أحرف معدودة كأجبُل أزمن، و تُجمع الأيدي على أيادٍ.۱
قال يصف الثَّلج۲:
كأنّه بالصَّحصَحان۳ الأنجَل۴
قُطنٌ سُخام بأيادي غُزَّل۵
و بعضهم يقول لليد يدا كعصا و رحًى۶، و تثنيتها على هذه اللغة يديان. و اليد: القوّة، و اليد: النعمة، و أيدَيتُ۷ عنده يدا فأنا مودٍ و هو مودى إليه، و يقال: يديت، و رجُل يديٌّ أي حاذق، و امرأة يديَّة.
و معنى الحديث و اللّه أعلم: /۹۲/ أنّ المسلمين ينبغي أن يكونوا يدا واحدةً على غيرهم، تقول: هم يد واحدة أي متوافقون متجاوبون لا يخالف بعضهم بعضا، كاليد /۹۰/ الواحدة الّتي إذا شَرعتْ في شيء لم تختلف أجزاؤها و أبعاضها، و «مَن» هاهنا بمعنى الذين۸، و التقدير: على الّذين۹ هم سواهم. و «سواهم» أي غيرهم، و عند سيبويه سواهم ظرف بمعنى مكان، و يكون المعنى: على الّذين هم مكانهم. و هذا أيضا إخبار، و المعنيّ به الأمر ؛ يأمر المسلمين بالتحالف و التآلف، و يأجرهم بالتَّرافق و التوافق ؛ لتكون كلمة الإسلام أعلى، و بالغلبة و القهر أولى.
و فائدة الحديث: الحثّ على الموافقة و المعاضدة و المظاهرة و المرافدة۱۰.
1.. ذَكَرَ بعضُ أئمَّة اللُّغة أنَّ جمع يدٍ على «أيادٍ» ورد في الشعر ، و هو جمع «الأيدي» كما ذَكَرَ الشارحُ هنا ؛ لكنَّ الغالب في«الأيادي» أن تجيء بمعنى «النِّعَم» ، و من له أَنَسَة بكلام العرب العالي لا يخفى عليه ذلك ، و مِن أمثلة ما جاءت «الأيادي» بمعنى النِّعَم قولُ أبي الطيِّبِ المُتَنبِّي من «المُنسَرِح» :
لَهُ أيادٍ عَلَيَّ سابِغَةٌ أعُدُّ مِنْها و لا اُعَدِّدُها
و وردتْ بهذا المعنى في بعض الأدعية المأثورة عن أئمَّة العترة الطاهرة صلواتُ اللّه و سلامُه عليهم أجمعين . عبد الستّار .
2.. «ب» : ـ يصف الثلج .
3.. «ألف» : «بالضخصخان» خلافا للمصادر .
4.. في هامش «ب» : الأنجل : الواسع .
5.. اُنظر : الخصائص لابن جنّي ، ج ۱ ، ص ۳۸۰ ؛ نهاية الإرب في فنون الأدب ، ج ۴ ، ص ۸۷ ؛ الصحاح ، ج ۵ ، ص ۱۸۴۸هجل عن جندل .
6.. «ألف» : رحا .
7.. «ب» : أبديت .
8.. «ألف» : «الدين» بدل «بمعنى الّذين» .
9.. «ألف» : الدين .
10.. «ألف» : المراقدة . و هو تصحيف ظاهر .