۹۳.قوله صلىاللهعليهوآله: المُؤمِنُ كَيِّسٌ فَطِنٌ حَذِرٌ.۱
الكياسة: ضدّ الحُمق، و «الكَيِّس» الظريف، و يقال: هو كيِّس مكيَّس، و يُنسب إلى أمير المؤمنين عليهالسلام ۲ أنّه قال شعرا:
«أ ما تراني كيّسا مكيَّسا
بَنَيتُ بعد نافعٍ مخيَّسا»۳
و مخيَّس اسم سجن بناه أمير المؤمنين عليهالسلام بالعراق۴، و كان بنى قبله نافعا۵ فحرّقه لصوص حُبسوا فيه، و كان مبنيّا من القصب، فبنى مخيَّسا بالجصّ و الآجُرِّ، و يقال: مخيَّس أي ذليل، و مخيَّس أي موضع التذليل۶. و قد كاسَ الغلامُ يَكيس كَيسا و كياسةً، و تَكيَّسَ تَظَرَّفَ، و كايستُه فكِستُه أي غلبتُه.
و «الفِطنة» كالفهم، /۷۱/ و رجل فَطِنٌ و فَطُنٌ [و فَطْنٌ] و قد فَطِنَ فِطنةً و فَطانةً و فَطانيةً.
و «الحَذَر»: احتراز من۷ مخيف، يقال: حَذِرَ حَذَرا و حَذَّرته، و حَذَارِ أي احذَرْ، و الحَذَرُ التحرّز مثل الحِذْر، و رجل حَذِرٌ و حَذُرٌ أي متيقّظ متحرّز، و يجمع حَذِرين و حَذَاري.
و هذا الحديث أيضا ظاهره إخبار، و معناه أمر، يأمر رسولُ اللّه صلىاللهعليهوآله الرجل المؤمن أن يكون كيّسا ظريفا ضابطا أمرَ دينه و دنياه، فَطِنا غيرَ غافل عمّا سيدهمه، متحرّزا غاية
1.. مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۱۰۷ ، ح ۱۲۸ ؛ ميزان الاعتدال ، ج ۲ ، ص ۲۱۷ ؛ الجامع الصغير ، ج ۲ ، ص ۶۲۲ ، ح ۹۱۵۸ ؛ كنزالعمّال ، ج ۱ ، ص ۱۴۳ ، ح ۶۸۹ ؛ و ص ۱۶۲ ، ح ۸۱۲ . الدعوات ، ص ۳۹ ، ح ۹۴ ؛ عيون الحكم والمواعظ ، ص ۳۰ و فيه : «عاقل» بدل «فطن حذر» ؛ بحار الأنوار ، ج ۶۴ ، ص ۳۰۷ ، ح ۴۰ (عن الشهاب) .
2.. «ب» : رضي اللّه عنه .
3.. ديوان الإمام عليٍّ عليهالسلام ، ص ۲۴۴ ؛ العقد الفريد ، ج ۴ ، ص ۲۶۶ ؛ جمهرة الأمثال ، ج ۱ ، ص ۷۹ ؛ مقامات الزمخشري ،ص ۱۲ و ذكره الجوهري في الصحاح ، ج ۳ ، ص ۹۲۳ ، و نسبه إلى الراجز .
4.. لسان العرب ، ج ۶ ، ص ۷۴ خيس .
5.. أي بنى سجنا اسمه «نافع» .
6.. «الف» : التذلّل .
7.. «ب» : عن .