303
ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الأوّل

و راوي الحديث: عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جدّه قال: قال عليه‏السلام ذلك في خطبته يوم الفتح.

۱۲۳.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: المَوتُ كَفَّارَةٌ لِكُلِّ مُسلِمٍ.۱

«الموت» عبارة عن انتفاء الحياة عن المحلّ، و ليس بذات معلومة ؛ إنّما المرجع فيه إلى النفي، و قال بعضهم: هو معنى يضادّ الحياة. و الكلام فيه يطول۲، و يعبَّر به۳ عن الخفوت كما قال تعالى: «اعْلَمُوا أَنَّ اللّه‏َ يُحْىِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا»۴، و عن زوال العقل ؛ قال تعالى: «أَ وَ مَنْ كَانَ مَيْتا فَأَحْيَيْنَاهُ»۵، و قوله: «إِنَّكَ لاَ تُسْمِعُ الْمَوْتَى»۶، و عن الحزن المنغِّص للحياة كقوله عزّ و جلّ: «وَ يَأْتِيهِ الْمَوْتُ مِنْ كُلِّ مَكَانٍ وَ مَا هُوَ بِمَيِّتٍ»۷.

1.. مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۱۳۳ ـ ۱۳۵ ، ح ۱۷۱ ـ ۱۷۳ ؛ تاريخ بغداد ، ج ۱ ، ص ۳۶۴ ؛ تاريخ مدينة دمشق ، ج ۵۱ ،ص ۱۲۰ ؛ الجامع الصغير ، ج ۲ ، ص ۶۷۲ ، ح ۹۲۴۶ . الفقيه ، ج ۱ ، ص ۱۳۴ ، ح ۳۵۸ و فيه عن الإمام الصادق عليه‏السلام ؛ الأمالي للمفيد ، ص ۲۸۳ ، ح ۸ ؛ الدعوات ، ص ۲۳۵ ، ح ۶۴۹ (و فيه عن الإمام الصادق عليه‏السلام) ؛ مجموعة ورّام ، ج ۱ ، ص ۲۶۸ (مع اختلاف يسير في الأربعة الأخيرة) .

2.. القائل بكون الموت ثبوتيّا هو أبو عليِّ الجُبَّائيُّ ؛ تمسُّكا بقوله تعالى : «الذي خلق الموت والحياة»الملك (۶۷ : ۲) ، و منهم من لم يقل به ، و زعم أنّه عبارة عن عدم الحياة عمّا مِن شأنه أن يكون حيّا، و اُجيب عن التمسُّك بالآيه بأنَّ الخلق هو التقدير ، و لا يجب كون المقدور وجوديا . راجع : تلخيص المحصل للطوسي ، ص ۱۵۵ .

3.. «ألف» : ـ إنّما المرجع فيه . . . يعبّر به .

4.. الحديد ۵۷ : ۱۷ .

5.. الأنعام (۶) : ۱۲۱ .

6.. النمل ۲۷ : ۸۰ .

7.. إبراهيم ۱۴ : ۱۷ .


ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الأوّل
302

أحرف معدودة كأجبُل أزمن، و تُجمع الأيدي على أيادٍ.۱

قال يصف الثَّلج۲:

كأنّه بالصَّحصَحان۳ الأنجَل۴

قُطنٌ سُخام بأيادي غُزَّل۵

و بعضهم يقول لليد يدا كعصا و رحًى۶، و تثنيتها على هذه اللغة يديان. و اليد: القوّة، و اليد: النعمة، و أيدَيتُ۷ عنده يدا فأنا مودٍ و هو مودى إليه، و يقال: يديت، و رجُل يديٌّ أي حاذق، و امرأة يديَّة.

و معنى الحديث و اللّه‏ أعلم: /۹۲/ أنّ المسلمين ينبغي أن يكونوا يدا واحدةً على غيرهم، تقول: هم يد واحدة أي متوافقون متجاوبون لا يخالف بعضهم بعضا، كاليد /۹۰/ الواحدة الّتي إذا شَرعتْ في شيء لم تختلف أجزاؤها و أبعاضها، و «مَن» هاهنا بمعنى الذين۸، و التقدير: على الّذين۹ هم سواهم. و «سواهم» أي غيرهم، و عند سيبويه سواهم ظرف بمعنى مكان، و يكون المعنى: على الّذين هم مكانهم. و هذا أيضا إخبار، و المعنيّ به الأمر ؛ يأمر المسلمين بالتحالف و التآلف، و يأجرهم بالتَّرافق و التوافق ؛ لتكون كلمة الإسلام أعلى، و بالغلبة و القهر أولى.

و فائدة الحديث: الحثّ على الموافقة و المعاضدة و المظاهرة و المرافدة۱۰.

1.. ذَكَرَ بعضُ أئمَّة اللُّغة أنَّ جمع يدٍ على «أيادٍ» ورد في الشعر ، و هو جمع «الأيدي» كما ذَكَرَ الشارحُ هنا ؛ لكنَّ الغالب في«الأيادي» أن تجيء بمعنى «النِّعَم» ، و من له أَنَسَة بكلام العرب العالي لا يخفى عليه ذلك ، و مِن أمثلة ما جاءت «الأيادي» بمعنى النِّعَم قولُ أبي الطيِّبِ المُتَنبِّي من «المُنسَرِح» :
لَهُ أيادٍ عَلَيَّ سابِغَةٌ أعُدُّ مِنْها و لا اُعَدِّدُها
و وردتْ بهذا المعنى في بعض الأدعية المأثورة عن أئمَّة العترة الطاهرة صلواتُ اللّه‏ و سلامُه عليهم أجمعين . عبد الستّار .

2.. «ب» : ـ يصف الثلج .

3.. «ألف» : «بالضخصخان» خلافا للمصادر .

4.. في هامش «ب» : الأنجل : الواسع .

5.. اُنظر : الخصائص لابن جنّي ، ج ۱ ، ص ۳۸۰ ؛ نهاية الإرب في فنون الأدب ، ج ۴ ، ص ۸۷ ؛ الصحاح ، ج ۵ ، ص ۱۸۴۸هجل عن جندل .

6.. «ألف» : رحا .

7.. «ب» : أبديت .

8.. «ألف» : «الدين» بدل «بمعنى الّذين» .

9.. «ألف» : الدين .

10.. «ألف» : المراقدة . و هو تصحيف ظاهر .

  • نام منبع :
    ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الأوّل
    سایر پدیدآورندگان :
    تالیف: الإمام السید ضیاء الدین أبو الرضا فضل الله بن علیّ بن عبید الله الحسنی الراوندی؛ تحقیق: مهدي سليماني آشتياني
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1397
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 2128
صفحه از 503
پرینت  ارسال به