يوجبه الدين و الديانة۱، و العقل أيضا يدلّ على الغيرة حفظا للمَناسب و صيانةً للمناصب حتّى لا يُنسَب أحد إلى غير أبيه، فتبقى الأنساب محروسةً مصونةً عن شوائب الدِّعوة۲.
و عن النبيّ صلىاللهعليهوآله: أنا غيور، و اللّه أغيَرُ منّي، و مِن غيرته حرّم الفواحش۳.
و الغيرة من اللّه تعالى مَجاز، و المعنى أنّه لا يرضى الفواحش.
و تمام الحديث: و البَذاء من النفاق. و هو أن لا يكون ضابطا، فيُدخِل الرجال على أهله، فيماذي بعضهم بعضا من المذي و هو ماء النَّشاط.
و فائدة الحديث: الحثّ على الغيرة.
و راوي الحديث: أبو سعيد الخدري.
۱۱۳.قوله صلىاللهعليهوآله: الحَياءُ مِنَ الإيمانِ.۴
«الحياء»: انقباض النفس عن القبائح و تركها لذلك، يقال: حَيِيَ فهو حَيِيٌّ، و استَحيا فهو مُستحيٍ، و استَحى۵ فهو مُستحٍ، و الحياء إذا نُسب إلى اللّه تعالى فالمراد به التنزيه و أنّه لا يرضى، فيوصَف بأنّه يَستحيي منه و أنّه يتركه كرما، و ما أكثرَ ما يَمنع الحياءُ من الفواحش و الذنوب، و لذلك قال: «الحياءُ خيرٌ كلّه»۶، و «الحياء لا يأتي إلاّ بالخير»۷ ؛ فإنّ الرجل إذا
1.. «ألف» : الأمانة .
2.. الدِّعوة ـ بكسر الدال ـ : ادِّعاء الوَلَد الدَّعيِّ غير أبيه ، يقال : دَعيٌّ بَيِّنُ الدِّعوة و الدِّعاوة . و الدَّعيُّ : المتَّهَم في نسبه ، والمنسوب إلى غير أبيه . راجع : لسان العرب ، ج ۱۴ ، ص ۲۶۱ دعو .
3.. مسند أحمد ، ج ۴ ، ص ۲۴۸ ؛ السنن الكبرى ، ج ۱۰ ، ص ۱۴۷ ؛ صحيح ابن حبّان ، ج ۱۳ ، ص ۸۶ مع اختلاف يسير فياللفظ .
4.. مسند أحمد ، ج ۲ ، ص ۹ و ۵۶ و ۱۴۷ و ۵۰۱ ؛ صحيح البخاري ، ج ۱ ، ص ۱۱ ؛ و ج ۷ ، ص ۱۰۰ ؛ صحيح مسلم ، ج ۱ ،ص ۴۶ ؛ سنن ابن ماجة ، ج ۲ ، ص ۱۴۰۰ ، ح ۴۱۸۴ . الكافي ، ج ۲ ، ص ۱۰۶ ، ح ۱ ؛ عيون أخبار الرضا عليهالسلام ، ج ۲ ، ص ۲۳۹ ، ح ۲۳ ؛ تحف العقول ، ص ۳۹۴ .
5.. «ب» : ـ فهو مستحيٍ ، و استحى .
6.. من لا يحضره الفقيه ، ج ۴ ، ص ۳۷۹ ، ح ۵۸۰۰ ؛ معاني الأخبار ، ص ۴۰۹ ، ح ۹۲ ؛ وسائل الشيعة ، ج ۱۲ ، ص ۱۶۸ ، ح ۱۵۹۷۶ ؛ مسند أحمد ، ج ۴ ، ص ۴۴۰ و ۴۴۲ و ۴۴۶ ؛ صحيح مسلم ، ج ۱ ، ص ۴۷ ؛ سنن أبي داود ، ج ۲ ، ص ۴۳۶ ، ح ۴۷۹۶ .
7.. مسند أحمد ، ج ۴ ، ص ۴۲۷ ؛ صحيح البخاري ، ج ۷ ، ص ۱۰۰ ؛ صحيح مسلم ، ج ۱ ، ص ۴۷ .