235
ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الأوّل

و روي عن بعض أهل العلم۱:

«إنّ الظلم ثلاثة: ظلم بين الإنسان و بين اللّه‏ تعالى، و أعظمه الكفر و النفاق، و لذلك قال تعالى: «إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ»۲، و قال: «أَلاَ لَعْنَةُ اللّه‏ِ عَلَى الظَّالِمِينَ»۳، «وَ الظَّالِمِينَ أَعَدَّ لَهُمْ عَذَابا أَلِيما»۴ ؛ و ظلم هو بينه و بين الناس، و إيّاه عنى بقوله: «وَ جَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا»إلى قوله تعالى۵: «إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الظَّالِمِينَ»۶، و قال: «وَ مَنْ قُتِلَ مَظْلُوما»۷ ؛ و ظلم بينه و بين نفسه كما قال تعالى: «فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ»۸، «وَ لَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنفُسَهُمْ»۹، على أنّه إذا حُقّق فابن آدم في جميع ذلك ظالم لنفسه في الحقيقة، إلاّ أنّ ظلمه في الوجهين الأوّلين يتعدّى عنه إلى غيره إمّا كفرانا أو عَسْفا۱۰».

و «الظُّلمة» عدم النور.۱۱

و معنى الحديث: أنّ الظالم يوم القيامة في هِياطٍ و مِياط۱۲ و اُمور مُظلِمة و أهوال محيِّرة و آفات مُذهِلة.

1.. لم يوجد قائله ؛ لكن في بعض المصادر نسب قريب هذا المضمون إلى بعض الحكماء؛ راجع : تفسير روح البيان ، ج ۷ ،ص ۲۵۴ ذيل الآية ۷۲ من سورة الأحزاب ؛ والمفردات للراغب ، ص ۵۳۸ ذيل كلمة ظلم .

2.. لقمان ۳۱ : ۱۳ .

3.. هود ۱۱ : ۱۸ .

4.. الإنسان ۷۶ : ۳۱ .

5.. «ب» : عزّو جلّ .

6.. الشورى ۴۲ : ۴۰ .

7.. الإسراء ۱۷ : ۳۳ .

8.. فاطر ۳۵ : ۳۲ .

9.. النساء ۴ : ۶۴ .

10.. عَسَفَ يَعسِف عَسْفا و اعتَسف و تَعسَّف : ظَلَمَ . راجع : لسان العرب ، ج ۹ ، ص ۲۴۵ و ۲۴۶ عسف .

11.. قاله الراغب في المفردات للراغب ، ص ۳۱۶ ظلم .

12.. ما زال منذ اليوم يَهيط هَيْطا و ما زال في هَيْط و مَيْط و هِياط و مِياط أي في ضِجاج و شرٍّ و جَلَبَة ، و قيل : في هِياط و مِياط في دنوٍّ و تباعد . و الهِياط : الصياح و الجَلَبَة . قال الفرّاء : الهِياط: أشَدُّ السَّوق في الوِرد ، و المياط: أشدُّ السَّوق في الصدر . و قال اللحياني : الهياط الإقبال ، و المياط الإدبار . انظر : لسان العرب ، ج ۷ ، ص ۴۲۴ هيط .


ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الأوّل
234

حتّى تَلقى اللّه‏ أملَسَ۱ ليس عليك تبعة، و الرابع: أن تَعمِد إلى كلّ فريضة عليك۲ ضيّعتها و تؤدّي حقّها، و الخامس: أن تعمد إلى اللحم الّذي نبت على السُّحت فتذيبه بالأحزان حتّى يلصق الجلد بالعظم و ينبُت۳ بينهما لحم جديد، و السادس: أن تُذيق الجسمَ ألَمَ الطاعة كما أذقته حلاوة المعصية، فعند ذلك تقول: أستغفر اللّه‏ عزّ و جلّ.۴

و قد وعد اللّه‏ تعالى بقبول التوبة حيث قال: «وَ هُوَ الَّذِي /۶۱/ يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ»۵، و هو أوفى بوعده، فإذا تاب العبد محا اللّه‏ تعالى ذنوبه فبقي أملس ليس عليه أثر وَصْمةٍ۶ و لا دنسُ لَطْخَة۷، فكأنّه لم يذنب.

و فائدة الحديث: الحثّ على التوبة، و الترغيب في الرجوع عن الذنب.

و راوي الحديث: عبد اللّه‏ بن مسعود.

۷۹.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: الظُّلمُ ظُلُماتٌ يَومَ القيامَةِ.۸

أصل «الظلم»: وضع الشيء في غير موضعه، هذا في وضع اللغة ؛ فأمّا عند أهل النظر فإنّه كلّ ضرر /۶۰/لا [جلب۹] نفع فيه و لا دفع ضرر، و لا يُظَنّ۱۰ فيه هذان الوجهان، و لا يكون مستحقّا.

1.. الأملس : المجرّد من أن يَعلَقَ به شيء . انظر : معجم مقاييس اللغة ، ج ۵ ، ص ۳۵۰ ملس .

2.. «ألف» : ـ عليك .

3.. «ب» : ينشأ .

4.. نهج البلاغة ، الحكمة ۴۱۷ ؛ روضة الواعظين ، ص ۴۷۹ ؛ وسائل الشيعة ، ج ۱۶ ، ص ۷۷ ، ح ۲۱۰۲۸ .

5.. الشورى ۴۲ : ۲۵ .

6.. الوَصْمة : العيب في الكلام ، و الفترة في الجسد . انظر : لسان العرب ، ج ۱۲ ، ص ۶۳۹ و ۶۴۰ وصم .

7.. لَطَخَه بشرٍّ يَلطَخه لَطْخا أي لَوَّثه به فتلوَّثَ . لسان العرب ، ج ۳ ، ص ۵۱ لطخ .

8.. مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۹۷ و ۹۸ ، ح ۱۰۹ و ۱۱۰ ؛ مسند أحمد ، ج ۲ ، ص ۱۰۶ و ۱۳۷ و ۱۵۶ و مواضع اُخر ؛ سننالدارمي ، ج ۲ ، ص ۲۴۰ ؛ صحيح البخاري ، ج ۳ ، ص ۹۹ ؛ صحيح مسلم ، ج ۸ ، ص ۱۸ . عوالي اللآلي ، ج ۱ ، ص ۱۴۹ ، ح ۹۹ ، و ص ۳۶۴ ، ح ۵۲ ؛ مجموعة ورّام ، ج ۱ ، ص ۵۶ ؛ بحار الأنوار ، ج ۷ ، ص ۲۲۹ .

9.. أضفناه لاقتضاء العبارة .

10.. «ألف» : و لا دفع ضرورة يظنّ .

  • نام منبع :
    ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الأوّل
    سایر پدیدآورندگان :
    تالیف: الإمام السید ضیاء الدین أبو الرضا فضل الله بن علیّ بن عبید الله الحسنی الراوندی؛ تحقیق: مهدي سليماني آشتياني
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1397
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 2080
صفحه از 503
پرینت  ارسال به