305
ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الأوّل

«الفريضة»: كلّ واجب مبيَّن القدر على من وجب عليه، و أصل «ف ر ض» في كلام العرب: القطع، و۱ الفرض كالإيجاب /۹۱/ و القطع، و فرضُ الحاكم قطعه للنفقة، و «نَصِيبا مَفْرُوضا»۲ أي مقطوعا عنهم، و قوله تعالى: «إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ»۳ أي أوجب العمل به و قَطَعَه قطعا لا محتمل۴ فيه، و فريضة الميراث كأنّها ما يُقطع لكلّ واحد من التركة، و عِلم الفرائض أي ما يقطع من التركة للورثة.

و معنى الحديث و اللّه‏ أعلم: أنّ طلب علوم الدين فريضة على كلّ مسلم مكلّف ؛ فإنّه و إن لم يجب على كلّ أحد أن يحذق جميع العلوم، فإنّ عليه تحصيل العلم بما لا يسعُهُ جهلُه من المفروضات في أركان الصلوات و الزكوات و الحجّ و غير ذلك ممّا لا بدّ له۵ منه و إن كان له أن يقلّد فيما وراء ذلك في الأحكام و الحلال و الحرام، فهذا هو المفروض المضيّق ؛ و أمّا ما وراء ذلك من علم اللغة و النحو و التصريف و علم الاُصول و اُصول الفقه و الفقه و التوسّع فيه فذلك۶ فرض على الكفاية، و لا بدّ أن يكون في الاُمّة قوم يقومون به و يُحكمونه، فإذا قاموا به۷ سقط عن سائرهم.

و فائدة الحديث: الحثّ على تعلّم ما لا بدّ من العلم به من الفرائض و أحكامها.

و راوي الحديث: أنس بن مالك.

1.. «ب» : أو .

2.النساء ۴ : ۷ .

3.. القصص ۲۸ : ۸۵ .

4.. «ألف» : لا يحتمل .

5.. «ألف» : ـ له .

6.. «ألف» : «في ذلك» بدل «فيه فذلك» .

7.. «ألف» : ـ به .


ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الأوّل
304

و عن المنام و قد يقال: النوم موت خفيف، و الموت نوم ثقيل. و نظمه الشاعر فقال:

نَوْمُ اللَّبِيْبِ بِقَدْرٍ

مَبِيْتُهُ وَ الْمَقِيْلُ

وَ النَّوْمُ مَوْتٌ خفيفٌ۱

وَ الْمَوْتُ نَوْمُ ثَقِيْلُ۲

و قال تعالى: «اللّه‏ُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَ الَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا»۳، و قال تعالى: «هُوَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُمْ بِاللَّيْلِ وَيَعْلَمُ مَا جَرَحْتُم بِالنَّهَارِ۴»۵، يقال: ماتَ۶ يموت موتا. و فرَّقوا بين الميّت و المائت، فقال قوم من الأوائل: إنّ المائت الّذي تحلّل قواه، فكأنّه الّذي الموت في رقبته، و الميّت۷ الّذي خلا جسده۸ عن الحياة. و ردّه بعض أهل اللغة فقال: هذا غير مسموع، بل يقال: مَوتٌ مائتٌ، كما يقال: شعر شاعر و سيل سائل.

و معنى الحديث و اللّه‏ أعلم: أنّ صعوبة الموت و هول المطَّلع و معاينة الملائكة و مشاهدة ملك الموت و انتفاء الحياة من القالب مع الآلام المرويّة في ذلك كفّارة لذنوب المسلم الّتي اقترفها، فيجعله اللّه‏ تعالى كفّارةً لما لعلّه قد ألمَّ به من مخالفة أمر اللّه‏ تعالى.

و فائدة الحديث: إعلام أنّ الموت و آلامه كفّارة لذنوب الرجل۹ المسلم.

و راوي الحديث: أنس بن مالك.

۱۲۴.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: /۹۳/ طَلَبُ العِلمِ فَريضَةٌ عَلَى كُلِّ مُسلِمٍ.۱۰

1.. «ألف» : خيف . و هو تصحيف واضح .

2.. اُنظر : المفردات للراغب ، ص ۴۷۷ موت .

3.. الزمر ۳۹ : ۴۲ .

4.. «ألف» : ـ «وَيَعْلَمُ مَا جَرَحْتُم بِالنَّهَارِ» .

5.. الأنعام ۶ : ۶۰ .

6.. «ألف» : ما .

7.. و قد جاء «المَيِّتُ» . تشديد الياء كما جاءَ بالتخفيف ، و عليه قول الشاعر و قد جَمَعَ بين اللُّغَتَين :
لَيسَ مَن ماتَ فاستراح بِمَيْتٍ إنَّما المَيْتُ مَيِّتُ الأحياء

8.. «ألف» : جيده .

9.. «ألف» : ـ الرجل .

10.. مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۱۳۵ و ۱۳۶ ، ح ۱۷۴ و ۱۷۵ ؛ سنن ابن ماجة ، ج ۱ ، ص ۸۱ ، ح ۲۲۴ ؛ مسند أبي يعلى ، ج ۵ ،ص ۲۲۳ ، ح ۲۸۳۷ ، و ص ۲۸۳ ، ح ۲۹۰۳ ؛ و ج ۷ ، ص ۹۶ ، ح ۴۰۳۵ . الكافي ، ج ۱ ، ص ۳۰ ، ح ۱ ؛ المحاسن ، ج ۱ ، ص ۲۲۵ و فيه عن الإمام الصادق عليه‏السلام ؛ دعائم الإسلام ، ج ۱ ، ص ۸۳ ؛ بصائر الدرجات ، ص ۲۲ ، ح ۱ ، و ص ۲۳ ، ح ۳ .

  • نام منبع :
    ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الأوّل
    سایر پدیدآورندگان :
    تالیف: الإمام السید ضیاء الدین أبو الرضا فضل الله بن علیّ بن عبید الله الحسنی الراوندی؛ تحقیق: مهدي سليماني آشتياني
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1397
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 2063
صفحه از 503
پرینت  ارسال به