241
ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الأوّل

فجعلهم اُمناء على خلقه ؛ يقوّمونهم إذا زاغوا، و يُرشدونهم إذا ضلّوا، و يعلّمونهم إذا جهلوا، و يتحرّون رشدهم إذا استشاروهم، و يعظونهم إذا أذنبوا، و يَنعَشونهم۱ إذا نكبوا، و إذا كانوا اُمناء على الخلق فيا ويحهم إذا خانوهم و لم ينصحوهم، أو أرَوهم الباطل بصورة الحقّ، و الحقّ بصوره الباطل ؛ مراقبةً لأغراضهم و محافظةً على نظام اُمورهم.

بل ليت شعري ماذا يقول عالِم السوء غدا إذا وقف بين يدي الملك الجبّار العزيز القهّار الّذي استرعاه أمرهم و علّمه نفعهم و ضرّهم؟! أم ماذا يصنع العامّيُّ المسكين إذا قلّده و هو عاجز أن يميّز بينه و بين غيره، مغترٌّ بظاهره الجميل، غافل عن باطنه الدخيل؟!

و قيل: إنّ۲ معنى الحديث: أنّ العلماء إنّما يكونون علماء إذا كانوا اُمناء.۳

و روي /۶۴/ عن النبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله أنّه قال: أخاف على اُمّتي: العالم الفاجر، و الجاهل الناسك.۴ب و ذلك لأنّ العالم الفاجر يَنفر عنه الناسُ لفجوره، و الجاهل الناسك يتبعونه لزهده.

و قال أمير المؤمنين عليه‏السلام: قَصَمَ ظهري رجلان: مُحِقٌّ فاسق، و مبطل ناسك، هذا ينفِّر عن حقّه بفسقه، و ذاك يدعو إلى باطله بنسكه.۵

/۶۳/ و فائدة الحديث: الحثّ على إكرام العلماء و تعظيمهم و تبجيلهم، أو وعظ العلماء بالأمانة و الديانة و التثبّت و تحقيق الحقّ و إبطال الباطل.

و راوي الحديث: أنس بن مالك.

۸۳.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: مَخافَةُ اللّه‏ِ رَأْسُ كُلِّ حِكمَةٍ.۶

1.. نَعَشَه اللّه‏ُ و أنعَشَه : رَفَعَه ، و نَعَشَه أي رفَعَه و جبره ، و نَعَشَه اللّه‏ و أنعَشَه : سدّ فقره . انظر : لسان العرب ، ج ۶ ، ص ۳۵۵ نعش .

2.. «ب» : ـ إنّ .

3.. لم نعثر على قائله .

4.. اُنظر : عيون الحكم والمواعظ ، ص ۱۸۱ .

5.. الخصال ، ص ۶۹ ، ح ۱۰۳ ؛ روضة الواعظين ، ص ۶ ؛ معدن الجواهر ، ص ۲۶ ؛ مشكاة الأنوار ، ص ۲۴۸ ؛ فيض القدير ،ج ۶ ، ص ۳۷۹ ؛ تفسير الرازي ، ج ۳ ، ص ۴۷ مع اختلاف لفظيّ بين المصادر .

6.مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۱۰۰ ، ح ۱۱۶ و ۱۱۷ ؛ المصنّف لابن أبي شيبة ، ج ۸ ، ص ۱۶۲ ؛ تاريخ مدينة دمشق ، ج ۳۳ ، ص ۱۷۹ و ۱۸۱ ؛ و ج ۵۱ ، ص ۲۴۰ ؛ الجامع الصغير ، ج ۱ ، ص ۲۴۵ ، ح ۱۶۰۹ ؛ و ص ۶۷۰ ، ح ۴۳۶۱ ؛ الفقيه ، ج ۴ ، ص ۳۷۶ ، ح ۵۷۶۶ ؛ تفسير القمّي ، ج ۱ ، ص ۲۹۰ ؛ الخصال ، ص ۱۱۱ ، ح ۸۳ ؛ الاختصاص ، ص ۳۴۲ ؛ كنز الفوائد ، ص ۹۷ .


ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الأوّل
240

و فائدة الحديث: الحثّ على سقي الحيوانات من عطشها إذا كانت ممّا لا يستضرّ به و الإبقاء عليها.

و راوي الحديث: سراقة بن جعشم.۱

۸۲.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: العُلَماءُ اُمَناءُ اللّه‏ِ عَلى خَلْقِهِ.۲

«العلم»: اعتقاد الشيء على ما هو به۳ على وجه يقتضي سكون النفس، و هو ضَرْبان: ضروريٌّ و هو ما لا يمكن العالِم به نفيه عن نفسه بشكّ، و مكتسب و هو بالعكس منه. و العالِم: المختصّ بصفة لكونه عليها يَصِحُّ منه۴ إحكام فعله، و يُجمع «علماء» كما تقول: شاعر و شعراء، و هو على التشبيه بفعيل كفقير و فقراء، يقال: عَلِمَ يَعلَم عِلما، و هو إذا كان بمعنى العرفان تعدّى إلى مفعول واحد، و إذا كان بمعنى «علمتُ منه شيئا» تعدّى إلى مفعولين كقولك: علمتُ زيدا عاقلاً، و الأوّل يَدخل على الآحاد، و الثاني يدخل على المبتدأ و ما يجري مَجرى ذلك.

و «الاُمناء»: جمع أمين. و «الخَلق»: مصدر وُصف به۵ هذا ممّا سمّي فيه المصدر۶، و يقال لهم الخليقة أيضا.

و معنى الحديث: أنّ اللّه‏ تعالى استأمن العلماء على الخلق لمكان علمهم و مزيّة معرفتهم، و قد ميّزهم من غيرهم بقوله:«قُلْ۷ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَ الَّذِينَ لاَ يَعْلَمُونَ»۸،

1.. «ألف» : ـ و راوي الحديث : سراقة بن جعشم .

2.. مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۱۰۰ ، ح ۱۱۵ ؛ تاريخ مدينة دمشق ، ج ۱۴ ، ص ۲۶۷ ، ح ۱۵۷۳ ؛ الجامع الصغير ، ج ۲ ،ص ۱۹۰ ، ح ۵۷۰۰ ؛ كنز العمّال ، ج ۱۰ ، ص ۱۳۴ ، ح ۲۸۶۷۵ . و راجع : الكافي ، ج ۱ ، ص ۳۳ ، ح ۵ ؛ مشكاة الأنوار ، ص ۶۰ ؛ بحار الأنوار ، ج ۶۷ ، ص ۲۸۷ ، ح ۱۱ .

3.. «ألف» : ـ به .

4.«ألف» : منها .

5.. «ألف» : ـ به .

6.. «ب» : ـ هذا ممّا سمّي فيه المصدر .

7.. «ألف» : ـ قل .

8.. الزمر ۳۹ : ۹ .

  • نام منبع :
    ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الأوّل
    سایر پدیدآورندگان :
    تالیف: الإمام السید ضیاء الدین أبو الرضا فضل الله بن علیّ بن عبید الله الحسنی الراوندی؛ تحقیق: مهدي سليماني آشتياني
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1397
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 1968
صفحه از 503
پرینت  ارسال به