291
ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الأوّل

كان حَييّا لم يرخِّص حياؤه من الخَلق في شيء من الفواحش فضلاً عن الحياء من اللّه‏ تعالى.

و روى عبد اللّه‏ بن مسعود أنّه جاء قوم إلى النبيّ /۸۷/ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله فقالوا: إنّ صاحبنا قد أفسده الحياء! فقال النبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: إنّ الحياء من الإسلام، و إنّ البذاء من لؤم المرء.۱

و فائدة الحديث: الحثّ على الحياء و صيانة النفس.

و راوي الحديث: سالم بن عبد اللّه‏ بن عمر، عن أبيه.

۱۱۴.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: البَذَاذَةُ مِنَ الإيمانِ.۲

«البَذاذة»: القَمَل۳ و رَثاثة۴ الهيئة، يقال: رجل باذّ الهيئة و في هيئته بذاذة و بُذوذة۵، و هي ترك مداومة الزينة و التنوُّق۶ في اللباس، و قد بَذَذتَ بعدي يا رجل. و كفاك حثّا على البذاذة و التَّزجية۷ بالأخلاق۸ و الأطمار۹ ما كان رسول اللّه‏ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله عليه ؛ فقد روي أنّه كان يَقُمّ البيت۱۰، و يَرقَع الثوب، و يَخصِف النعل، و يَعلِف الناضح۱۱، و يأكل مع الخادم۱۲.

1.. المعجم الكبير للطبراني ، ج ۱۰ ، ص ۲۱۴ ، ح ۱۰۵۰۶ عن ضوء الشهاب . بحار الأنوار ، ج ۷۱ ، ص ۳۲۹ ، ح ۱ .

2.. مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۱۲۵ ، ح ۱۵۷ ؛ سنن ابن ماجة ، ج ۲ ، ص ۱۳۷۹ ، ح ۴۱۱۸ ؛ سنن أبي داود ، ج ۲ ، ص ۲۸۱ ،ح۴۱۶۱ ؛ المستدرك للحاكم، ج۱، ص۹؛ مسند الحميدي، ص۱۷۳، ح۳۵۷. بحار الأنوار، ج۷۰، ص۲۰۷؛ مجمع البحرين، ج۱، ص۱۷۰. ۳ . البَذاذة : سوء الهيئة، و رجل باذّ الهيئة. كتاب العين، ج۸، ص۱۷۸ بذد.

3.. قَمِلَ رأسُه قَمَلاً : كَثُر قَمْلُ رأسه . لسان العرب ، ج ۱۱ ، ص ۵۶۸ قمل .

4.. الرَّثّ : الشيء البالي ، و الخَلَق الخسيس البالي من كلّ شيء ، و رديء المتاع ، و أسقاط البيت من الخُلقان ، فيقال : رَثَّ الحَبلُ رَثاثةً . انظر : الصحاح ، ج ۱ ، ص ۲۸۲ ؛ لسان العرب ، ج ۲ ، ص ۱۵۱ رثث .

5.. «ألف» : ـ بذوذة .

6.. تَنَوَّقَ في الأمر : تَأَنَّقَ فيه ، و تَجَوَّدَ و بالَغَ و أحكَمَه ، و الأنيق : المُعجِب . انظر : لسان العرب ، ج ۱۰ ، ص ۳۶۳ نوق .

7.. زَجَّيت الشيءَ تزجيةً إذا دفعته برفق ، و المزجَّى من كلّ شيء : الّذي ليس بنامّ الشرف و لا غيره من الخلال المحموده . انظر : لسان العرب ، ج ۱۴ ، ص ۳۵۵ زجو .

8.. «ألف» : الترحية و الإخلاف .
الخَلَقُ : البال ، الذكر و الاُنثى فيه سواء ، و جمعه أخلاق و خُلْقان ، و ثوبٌ خَلَقٌ : بالٍ . انظر : لسان العرب ، ج ۱۰ ، ص ۸۸ و ۸۹ ؛ المنجد في اللغة ، ص ۱۹۴ خلق .

9.. الطِّمر : الثوب الخَلَق ، أو الكساء البالي من غير الصوف ، و الجمع أطمار . انظر : لسان العرب ، ج ۴ ، ص ۵۰۳ طمر .

10.. قَمَّ البيتَ : كَنَسَه . لسان العرب ، ج ۱۲ ، ص ۴۹۳ قمم .

11.. الناضح : البعير أو الثور أو الحمار الّذي يستقى عليه الماء . لسان العرب ، ج ۲ ، ص ۶۱۹ نضح .

12.. مقدّمة فتح الباري ، ص ۱۷۱ ؛ تفسير مجمع البيان ، ج ۲ ، ص ۴۲۹ ؛ تاريخ مدينة دمشق ، ج ۵۴ ، ص ۱۹۸ (في كلّها مع اختلاف في اللفظ) .


ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الأوّل
290

يوجبه الدين و الديانة۱، و العقل أيضا يدلّ على الغيرة حفظا للمَناسب و صيانةً للمناصب حتّى لا يُنسَب أحد إلى غير أبيه، فتبقى الأنساب محروسةً مصونةً عن شوائب الدِّعوة۲.

و عن النبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: أنا غيور، و اللّه‏ أغيَرُ منّي، و مِن غيرته حرّم الفواحش۳.

و الغيرة من اللّه‏ تعالى مَجاز، و المعنى أنّه لا يرضى الفواحش.

و تمام الحديث: و البَذاء من النفاق. و هو أن لا يكون ضابطا، فيُدخِل الرجال على أهله، فيماذي بعضهم بعضا من المذي و هو ماء النَّشاط.

و فائدة الحديث: الحثّ على الغيرة.

و راوي الحديث: أبو سعيد الخدري.

۱۱۳.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: الحَياءُ مِنَ الإيمانِ.۴

«الحياء»: انقباض النفس عن القبائح و تركها لذلك، يقال: حَيِيَ فهو حَيِيٌّ، و استَحيا فهو مُستحيٍ، و استَحى۵ فهو مُستحٍ، و الحياء إذا نُسب إلى اللّه‏ تعالى فالمراد به التنزيه و أنّه لا يرضى، فيوصَف بأنّه يَستحيي منه و أنّه يتركه كرما، و ما أكثرَ ما يَمنع الحياءُ من الفواحش و الذنوب، و لذلك قال: «الحياءُ خيرٌ كلّه»۶، و «الحياء لا يأتي إلاّ بالخير»۷ ؛ فإنّ الرجل إذا

1.. «ألف» : الأمانة .

2.. الدِّعوة ـ بكسر الدال ـ : ادِّعاء الوَلَد الدَّعيِّ غير أبيه ، يقال : دَعيٌّ بَيِّنُ الدِّعوة و الدِّعاوة . و الدَّعيُّ : المتَّهَم في نسبه ، والمنسوب إلى غير أبيه . راجع : لسان العرب ، ج ۱۴ ، ص ۲۶۱ دعو .

3.. مسند أحمد ، ج ۴ ، ص ۲۴۸ ؛ السنن الكبرى ، ج ۱۰ ، ص ۱۴۷ ؛ صحيح ابن حبّان ، ج ۱۳ ، ص ۸۶ مع اختلاف يسير فياللفظ .

4.. مسند أحمد ، ج ۲ ، ص ۹ و ۵۶ و ۱۴۷ و ۵۰۱ ؛ صحيح البخاري ، ج ۱ ، ص ۱۱ ؛ و ج ۷ ، ص ۱۰۰ ؛ صحيح مسلم ، ج ۱ ،ص ۴۶ ؛ سنن ابن ماجة ، ج ۲ ، ص ۱۴۰۰ ، ح ۴۱۸۴ . الكافي ، ج ۲ ، ص ۱۰۶ ، ح ۱ ؛ عيون أخبار الرضا عليه‏السلام ، ج ۲ ، ص ۲۳۹ ، ح ۲۳ ؛ تحف العقول ، ص ۳۹۴ .

5.. «ب» : ـ فهو مستحيٍ ، و استحى .

6.. من لا يحضره الفقيه ، ج ۴ ، ص ۳۷۹ ، ح ۵۸۰۰ ؛ معاني الأخبار ، ص ۴۰۹ ، ح ۹۲ ؛ وسائل الشيعة ، ج ۱۲ ، ص ۱۶۸ ، ح ۱۵۹۷۶ ؛ مسند أحمد ، ج ۴ ، ص ۴۴۰ و ۴۴۲ و ۴۴۶ ؛ صحيح مسلم ، ج ۱ ، ص ۴۷ ؛ سنن أبي داود ، ج ۲ ، ص ۴۳۶ ، ح ۴۷۹۶ .

7.. مسند أحمد ، ج ۴ ، ص ۴۲۷ ؛ صحيح البخاري ، ج ۷ ، ص ۱۰۰ ؛ صحيح مسلم ، ج ۱ ، ص ۴۷ .

  • نام منبع :
    ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الأوّل
    سایر پدیدآورندگان :
    تالیف: الإمام السید ضیاء الدین أبو الرضا فضل الله بن علیّ بن عبید الله الحسنی الراوندی؛ تحقیق: مهدي سليماني آشتياني
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1397
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 2066
صفحه از 503
پرینت  ارسال به