تقول: بنى فلان بيتا، و بنى قصورا، و بنى على أهله، و لا تقل بأهله فإنّه سَقَطٌ من الكلام، و أصل ذلك أنّ المحوِّل زوجته كان يَبني عليها قبّةً، فقيل لكلّ محوّل: بنى۱ على أهله، و البَنيَّة الكعبة، و البُنى ـ بالضمّ ـ جمع بُنية و هي البِناء، و أكثر ما يقال للمعالي، و البِنى جمع بِنية، و فلان صحيح البِنية أي الفطرة۲، فشبّه صلىاللهعليهوآله المؤمن بالبناء الّذي يستمسك ما دام متّصلاً بعضه ببعض، فإذا تداعى و تهوّر و تميّز تفرّقتْ أجزاؤه و بطل التيامه، كذلك المؤمنون ما تعاضدوا و ترافدوا فهم كالبناء المتّخذ الّذي /۷۲/تنبو۳ عنه المَعاول و تعجز عنه العوامل، فإذا تخاذلوا و تواكلوا زال ذلك الاتّحاد و ظهر الفساد.
و هذا الحديث أيضا ظاهره إخبار، و معناه أمر، كما يقول الواحد منّا لغيره: سبيلُك أن تفعل ذلك أي افعل.
و فائدة۴ الحديث: الحثّ على التعاون و التظاهر، و النهي عن التقاطع و التدابر.
و راوي الحديث: أبو موسى.
۹۸.قوله صلىاللهعليهوآله: المُؤمِنُ مِن أهلِ الإيمانِ بِمَنزلةِ الرأسِ مِنَ الجَسَدِ.۵
تمام هذا الحديث: يَألَم المؤمنُ لِما يصيب أهلَ الإيمان، كما يألم الرأسُ لما يصيب الجسد.
«الأهل»: أهل الرجل و أهل الدار، و كذلك الأهْلَة، و الجمع أهلاتٌ و أهالٍ، و زادوا فيه الياء على غير قياس كما قالوا ليالٍ في جمع ليل، و جاء في الشعر: «أهالٌ»۶ مثل فَرْخ و أفراخ و زند و أزناد، و أهل الرجل مَن يجمعه و إيّاهم نَسَبٌ أو دِين أو غير ذلك من صناعة و بلد، و أهل الرجل في الأصل مَن يجمعه و إيّاهم مسكن واحد، ثمّ تُجُوِّز۷ فيه فقيل: «أهل بَيتِ الرجل»۸ لمن يجمعه و إيّاهم نسب، و إذا اُطلق ذلك فالمتعارف منه
1.. «ألف» : يبني .
2.. تاج العروس ، ج ۱۹ ، ص ۲۲۰ بني .
3.. «ألف» : تبنو .
4.. «ألف» : + هذا .
5.. مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۱۱۳ ، ح ۱۳۶ ؛ مسند أحمد ، ج ۵ ، ۳۴۰ ؛ المصنّف لابن أبي شيبة ، ج ۸ ، ص ۱۴۱ ، ح ۱۱۵ ؛المعجم الكبير ، ج ۶ ، ص ۱۳۱ ؛ الجامع الصغير ، ج ۲ ، ص ۶۶۱ ، ح ۹۱۵۱ . جامع الأخبار ، ص ۸۵ .
6.. اُنظر : الصحاح ، ج ۴ ، ص ۱۶۲۹ أهل .
7.. «ألف» : يحور .
8.. لايقال : «آل بيت الرجُل» ؛ لأنَّ «الآل» لا تضافُ إلى المواضع و إن كان أصلُها مِن «أهل» بدلالة تصغيرها على «اُهيل» ، و المسألة تحتاج إلى بسط ليس هذا موضعه . عبد الستّار .