شهواتها، و حرّم عليه لذّاتها، و حملها على الجادّة الوسطى و الطريقة المُثلى۹ في الواجبات عليه.

1.. بحار الأنوار ، ج ۶۴ ، ص ۳۵۹ ، ح ۶۲ ؛ المستدرك للحاكم ، ج ۳ ، ص ۸۱ ؛ السنن الكبرى ، ج ۹ ، ص ۲۴۸ ؛ المصنّف للصنعاني ، ج ۴ ، ص ۴۷۸ .

2.. مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۱۳۹ ، ح ۱۸۳ و ۱۸۴ ؛ مسند أحمد ، ج ۶ ، ص ۲۰ و ص ۲۲ مع اختلاف يسير فيه ؛ سننالترمذي ، ج ۳ ، ص ۸۹ ، ح ۱۶۷۱ (و فيه : ـ «في طاعة اللّه‏») ؛ صحيح ابن حبّان ، ج ۱۰ ، ص ۴۸۴ (و فيه مع اختلاف يسير) ؛ المعجم الكبير ، ج ۱۸ ، ص ۳۰۹ (و فيه : ـ «طاعة») . المجازات النبويّة ، ص ۲۰۱ ، ح ۱۵۷ (و فيه : ـ «في طاعة اللّه‏») ؛ مجموعة ورّام ، ج ۱ ، ص ۹۶ ؛ أعلام الدين ، ص ۲۶۵ .

3.. التوبة ۹ : ۴۱ .

4.. «ألف» : ـ و رابطوا .

5.. آل عمران ۳ : ۲۰۰ .

6.. «ب» : ـ و جاهدوا .

7.. البقرة ۲: ۲۱۸؛ المائدة (۵): ۳۵؛ الأنفال (۸): ۷۲ و ۷۴ و ۷۵؛ و مواضع اُخرى من المُصْنَف الشريف.

8.. الصِّيت و الصات : الذِّكر الحَسَن ، و الذِّكر الجميل الَّذي ينتشر في الناس ، دون القبيح . انظر : لسان العرب ، ج ۲ ، ص ۵۸ صوت .

9.. الطريقة المُثلى : الّتي هي أشبه بالحقّ ، و المُثلى مؤنَّث الأمثل . انظر : لسان العرب ، ج ۱۱ ، ص ۶۱۳ مثل .

  • نام منبع :
    ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الأوّل
    سایر پدیدآورندگان :
    تالیف: الإمام السید ضیاء الدین أبو الرضا فضل الله بن علیّ بن عبید الله الحسنی الراوندی؛ تحقیق: مهدي سليماني آشتياني
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1397
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 2050
صفحه از 503
پرینت  ارسال به