285
ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الأوّل

و «الخليل»: الّذي تَخلَّلَ حُبُّ صاحبه نفسَه، و به سمّي إبراهيم عليه‏السلام خليلاً، و قيل۱: إنّه من الخَلَّة: الفقر. و الوجه الأوّل قال الشاعر:

قد تَخلّلتَ مَسلكَ الرُّوح منّي

و به سُمِّيَ الخليلُ خليلا۲

و الخُلّة: المودّة، و الخُلّة: الخليل، و المُخالَّة: المصادفة، و الخليل: الصَّديق، و الخَلالة: المودّة أيضا.

و جعَل صلى‏الله‏عليه‏و‏آله العلم خليلاً له ؛ لأنّه كصديقه الّذي يعلّمه مراشدَه، و يجنّبه مفاسده، و يهديه إلى الصواب، و يخرجه من ربقة الارتياب ؛ فهو خليله المصادق، و مُخبره الصادق، و مستشاره /۸۴/ الأمين، و معتمَده المكين.

و «الحلم»: ضبط النفس عن هيجان الغضب، و الأناة۳، و كظم الغيظ، و جمعه أحلام، و يعبَّر بالحلم عن العقل، قال تعالى: /۸۳/«أَمْ تَأْمُرُهُمْ أَحْلاَمُهُمْ بِهَذَا»۴، و ليس هو في الحقيقة عقلاً، بل هو من مسبّباته، و قد حلُم يحلُم فهو حليم، و تحلَّمَ تكلّف ذلك، و تَحالَم أرى من نفسه هذا المعنى.

و «الوزير»: نائب المَلِك الّذي يحمل أوزار ملكه و يكفيه المُؤَن، و الوِزارة: صناعته، و ليس من الموازرة۵: المعاونة ؛ لأنّ الوزير من وَزَرَ، و الموازرة من وَزِر، و الوِزر: الثقل، و أوزار الحرب: أثقالها و۶ آلاتها. و جعل صلى‏الله‏عليه‏و‏آله الحلم وزيره ؛ لأنّه الّذي يَحمل أثقالَه، و يُجمِّل

1.. «ألف» : و كان يقال .

2.. انظر : أدب الدنيا و الدين ، ص ۱۷۶ ؛ محاضرات الاُدباء و محاورات الشعراء و البلغاء ، ج ۲ ، ص ۱۴ .

3.. الأناة و الأنى : الحلم و الوقار . لسان العرب ، ج ۱۴ ، ص ۴۸ أني .

4.. الطور ۵۲ : ۳۲ .

5.. في هامش «بِ : في المحمل وازرتُ فلانا موازرةً أعنته على أمره .

6.. «ألف» : ـ أثقالها و .


ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الأوّل
284

و قال النبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: أنا سيّد ولد آدم و لا فخر، و أنا أوّل مَن تَنشقّ عنه الأرضُ و لا فخر، و أنا أفصح العرب و العجم و لا فخر. قيل: ففيم فخرك يا رسول اللّه‏؟ قال: كفاني فخرا أن أكون له عبدا۱.

و قال الصادق عليه‏السلام: من لم يصلّ صلاة الليل فليس منّا۲.

و وجدتُ لبعض المتأخّرين كتابا مكسورا على فضل صلاة الليل.

و فائدة الحديث: الحثّ على التهجّد و التورُّع عن۳ الاحتياج إلى الناس.

و راوي الحديث: سهل بن سعد الساعديُّ.

۱۱۱.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: العِلمُ خَليلُ المُؤمِنِ، وَ الحِلمُ وَزيرُهُ، وَ العَقلُ دَليلُهُ، و العَمَلُ قائِدُهُ، وَ الرِّفقُ والِدُهُ، وَ البِرُّ أخوهُ، وَ الصَّبرُ أميرُ جُنودِه.۴

«العلم»: إدراك الشيء بحقيقته، و هو على ضربين ؛ أحدهما: إدراك الذات۵، و الثاني: الحكم على الذات بوجود شيء له أو نفي شيء عنه ؛ و الأوّل يَتعدّى إلى مفعول واحد كقوله تعالى: «اللّه‏ُ يَعْلَمُهُمْ»۶، و الثاني يتعدّى إلى مفعولين كقوله تعالى: «فَإِنْ عَلِمْتُمُوهُنَّ مُؤْمِنَاتٍ»۷.

1.. المناقب لابن شهر آشوب ، ج ۱ ، ص ۱۲۵ ؛ مسند أحمد ، ج ۱ ، ص ۲۸۱ ؛ كتاب السنّة لابن أبي عاصم ، ص ۳۶۸ ،ح ۸۱۱ .

2.. المقنع للصدوق ، ص ۱۳۱ ؛ المقنعة ، ص ۱۱۹ ؛ روضة الواعظين ، ص ۳۲۱ مع اختلاف في اللفظ بين المصادر .

3.. «ألف» : و .

4.. مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۱۲۲ ، ح ۱۵۲ و ۱۵۳ ؛ نزهة الناظر و تنبيه الخاطر ، ص ۶۴ ، ح ۵۰ ؛ تاريخ مدينة دمشق ، ج ۶۳ ،ص ۳۸۸ ؛ الجامع الصغير ، ج ۱ ، ص ۴۴۳ ، ح ۲۸۸۱ ؛ كنز العمّال ، ج ۱۰ ، ص ۱۳۳ ، ح ۲۸۶۶۳ مع الاختلاف في الأربعة الأخيرة . الكافي ، ج ۲ ، ص ۴۷ ، ح ۱ ؛ الأمالي للصدوق ، ص ۵۹۲ ، ح ۱۷ ؛ الخصال ، ص ۴۰۶ ، ح ۱ ؛ كتاب التمحيص ، ص ۶۶ ، ح ۱۵۴ (و في الأربعة الأخيرة عن الإمام الصادق عليه‏السلام) ؛ المجازات النبويّة ، ص ۱۹۵ ، ح ۱۵۲ (و في الخمسة الأخيرة ليس بعض الفقرات) .

5.. حاشية «ب» : + بوجود شيء له .

6.. الأنفال ۸ : ۶ .

7.. الممتحنة ۶۰ : ۱۰ .

  • نام منبع :
    ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الأوّل
    سایر پدیدآورندگان :
    تالیف: الإمام السید ضیاء الدین أبو الرضا فضل الله بن علیّ بن عبید الله الحسنی الراوندی؛ تحقیق: مهدي سليماني آشتياني
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1397
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 1907
صفحه از 503
پرینت  ارسال به