263
ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الأوّل

أولاد رسول اللّه‏ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله و لُحمته، قال اللّه‏ تعالى: «إِنَّمَا يُرِيدُ اللّه‏ُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ /۷۴/ الْبَيْتِ»۱.

و يعني رسولُ اللّه‏ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله بذلك إعلام أمر المؤمنين و عزّتهم و اتّفاقهم الّذي ينبغي أن يكونوا عليه و تعاونهم و تآزرهم و تظاهرهم و تظافرهم۲ حتّى لو شاكتْ رِجلُ مؤمنٍ بالمشرق لكان يجب على المؤمن من أهل المغرب أن يتألّم لذلك إذا علمه كما لو شاكت رِجله۳، فهذا هو الّذي يوجبه الإسلام و يقتضيه الديانة، و لذلك مثّله بالرأس من الجسد ؛ لأنّه إذا تألّم بعض الأوصال و الأعضاء كانت الجملة متألّمة.

و فائدة الحديث: الحثّ على التراحم و التعاطف، و أن يكون المؤمنون متوادّين مترائفين مشفقين.

و راوي الحديث: سهل بن سعد الساعديّ.

۹۹.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: المُؤمِنُ يَومَ القيامَةِ في ظِلِّ صَدَقَتِهِ.۴

«القيامة» عبارة عن قيام الساعة المذكورة في قوله تعالى: «وَ يَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ»۵، و «يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ»۶.

1.. الأحزاب ۳۳ : ۳۳ .

2.. «ب» : تضافرهم .
و تظافر القومُ عليه و تظاهَروا بمعنى واحد . لسان العرب ، ج ۴ ، ص ۵۱۹ ظفر .
و تَضافروا على الشيء : تعاونوا عليه . مجمع البحرين : ج ۳ ، ص ۳۷۴ (ضفر) .

3.. أي أصابتها شوكة ، و دخلتْ فيها .

4.. مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۱۱۳ ، ح ۱۳۷ ؛ مسند أحمد ، ج ۴ ، ص ۱۴۷ ؛ المستدرك للحاكم ، ج ۱ ، ص ۴۱۶ ؛ مسند ابنالمبارك ، ص ۱۹۵ ، ح ۳۴۲ ؛ مسند أبي يعلى ، ج ۳ ، ص ۳۰۱ ، ح ۱۷۶۶ . عوالي اللآلي ، ج ۱ ، ص ۳۵۴ ، ح ۲۲ و فيه عن الإمام الصادق عليه‏السلام ؛ مستدرك الوسائل ، ج ۷ ، ص ۱۶۰ ، ح ۷۹۱۳ ؛ جامع أحاديث الشيعة ، ج ۸ ، ص ۳۳۸ ، ح ۹۷۲ (و فيه عن لبّ اللباب للراوندي) . مع اختلاف يسير في الألفاظ في كلّ المصادر غير الأوّل .

5.. الروم ۳۰ : ۱۲ .

6.. المطفّفّين ۸۳ : ۶ .


ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الأوّل
262

تقول: بنى فلان بيتا، و بنى قصورا، و بنى على أهله، و لا تقل بأهله فإنّه سَقَطٌ من الكلام، و أصل ذلك أنّ المحوِّل زوجته كان يَبني عليها قبّةً، فقيل لكلّ محوّل: بنى۱ على أهله، و البَنيَّة الكعبة، و البُنى ـ بالضمّ ـ جمع بُنية و هي البِناء، و أكثر ما يقال للمعالي، و البِنى جمع بِنية، و فلان صحيح البِنية أي الفطرة۲، فشبّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله المؤمن بالبناء الّذي يستمسك ما دام متّصلاً بعضه ببعض، فإذا تداعى و تهوّر و تميّز تفرّقتْ أجزاؤه و بطل التيامه، كذلك المؤمنون ما تعاضدوا و ترافدوا فهم كالبناء المتّخذ الّذي /۷۲/تنبو۳ عنه المَعاول و تعجز عنه العوامل، فإذا تخاذلوا و تواكلوا زال ذلك الاتّحاد و ظهر الفساد.

و هذا الحديث أيضا ظاهره إخبار، و معناه أمر، كما يقول الواحد منّا لغيره: سبيلُك أن تفعل ذلك أي افعل.

و فائدة۴ الحديث: الحثّ على التعاون و التظاهر، و النهي عن التقاطع و التدابر.

و راوي الحديث: أبو موسى.

۹۸.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: المُؤمِنُ مِن أهلِ الإيمانِ بِمَنزلةِ الرأسِ مِنَ الجَسَدِ.۵

تمام هذا الحديث: يَألَم المؤمنُ لِما يصيب أهلَ الإيمان، كما يألم الرأسُ لما يصيب الجسد.

«الأهل»: أهل الرجل و أهل الدار، و كذلك الأهْلَة، و الجمع أهلاتٌ و أهالٍ، و زادوا فيه الياء على غير قياس كما قالوا ليالٍ في جمع ليل، و جاء في الشعر: «أهالٌ»۶ مثل فَرْخ و أفراخ و زند و أزناد، و أهل الرجل مَن يجمعه و إيّاهم نَسَبٌ أو دِين أو غير ذلك من صناعة و بلد، و أهل الرجل في الأصل مَن يجمعه و إيّاهم مسكن واحد، ثمّ تُجُوِّز۷ فيه فقيل: «أهل بَيتِ الرجل»۸ لمن يجمعه و إيّاهم نسب، و إذا اُطلق ذلك فالمتعارف منه

1.. «ألف» : يبني .

2.. تاج العروس ، ج ۱۹ ، ص ۲۲۰ بني .

3.. «ألف» : تبنو .

4.. «ألف» : + هذا .

5.. مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۱۱۳ ، ح ۱۳۶ ؛ مسند أحمد ، ج ۵ ، ۳۴۰ ؛ المصنّف لابن أبي شيبة ، ج ۸ ، ص ۱۴۱ ، ح ۱۱۵ ؛المعجم الكبير ، ج ۶ ، ص ۱۳۱ ؛ الجامع الصغير ، ج ۲ ، ص ۶۶۱ ، ح ۹۱۵۱ . جامع الأخبار ، ص ۸۵ .

6.. اُنظر : الصحاح ، ج ۴ ، ص ۱۶۲۹ أهل .

7.. «ألف» : يحور .

8.. لايقال : «آل بيت الرجُل» ؛ لأنَّ «الآل» لا تضافُ إلى المواضع و إن كان أصلُها مِن «أهل» بدلالة تصغيرها على «اُهيل» ، و المسألة تحتاج إلى بسط ليس هذا موضعه . عبد الستّار .

  • نام منبع :
    ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الأوّل
    سایر پدیدآورندگان :
    تالیف: الإمام السید ضیاء الدین أبو الرضا فضل الله بن علیّ بن عبید الله الحسنی الراوندی؛ تحقیق: مهدي سليماني آشتياني
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1397
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 2030
صفحه از 503
پرینت  ارسال به