267
ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الأوّل

و لعلّه لا يأكل ممّا يحصل منهما لقمةً، بل يتصرّف في ذلك، و ذِكر۱ الأكل مَجاز في مثل هذا الموضع۲، يقال: أكلَ فلان ألف دينار! و لعلّه ليس به و لم يأكل، أو أعطاه أو۳ أنفقه في وجه غير الأكل، و الغرض بالأكل الشنعة؛ أ لا ترى إلى قول أميرالمؤمنين عليه‏السلام: ليسلَّطنَّ عليكم غلام ثقيف الذيّال۴ الميّال، يأكل خُضرتكم، و يُذيب شحمتكم؟۵ و يقول لغيره يعني معاوية۶:/۷۶/أما إنّه سيظهر عليكم بعدي رجل رحْب۷ البُلعوم۸، مندحق۹ البطن، واسع السُّرم۱۰، يأكل ما يجد، و يطلب ما لا يجد.۱۱ و كلّ ذلك تعبير بالرُّغب۱۲، و قيل: الرُّغب۱۳ شؤم.۱۴

1.. «ألف» : + في .

2.. «ألف» : + و .

3.. «ب» : و .

4.. الذَّيّال من الخَيل : المتبختِر في مشيِه استنانِه كأنّه يَسحب ذَيلَ ذَنَبه . و ذالَ الرجُلُ يَذيل ذَيلاً : تَبختَرَ فجَرَّ ذَيلَه . لسان العرب ، ج ۱۱ ، ص ۲۶۰ ذيل .

5.. نهج البلاغة ، الحكمة ۱۱۶ ؛ بحار الأنوار ، ج ۳۴ ، ص ۹۱ ، ح ۹۴۱ .

6.. «ب» : ـ يعني معاوية .

7.. الرَّحْب ـ بالفتح ـ و الرحيب : الشيء الواسع ، تقول منه : بلد رحبٌ ، و أرض رحبة . لسان العرب ، ج ۱ ، ص ۴۱۴ رحب .

8.. البلعوم : مجرى الطعام في الحلق ، و هو المريء . مجمع البحرين ، ج ۴ ، ص ۳۰۲ بلع .

9.. اندحقت رحِم الناقة أي اندَلَقت . لسان العرب ، ج ۱۰ ، ص ۹۵ دحق .
و الاندلاق : التقدّم ، و الخروج بسرعة ؛ و في الحديث أنّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله قال : يؤتى بالرجل يوم القيامة فيلقى في االنار فتندلق أقتاب بطنه . قال أبو عبيد : الاندلاق : خروج الشيء من مكانه ، يريد خروج أمعائه من جوفه ، و منه الحديث : جئت و قد أدلقني البرد أي أخرجني . لسان العرب ، ج ۱۰ ، ص ۱۰۲ (دلق) .

10.. السُّرم : الدُّبر ، و البلعوم : الحلق . قال ابن الأثير : يريد رجُلاً عظيما شديدا . انظر : النهاية في غريب الحديث ، ج ۲ ، ص ۳۶۲ ؛ لسان العرب ، ج ۱۲ ، ص ۲۸۶ سرم .

11.. نهج البلاغة ، الحكمة ۵۷ ؛ وسائل الشيعة ، ج ۱۶ ، ص ۲۲۸ ، ح ۲۱۴۳۱ .

12.. «ألف» : بالرعب .

13.. «ألف» : الرعب . و في هامش «ب» : معناه الشره و النهم و الحرص على الذنب .
و في لسان العرب ، ج ۱ ، ص ۴۲۳ رغب : و الرُّغب ـ بالضمّ ـ كثرة الأكل ، و شدّة النهمة و الشره . و في الحديث : «الرُّغبشؤم» ، و معناه الشره و النهمة و الحرص على الدنيا و التبقُّر فيها .

14.. التاريخ الكبير للبخاري ؛ ج ۶ ، ص ۸ عن النبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله ؛ فيض القدير شرح الجامع الصغير ، ج ۴ ، ص ۱۴ ، ح ۴۵۳۲ .


ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الأوّل
266

و هو مَسيل الماء في الحضيض.

قال أبو عبيد: نرى۱ ذلك لتسمية المؤمن عند طعامه فيكون فيه البركة، و الكافر لا يفعل ذلك.۲ و هذا الوجه كما ترى! و قيل: إنّ هذا۳ مَثَل ضربه النبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله للمؤمن و زهده في الدنيا، و للكافر و حرصه عليها، و ليس الغرض بذلك الأكل فحسب، بل يعني اتّساع الرغبة، و هذا الوجه قريب من الوجه الّذي قدّمناه و صدّرنا به الكلامَ، و قيل هذا في رجل بعينه كان في حال كفره يأكل فيُكثر، فلمّا أسلم قلّ طمعه، و ذُكر أنّه عمرو بن معدي كرب الزُّبَيدي.۴

و قال أبو عبيد في تأريخه۵:۶ «نرى أنّه عنى۷ أبا بصرة الغفاري»۸، و اسم أبي بصرة «حُميل» بالحاء و ضمّه، فمن قال جُميل أو حَميل۹ فقد أخطأ، و اللّه‏ أعلم بذلك.

و يؤيِّد أنّ المعنى اتّساع الرغبة [مثل] قولهم: فلان يأكل هذه البلدة و هذه الولاية!

1.. «ألف» : يرى .

2.. اُنظر : غريب الحديث لابن سلاّم ، ج ۳ ، ص ۲۲ ؛ لسان العرب ، ج ۱۵ ، ص ۲۸۷ معي .

3.. «ب» : إنّه .

4.. اُنظر الأقوال في لسان العرب ، ج ۱۵ ، ص ۲۸۷ معي .

5.. هو قاسم بن سلاّم الهروي ،كان فقيها محدِّثا قارئا مورَّخا و متقننا في العلوم الإسلامية ، ولد بهراة سنة ۱۵۷ ق ، و توفِّي بمكّة سنة ۲۲۴ ق . لا نعرف له كتابا في التاريخ ، و يمكن أن أراد المصنِّف رحمه‏الله من تأريخه بعض أقواله التأريخي .

6.. لم نعثر على نفس العبارة .

7.. «ألف» : ترى أنّه غنى .

8.. اُنظر : غريب الحديث لابن سلاّم ، ج ۳ ، ص ۲۳ ؛ الروض الأنف في تفسير السيرة النبوّية لابن هشام للخثعمي ، ج ۴ ، ص ۲۵۳ .

9.. «ألف» : جميل .

  • نام منبع :
    ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الأوّل
    سایر پدیدآورندگان :
    تالیف: الإمام السید ضیاء الدین أبو الرضا فضل الله بن علیّ بن عبید الله الحسنی الراوندی؛ تحقیق: مهدي سليماني آشتياني
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1397
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 2220
صفحه از 503
پرینت  ارسال به